أهم الأخبار

الشيخ مجاهد أبو شوارب.. قائد جمهوري خاض معارك الثورة ورحل ثابتًا على مبادئه

2025-11-17 الساعة 09:41م

في ذكرى رحيله، يستعيد اليمنيون سيرة واحد من أبرز رجالات الثورة والجمهورية، القائد العسكري والشيخ القبلي البارز العميد مجاهد بن يحيى أبو شوارب، الذي شكّل حضورًا لافتًا في مسار الدفاع عن النظام الجمهوري وترسيخ اللبنات الأولى للدولة الحديثة. وُلد أبو شوارب عام 1939 في خارف بني جبر بمديرية ذيبين في قبيلة حاشد بمحافظة عمران، ونشأ في بيئة قبلية مناضلة كان لها حضور فعال في حماية مكاسب ثورة سبتمبر.

 

مقاتل في صفوف الجمهورية ومعارك لا تُنسى

منذ اندلاع شرارة الثورة، كان أبو شوارب في مقدمة الصفوف، مشاركًا في معارك الدفاع عن الجمهورية في صعدة وحجة وصنعاء. وقد تعرض خلال تلك المعارك لإصابة خطيرة إثر استهداف المدرعة التي كان يقودها بقذيفة مدفعية، لكنه نجا بأعجوبة بعد أن مكث في المستشفى أكثر من شهر ونصف يتلقى العلاج.

وفي عام 1964، وبعد أسبوع واحد فقط من زواجه، غادر أبو شوارب حياته الزوجية الجديدة ليلتحق برفقة أبي الأحرار محمد محمود الزبيري والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بمعارك فك الحصار عن طريق صنعاء – تعز، الذي كانت القوات الملكية قد قطعته. ثم واصل القتال في محافظة حجة التي كانت قاب قوسين أو أدنى من السقوط في أيدي الملكيين، قبل أن تُغيّر مقاومة رجال حاشد سير المعركة.

 

طالب مثالي وقائد ميداني بارز

التحق أبو شوارب بالكلية الحربية عام 1965، وعُرف بين زملائه بـ"الطالب المثالي" لما تميز به من انضباط وشخصية قيادية مبكرة. وبعد عامين فقط، شارك بدور محوري في فك حصار السبعين عن العاصمة صنعاء عام 1967، ليُعيَّن لاحقًا قائدًا للواء حجة في العام ذاته، ثم قائدًا للواء الحديدة عام 1968.

ونظرًا لمكانته العسكرية ودوره الفاعل، مُنح وسام البطولة من الدرجة الأولى في يونيو 1969 من الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني، ليواصل بعدها مسيرة التكليفات القيادية، ومنها تعيينه محافظًا وقائدًا للواء حجة عام 1971.

 

من قيادة الألوية إلى مجلس القيادة

توالت المهام الوطنية التي أوكلت إليه، فتم تعيينه قائدًا لقوات "المجد" عام 1972، ثم عضوًا في مجلس القيادة عام 1974، وفي العام نفسه أصبح نائبًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، في واحدة من أعلى المناصب العسكرية في الدولة.

كما عُيّن عضوًا في مجلس الشعب التأسيسي عام 1978، ورئيسًا للجنة العليا لانتخابات هيئات التعاون الأهلي للتطوير عام 1985، ثم نائبًا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الداخلية في عدة حكومات قبل إعلان الوحدة.

 

إسهاماته في ملف الوحدة اليمنية

كان العميد مجاهد أبو شوارب من الشخصيات المؤثرة في مرحلة الحوار والتفاهمات التي سبقت إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وساهم في جهودها السياسية كممثل بارز من رجال الدولة. وبعد قيام دولة الوحدة، تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الداخلية في أول حكومة موحدة (1990 – 1993)، ثم عُيّن عضوًا في المجلس الاستشاري، ولاحقًا مستشارًا لرئيس الجمهورية حتى وفاته.

 

رحيل رجل الدولة

في 17 نوفمبر 2004 الموافق 4 شوال 1425هـ، ترجل العميد مجاهد أبو شوارب إثر حادث مروري، لتفقد اليمن برحيله واحدًا من أكثر رجال الجمهورية تأثيرًا في مرحلتي الثورة والوحدة، وقائدًا جمع بين الشجاعة العسكرية والحنكة السياسية والحضور القبلي المؤثر.

وفي هذه الذكرى، يخلد اليمنيون سيرة رجل أسهم في الدفاع عن مكتسبات سبتمبر، وأسّس لمسار وطني ظل حاضرًا في كل محطات التحول الكبرى التي مرّت بها البلاد.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص