2015-02-03 الساعة 05:34م
علاقة غريبة لفتت انظار الجميع .. وتساءلوا .. ما السر الذي تخفيه في باطنها؟ لكن الجواب كان يأتي بقوة وثقة إنه الحب الصادق على مر السنين.
هي فعلاً قصة بين زوجين تبدو وكأنها اسطورة ولكنها حقيقة واقعية عرفت أن تفاصيل كثيرة منها عن قرب وهي خاصة بصديقة لي حيث عرفت صديقتي هذه منذ عدة سنوات، قد تتجاوز الخمس او الست سنين، عرفتها وهي متزوجة، حيث كنا نعمل معا في شركة اعلانات، لكني لم اكن اعرف شيئا عن زوجها غير اسمه حتى جاء يوما للشركة لاصطحابها ولم اكن اعرفه، كنت لحظتها خارج المكتب، وحين عدت اليه وجدت صديقتي بصحبة رجل، فألقيت التحية قائلة : مرحبا يا عمي، فرد تحيتي وسرعان ما قالت صديقتي : اعرفك على زوجي ! لحظتها كاد ان يغمى علي من هول المفاجأة والاحراج فلقد كان كبيرا في السن كفاية فناديته يا عم لاعتقادي بأنه والدها !! ولا ادري لم تزوجت رجلا بسن والدها مع انها شابة وجميلة ومتعلمة.
لم تحدثني يوما عن فارق السن الكبير بينها وبين زوجها ولم اشك للحظة في ان يكون كذلك خاصة وكنت اعرف طبيعة العلاقة التي بينهما، فلقد كان يتصل بها اكثر من مرة في اليوم الواحد، كانت تحادثه مبتسمة خجلة تبادله الضحك بهدوء، حتى انها كانت تبقى سارحة لبعض الوقت بعد المكالمة كالمراهقة المبتدئة بقصص الغرام !!
وفي أحد الايام وبعدما انهت مكالمة قصيرة وجدتها صامتة هادئة تخفي ملامح وجهها الذي ارتسمت عليه بدايات البكاء، فاقتربت منها اسألها ان كان كل شيء على ما يرام فقالت :
والله لو كان شيء على غير ما يرام لما بكيت، ولكني ابكي لأن كل شيء بخير ، ابكي على هذه السعادة التي انا فيها خوفا من ان تزول، وعلى كل هذا الحب الذي اعيشه خشية ان تطاله عيون الحاسدين، فأنا وزوجي نحب بعضنا كثيرا ونعيش كل يوم وكأنه يوم جديد من شهر عسل لا ينتهي، فهو يحرص على الاتصال بي كل عدة ساعات ليقول لي بأنه يحبني او بانه اشتاق لي، والغريب هو انه يفعل ذلك منذ عدة سنين وانا الاخرى اتزين له والبس له كل يوم اجمل ما استطيع، واستقبله في كل ليلة بأزهى حلة وكأني عروس جديدة والغريب باني ايضا افعل ذلك من عدة سنين والحقيقة اننا الاثنين لم نشعر يوما بمرور كل تلك السنين ......
سعدت كثيرا عندما قالت لي ذلك، وصدقتها اكثر وامنت بتلك العلاقة لأني كنت ارى ملامحها الخجلة، وسعادتها بالحديث ولهفتها للهاتف وسرحانها بعد كلامه، كنت اعيش معها قصة حبها، لذلك حسبتها قصة مثالية شابة تمثل كفاح شابين حبيبين لحياة زوجية سعيدة، ولم اتوقع ان تكون قصة الحب العظيمة تلك بين شابة في العشرينيات، من العمر ورجل في اواخر الخمسين !! فقلت في نفسي كم هو هذا الرجل محظوظ بهذه الشابة !!
بعد اعوام مات الرجل وانتهت جلسة العزاء .. وافترق الجميع .. فاقتربت منها لأني كنت الصديقة الأقرب الى قلبها، والأعلم بقصة حبها .. وقبل ان اسألها حين شعورها قالت :
مات .. لكن سر الحب لم يمت .. ويستحيل ان يموت ..
في تلك الليلة .. ليلة العزاء ، اعترفت لي بالسر وراء تلك العلاقة العظيمة فعرفت كم هي كانت محظوظة بالعجوز فقالت :
قبل زواجي كنت على علاقة بشاب من عمري، كنت احبه كثيرا وكنت احلم بحياة عظيمة معه ولكنه كان فقيرا وبسيطا بينما احلامه كانت غنية وكبيرة، لذلك عندما وجدنا سلما لتحقيق احلامنا لم نتردد، فاتفقنا على ان اتزوج لبعض الوقت الرجل الكبير في السن، العظيم الثراء الطيب القلب حتى اتمكن من جمع مبلغ معقول من المال من هذه الزيجة ثم اطلب الطلاق واتزوج حبيبي ونحقق الاحلام !!
لكن حصلت مفاجأة بعد سنة كاملة من الزواج اصبحت حاملا ولكن ليس من زوجي بل من حبيبي!!
في ليلة مظلمة اتصلت به، اخبرته بانه يكفي ما جمعته من مال، علينا انهاء هذا الزواج قبل ان يظهر الحمل، ولكنه لم يقبل بذلك بل طلب انهاء الحمل طلب انهاء العلاقة بيننا، طلب انهاء الموضوع نهائيا؟!؟!
اغلقت السماعة، بدأت بالبكاء طويلاً محسبة للطعنة التي تعرضت لها من قبل ذلك الشاب الذي احببته.. في تلك اللحظة دخل زوجي الغرفة اقترب مني يمسح دموعي قائلا : لا تبكي ! وابتسم ابتسامة عظيمة يقول فيها : انا اعلم بكل شيء
لم يجرحني بكلمة ولم يقلل من احترامي يوما ، علم باني استغله واكذب عليه لكنه لم يحاول ايذائي بكلمة بل ستر علي وغمرني بالحب فشاء الله شكره على ذلك فأمات ثمرة خيانتي له قبل ان تولد وعشت انا لأجله بوفاء عظيم.