2015-06-01 الساعة 08:38م (يمن سكاي - متابعة خاصة)
قدم رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، جابر الحرمي، استقالته على خلفية نشر صورة "غير لائقة أخلاقيا" بحد وصفه لها في بيان الاستقالة، ففي خبر يستعرض أضرار الحناء و تسببها بالتهابات قامت الجريدة بنشر صورة لرسومات من الحناء لأوضاع جنسية مقتبسة عن كتاب "الكاماسوترا" الهندي الذي يتناول طرق وفنون ممارسة الجنس.
وقال جابر الحرمي، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اطلعت عليها صحيفة "عربي21"، "أتحمل المسؤولية .. واستقالتي على طاولة مجلس الإدارة".
وأضاف في تدوينة أخرى "أحبتي مهما قلت فلن أستطيع أن أرد جميلكم وليس لدي إلا أن أدعو الله أن يجازيكم خيرا على مشاعركم النبيلة، ومواقفكم الأخوية العظيمة".
و قال الحرمي في نص استقالته "قيمنا ومبادئنا وأخلاقياتنا خط أحمر لا يمكن التهاون أو التساهل فيها، وعليه فقد وضعت استقالتي منذ اللحظة أمام مجلس إدارة دار الشرق لاتخاذ ما يراه مناسبا، والبت فيها".
و قامت الجريدة بإنهاء خدمة الصحفي الذي تسبب في ظهور الصورة وحسب البيان الذي أصدرته "تم إنهاء خدمات الصحفي الذي تسبب بنشر الصورة، والخصم والإنذار لمسؤوله المباشر، واتخاذ إجراءات أشد صرامة في عملية النشر والمتابعة والتدقيق في كل ما ينشر".
وقال الحرمي في بيان الاستقالة، الذي اطعلت عليه صحيفة "عربي21: "كل كلمات الإعتذار بالتأكيد لا تكفي على الخطأ الجسيم الذي وقع بنشر صورة غير لائقة أخلاقيا في ملحق خارجي ينشر مع الشرق، وأتحمل المسؤولية كاملة أمام الله قبل كل شيء، وأمام قطر البلد والشعب الذين ائتمنوني على أمانة النشر، وأمانة الكلمة، وأمانة الصورة، وأمام مجلس الإدارة الذي وثق بي وأوكل لي مهمة رئاسة التحرير".
وتابع الحرمي، "يشهد الله أن الذي حدث خطأ غير مقصود تماما، فالجميع يعرف جيدا سياسة الشرق التحريرية، ويعرف القائمون على هذه الصحيفة، التي ما فتئت تدافع عن قضايا المجتمع بكل أمانة وإخلاص، وتقود مبادرات عدة على صعيد دعم القيم والمبادئ والأخلاق، التي تربى عليها هذا المجتمع الأصيل، وما حملة "الدين النصيحة" و "والله عيب" و "انتبه"، التي تتحدث عن أهمية ترسيخ الأخلاق والقيم لدى أفراد المجتمع، والحفاظ على أرواح أبنائنا منا ببعيد".
وتابع الحرمي "لا أقول ذلك دفاعا عن الخطأ الذي وقع، والذي اعتبره شخصيا أسوأ ما تعرضت له في حياتي الصحفية الممتدة لربع قرن من العمل الصحفي، ولكن الجميع يعلم أن الخطأ في أي عمل وارد، خاصة في عالم الصحافة، هذه المحرقة اليومية، التي تتطلب سرعة إنجاز، ودقة في التحرير، ومصداقية في الخبر، بالتزامن مع عدد صفحات لا تقل عن 82 صفحة يوميا، فالعدد الذي وقع فيه الخطأ ـ عدد الإثنين ـ وصلت عدد صفحاته إلى 112 صفحة".
وشدد الرحمي، "قيمنا ومبادئنا وأخلاقياتنا خط أحمر لا يمكن التهاون أو التساهل فيها، وعليه فقد وضعت استقالتي منذ اللحظة أمام مجلس إدارة دار الشرق لاتخاذ ما يراه مناسبا، والبت فيها".
وسجل "كشفت لنا هذه الواقعة الأليمة مدى تمسك أفراد مجتمعنا بالدين والقيم والأخلاق، وهذا أمر مفرح، وبقدر حزننا على ما حدث إلا أن ردة الفعل من قبل الغالبية كانت مبشرة أننا في مجتمع متمسك بهويته الإسلامية والعربية، وأن كان البعض حاول الاصطياد بالماء العكر، وحاول الإساءة إلى هذا الصرح الإعلامي العريق، مرة بالتشهير ومرة باللمز".
وقال "كل الشكر والتقدير لمجلس الإدارة الذي منحني فرصة للعمل مع نخبة من الأخوة الأفاضل إداريين وصحفيين، واعتز بذلك كثيرا، واعتذر عن أي تقصير أو سوء تقدير صدر مني خلال تلك الفترة".
وختم رسالة استقالته بالقول: "الشكر الأكبر لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، الذين كانوا خير سند والموجه لي شخصيا، وناصحين لما أقوم به من اجتهاد في عملي الصحفي، فلكم جميعا كل الشكر والتقدير".