أهم الأخبار

محللون: تعيين سفير سعودي ببغداد خطوة للتوازن بالمنطقة

2015-06-02 الساعة 08:16م (يمن سكاي - متابعات)

يرى محللون ان تعيين السعودية لسفير لها في العراق يحمل العديد من الاعتبارات، وأبرزها إخراج هذا البلد من الهيمنة الطائفية وإعادته للعمق العربي.

الرياض: رأى محللون سعوديون، أن تسمية السعودية لسفيرها في العراق يعتبر خطوة كبيرة نحو إمكانية انفراج الأزمات السياسية التي عطلت الكثير من المشاريع بالمنطقة، ومن شأن هذه النقلة أن تعيد التوازن والحياة للعراق، وإخراجه من الهيمنة الطائفية وعودته للعمق العربي الذي اثبت أن العراق لن يستطيع أن يحي بدونه.

وأعلنت السعودية، اليوم الثلاثاء، تسمية ثامر السبهان، سفيراً لها في العراق، وذلك خلال مراسم استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لسفراء الرياض الجدد في كل من جمهورية البيرو، وجمهورية باكستان الإسلامي، وجمهورية غينيا، جمهورية بنجلاديش، وجمهورية نيجيريا الفدرالية، إضافة إلى دولة العراق، حيث أدى السفراء الخمسة القسم أمام العاهل السعودي.

وعمل السفير السبهان ملحقًا عسكريًا في السفارة السعودية لدى لبنان، وهو ضابط برتبة عميد ركن، وسبق أن نال سام تحرير الكويت، ووسام "عاصفة الصحراء" ووسام الامتياز والجدارة من وزارة الدفاع الأميركية، كما يملك خبرة واسعة في المجال العسكري، وبافتتاح السفارة السعودية في بغداد يكون البلدين قد إغلاقا ملفا من القطعية استمر 24سنة، وهي مرحلة امتدت منذ العام 1991 إبان العدوان العراقي على الكويت.

الخبير السياسي والعسكري الدكتور على التواتي، قال إن السلبية التي تعاملت بها الدول العربية مع العراق، منذ وقوعه تحت الاحتلال كانت ابرز أسباب ما وصل إليه العراق من تسلط لفئات طائفية على باقي مكونات الشعب العراقي وتزايد للنفوذ الإيراني، مشيرا في حديثه لـ "إيلاف" إن عودة السفراء الخليجيين وعلى رأسهم السعودية سيوجد نوع من التوازن والحياة للعراق ضد الهيمنة الطائفية، وأضاف: "مع وجود السفراء الذين يمكن أن ينقلوا لصناع القرار في دولهم الصورة بكل تفاصيلها، بحيث تصبح لديهم فكرة مسبقة عن التطورات وكيفية التعامل معها والتصدي لها أن كانت تلزم التصدي"

وأوضح التواتي، انه عندما كان يتم مناقشة القادة العراقيين فيما يجري من استقطاب سياسي هائل بالنسبة لطهران كانت إجابتهم تتمحور حول إن الخليجين هم من تخلوا، وانصب اهتمامهم فقط في تحصيل ديون حرب صدام مع إيران، في حين أن إيران تساعدنا على تثبيت الأمن واستعادة الدولة، وتابع التواتي: "هذه وجهة نظرهم ونحن يجب أن نعرف كيف يفكر الطرف الأخر".

وأضاف التواتي: "أول وسيلة للدفاع عن نفسك، هي تملك المعلومات الدقيقة والتي لا يمكن إن تتم إلا بالحضور في المشهد".

وشدد التواتي على أهمية قرار تعيين السفير السعودية واصفا إياه بالاستراتيجي وذو قيمة عالية، وأضاف: "لابد من الاستمرار فيه، فليس كل الشعب العراقي عدو، وليس كل الشعب العراقي طائفي، الشعب العراقي مكونات كثيرة، وكلها تتجه بلا استثناء إلى مكة المكرمة في صلاته، و يمكن إن نسهم في إعادة اللحمة للشعب العراقي والتوازن التوافق الاجتماعي، وإعادة هذا السلم ليس في صالح العراق وحسب، ولكن المنطقة بأسرها.

وذكرت مصادر إعلامية عراقية ان إبراهيم الجعفري، وزير الخارجية العراقي، أعلن سابقا عن موافقة العراق على السفير السعودي الجديد في بغداد، فيما توقعت مصادر دبلوماسية أن يتم افتتاح القنصلية السعودية في أربيل خلال ثلاثة أشهر، هذا و تأتي خطوة تسمية السفير السعودي لدى العراق، بعد انفراج واضح في العلاقات بين البلدين حيث سبق أن رحبت الرياض بتشكيل حكومة حيدر العبادي، واستقبلت الرئيس فؤاد معصوم في العاصمة، كما أرسلت وفداً سعودياً إلى بغداد لتفقد الوضع الأمني لافتتاح مقار للبعثات الدبلوماسية.

الكاتب والباحث السياسي الدكتور زيد الفضيل، اعتبر قرار تعيين السفير السعودي مؤشر كبير بانفراج الأزمة السياسية في منطقة الخليج لاسيما انفراجها مع إيران باعتبار إن العراق اليوم في أكثر مراحله هو أكثر التصاقا بإيران، بحسب وصفه مشيرا في حديثه لـ "إيلاف" إن وجود سفير للسعودية في بغداد يعني فعلا إن الأزمة التي أخرت الكثير من المشاريع في المنطقة على وشك نهايتها، فضلا عن إحساس دول الخليج بان خطر داعش بات قريبا منها، وبالتالي تعتبران الشراكة في مواجهته هو الحل الأمثل لذالك".

كما أوضح الدكتور زيد، إن ظلال هذا الانفراج لن يكون محصورا بين السعودية والعراق وفقط، وإنما سيلقى بظلاله الايجابية الكبيرة على المنطقة العربية بأسرها، لاسيما إن السعودية تعتبر من القوى الرئيسية في المنطقة وعودتها إلى العراق سيشجع دول عربية أخرى لسلك ذات المسلك.

وأضاف: "العراق عاش فراغ سياسي وهذا الفراغ فرض على الكثير من الدول أن تقف موقف الحياد وان لا ترسل مبعوثين دبلوماسيين، لكن طالما إن السعودية بدأت هذه الخطوة، فأتصور إن جميع الدول سوف تسلك هذا المسلك، سواء الدول المتخوفة، أو التي كانت محجمة إرضاء للملكة العربية السعودية".

الأكثر زيارة
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص