أهم الأخبار

البشير يصل إلى جنوب أفريقيا متحديًا المحكمة الجنائية الدولية للمشاركة في قمة جوهانسبرغ

2015-06-14 الساعة 10:00ص (يمن سكاي - وكالات)

حطت طائرة الرئيس السوداني عمر البشير في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا للمشاركة في أعمال القمة العادية الخامسة والعشرين للاتحاد الأفريقي التي تنطلق اليوم، وتناقش عدة موضوعات من بينها بحث انسحاب دول الاتحاد من المحكمة الجنائية الدولية، وتأهيل وتمكين المرأة سياسيًا واقتصاديًا، فضلاً عن قضايا أمن القارة، لا سيما الأوضاع في بوروندي وجنوب السودان، وقضية الهجرة، وتجارب مشاركة المرأة التنفيذية والتشريعية.
 
 
 
 
ويثير وصول البشير للدولة الأفريقية الموقعة لـ«ميثاق روما» المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية حالة من الترقب والقلق وسط المراقبين، على خلفية إعلانات سابقة من جنوب أفريقيا بأنها لن تتوانى عن تنفيذ مذكرة القبض الصادرة بحق البشير حال وصوله إلى أراضيها. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السودانية «سونا» أن الرئيس البشير والوفد المرافق وصولوا إلى جوهانسبرغ مساء أمس، واستقبله عدد من كبار المسؤولين في جنوب أفريقيا، بعد أن كانت الوكالة قد أوردت بعد ساعات من تحليق طائرة البشير متجهة إلى جنوب أفريقيا على رأس وفد بلاده المكون من إبراهيم غندور وزير الخارجية، وزير رئاسة الجمهورية صلاح ونسي، ووزير الرعاية والضمان الاجتماعي مشاعر الدولب، ومدير مكتبه الفريق طه عثمان الحسين، أن الرئيس غادر للمشاركة في أعمال القمة.
وتنطلق أعمال القمة الأفريقية اليوم لبحث عدة قضايا، منها قضية الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، وتأهيل وتمكين المرأة الأفريقية اقتصاديًا وسياسيًا، ومناقشة تجارب الدول الأفريقية في إشراك المرأة في الجهاز التنفيذي والتشريعي، بالإضافة إلى القضايا الأمنية في القارة تركيزًا على دولتي بوروندي وجنوب السودان، وقضايا الهجرة في أفريقيا. ويعد وصول الرئيس عمر البشير إلى جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا تحديًا كبيرًا للمحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي دفع منظمات حقوقية لبذل جهود كبيرة لدفع دولة جنوب أفريقيا لتنفيذ مذكرة القبض ضد الرئيس البشير، والالتزام بتعهداتها الدولية باعتبارها دولة عضوا في تلك المحكمة، لكن من الراجح أن الخرطوم تلقت تطمينات بعدم اعتراض مشاركة البشير.
وأوردت تقارير صحافية أن وزير العدل في جنوب أفريقيا رفض الرد على أسئلة صحافية تتعلق بمشاركة البشير في القمة، على الرغم من أن بلاده موقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية. ونقلت وكالة «الأناضول» أول من أمس أن وزير الدولة بالخارجية السودانية كمال إسماعيل حث وزراء خارجية الدول الأفريقية على تضمين قرار القمة بـ«انسحاب الدول الأفريقية من المحكمة الجنائية الدولية»، وأن طلبه وجد تجاوبًا من الوزراء الأفارقة خلال اجتماع المجلس الوزاري الخميس الماضي. وبدا الوزير إسماعيل متفائلاً بما سماه أن تشهد قمة جوهانسبرغ «مراسم دفن محكمة الجنايات الدولية»، مشيرًا إلى أن مقترحه بذلك لقي ترحيبًا من دول أفريقية، من بينها كينيا التي مثل رئيسها أوهورو كنياتا أمام الجنائية الدولية، وأن مجموعة دول شرق أفريقيا ستتبناه استنادًا إلى أن الجنائية الدولية تستهدف القادة الأفارقة. وقدمت دولة جنوب أفريقيا الدعوة للرئيس البشير، على الرغم من توقيعها لـ«ميثاق روما»، وإعلاناتها السابقة بتوقيفه امتثالاً لمذكرة الاعتقال، رغمًا عن طلب الاتحاد الأفريقي من أعضائه بعدم التعاون مع تلك المحكمة. وكانت جوهانسبرغ قد قالت فور صدور مذكرة القبض في 2009 إن موقفها بشأن البشير يحكمه المسار القانوني والسياسي، وإنه «سيتم اعتقاله حال وصوله إلى أراضي جنوب أفريقيا». وزار رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي على رأس وفد رفيع لمدة يومين، أجرى خلالهما مباحثات ثنائية مع الرئيس البشير، تناولت العلاقات الثنائية وعددًا من القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لكن البشير لم يسافر إلى جنوب أفريقيا منذ صدور مذكرة التوقيف بحقه.
ورغم مذكرة التوقيف، فإن البشير سافر إلى عدد من الدول الأفريقية، بعضها أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية من بينها نيجيريا، وبعض دول العالم الأخرى، مثل بلدان الخليج ومصر وإيران، وهو يجدد دومًا بأنه لن يعترف بهذه المحكمة باعتبارها أداة استعمارية موجهة ضده، وضد القادة الأفارقة، واعتبرت رحلاته تلك ضمن تحديه لقرار المحكمة.
وفي أبريل (نيسان) الماضي أعلنت الخارجية الإندونيسية أن البشير فشل في الحصول على إذن بالطيران في أجواء دول محددة، ما حال دون مشاركته في قمة دول عدم الانحياز التي انعقدت في جاكرتا، بينما أعلنت الخارجية السودانية وقتها أن إلغاء مشاركة الرئيس البشير المعلنة كان بسبب انشغاله بالانتخابات.
وفي يونيو (حزيران) 2011 وأثناء رحلة الرئيس البشير من العاصمة الإيرانية طهران إلى العاصمة الصينية بكين، أدى رفض دولة تركمانستان عبور الطائرة التي تقله لأجوائها، ما اضطر إلى العودة إلى طهران، والطيران مجددًا عبر مسار جديد إلى بكين. وأثار تأخر وصول الطائرة إلى بكين، وإعلان الرئاسة الصينية عن تأجيل موعد المباحثات بين الرئيسين، مخاوف كثيرة لم تنقشع إلاّ بعد أن حطت الطائرة الرئاسية في المطار الصيني. ولا يعد رفض المملكة العربية السعودية عبور الطائرة لتي كانت تقله إلى طهران للاشتراك في تنصيب الرئيس الإيراني لأجوائها ضمن الحملة المساندة للمحكمة الجنائية الدولية، إذ إنه كان قد زار المملكة أكثر من مرة بعد صدور مذكرة التوقيف، وهو ما فسرته الرياض بأن الطائرة لم تتحصل على الأذونات اللازمة لعبور الأجواء السعودية.
وفي أغسطس (آب) من عام 2009 أصدرت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا بيانا تفصيليا حدد موقفها من قرار الاتحاد الأفريقي بشأن البشير من منظور قانوني وسياسي.
وقال البيان: «صدرت مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير، وهذا يعني أنه سيتم اعتقاله حال وصل إلى أراضي جنوب أفريقيا». وتعد زيارة البشير لجنوب أفريقيا مماثلة لمشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي التي انعقدت في أبوجا النيجيرية 2013، والتي تحدى فيها قرار المحكمة أيضًا، بيد أنه عاد لبلاده قبل اكتمال أعمال القمة، وقالت حكومته في الخرطوم إنه قطع مشاركة لشواغل داخلية، بيد أن مراقبين أرجعوا عودته إلى ممارسة منظمات مجتمع مدني ومنظمات حقوقية ضغوطًا عنيفة على الحكومة النيجيرية بتنفيذ أمر القبض الصادر ضده.
من جهة ثانية نفت رئاسة جمهورية جنوب السودان الأخبار التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من الصحف السودانية في الخرطوم عن وفاة رئيس أحدث دولة في الأمم المتحدة سلفا كير ميارديت بعد تعرضه لوعكة، وذكرت تلك الأنباء أن كير سلم مقاليد السلطة إلى وزير دفاعه كوال ميانيق، واعتبرت جوبا أن ما تردد طوال الأيام الثلاثة الماضية محض شائعات ممن سمتهم بأعداء السلام، وأكدت أن كير سيشارك في قمة الاتحاد الأفريقي التي ستنعقد في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا.
وقال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان ايتينج ويك اتينغ لـ«الشرق الأوسط» إن بعض الصحف السودانية الصادرة في الخرطوم ومواقع التواصل الاجتماعي تناولت أخبارًا أمس وفاة الرئيس سلفا كير ميارديت بعد تعرضه لوعكة، وأضاف: «هذه أخبار عارية عن الصحة تمامًا ودعاية يقوم بها أعداء السلام وهذه البلاد والرئيس سلفا كير بخير ويمارس أعماله الروتينية من مكتبه في جوبا»، مشيرًا إلى أن كير ظل يواصل عمله في مكتبه بالقصر الرئاسي حتى مساء أمس وبعدها ترأس اجتماعا لقيادة حزبه الحركة الشعبية وعدد من الوزراء. وأوضح ويك أن رئيس بلاده سلفا كير سيترأس وفد بلاده في قمة الاتحاد الأفريقي أفريقيا.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف السودانية قد تناقلت أخبارا تتحدث عن مرض الرئيس سلفا كير وأنه قام بتكليف وزير دفاعه ليقوم بمهامه. وفي الخرطوم نفى سفير جنوب السودان ميان دوت وول ما تناقلته وسائل إعلام ومواقع للتواصل الاجتماعي أنباء وفاة سلفا كير بعد صراع مع مرض عضال، وقال السفير لقناة «الشروق» المقربة من الحكومة السودانية إن كير بصحة جيدة.
الأكثر زيارة
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص