2015-07-04 الساعة 07:42م (يمن سكاي - وكالات)
تقترب المحادثات بين إيران والقوى العالمية بشأن برنامجها النووي والمستمرة منذ عام ونصف العام من خط النهاية حيث يبذل المفاوضون كل ما في وسعهم لحسم نقاط الخلاف بما في ذلك أسئلة عالقة عن أبحاث نووية أجرتها طهران في فترة سابقة.
وتجري إيران محادثات مع الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا وألمانيا بشأن اتفاق للحد من أنشطة برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وقال دبلوماسي غربي كبير «نقترب من النهاية»، مضيفا أنه لا توجد خطط لاستمرار المفاوضات لفترة طويلة بعد الثلاثاء القادم، موضحا «إما أن نحصل على اتفاق او لا«، مشيرا الى أن العملية «ما تزال صعبة جدا».
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري «نحن نحرز تقدما، وأضاف «أمامنا عمل كثير. توجد بعض القضايا الصعبة، هناك بعض الأمور الصعبة لكن (هناك) جهد حقيقي من الجميع»، فيما قال نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في وقت لاحق إن إيران والقوى الدولية لم تكن قط بهذا القرب من التوصل لاتفاق نووي لكن لا توجد ضمانات للنجاح.
وأضاف ظريف في بيان نشر على موقع يوتيوب «أرى أملا لأني أرى سيادة للمنطق على الأوهام، أشعر بأن شركائي في التفاوض أدركوا أن الإكراه والضغط لا يؤديان أبدا لحلول مستدامة لكن لمزيد من الصراع ومزيد من العداء».
وتقول جميع الأطراف إن الاتفاق في المتناول، وقال مسوؤل أمريكي كبير إن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وإيرانيين بينهم وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان ونائبا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي عقدوا جلسة مفاوضات استمرت ست ساعات وانتهت في الثالثة من صباح الجمعة.
وقال رئيس وفد التفاوض الروسي سيرجي ريابكوف إن اكثر من 90% من نص الاتفاق اكتمل، وعبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن ثقته في أن جميع الأطراف ستتوصل الى اتفاق مقبول.
وفشل المفاوضون في إبرام اتفاق نهائي قبل حلول مهلة 30 يونيو/حزيران التي حددتها الأطراف لنفسها لكنها مدتها حتى السابع من يوليو/تموز ومن المقرر أن يعود وزراء الخارجية غير الموجودين في فيينا إليها يوم الأحد لإعطاء دفعة أخيرة للمحادثات.
وقال مسؤول أمريكي كبير آخر يوم الجمعة طلب عدم نشر اسمه إن المحادثات قد تمتد لما بعد السابع من يوليو/تموز إذا كان المفاوضون على وشك إبرام اتفاق.
واذا تم عقد اتفاق فإنه سيتطلب من إيران تقليص أنشطتها لتخصيب اليورانيوم بشدة لأكثر من عشر سنوات لضمان أن تحتاج الى مدة عام على الأقل حتى تتمكن من إنتاج يورانيوم مخصب لدرجة عالية تكفي لإنتاج سلاح واحد مقارنة بالتقديرات الحالية لهذه المدة التي تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر.
تساؤلات عن ماضي إيران
من جانبهم، قال مسؤولون غربيون وإيرانيون إن هناك بوادر على التوصل إلى تسوية بخصوص واحدة من نقاط الخلاف الرئيسية وهي زيارة المواقع الإيرانية لمراقبة الالتزام بأي اتفاق مستقبلي.
وبدأ يتكشف أيضا حل وسط محتمل يتعلق بمخزونات إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب، وقال دبلوماسيون غربيون وإيرانيون إن طهران تدرس شحن معظم مخزونها إلى خارج البلاد وهو ما كانت تستبعده في السابق.
وقال مسؤول إيراني كبير في فيينا يوم الخميس إن إيران ستنضم الى نظام للتفتيش تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية يطلق عليه البروتوكول الإضافي وسيطبق مؤقتا في بداية تنفيذ الاتفاق ثم يصدق عليه البرلمان الإيراني في وقت لاحق.
ويتيح البروتوكول للمفتشين زيارات أوسع للمواقع المشتبه في أنها تشهد أنشطة نووية لكن مسؤولين أمريكيين يقولون إنه لا يكفي لأن إيران ماطلت فيما سبق من خلال إطالة أمد المفاوضات بشأن طلبات زيارة المواقع النووية.
وقال المسؤول الإيراني إن من الممكن أن توافق إيران أيضا على نظام «للدخول بضوابط» -يكون محدودا بشدة من أجل حماية الأسرار العسكرية والصناعية المشروعة- إلى المواقع العسكرية ذات الصلة.
واستبعد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي -الذي يملك سلطة تعطيل أي اتفاق- في الأسبوع الماضي تجميد الأنشطة النووية لفترة طويلة أو فتح المواقع العسكرية أمام المفتشين.
وقال دبلوماسي غربي لرويترز: «المواقف التي عرضها خامنئي في الأسبوع الماضي تجعل التغلب على الخلافات في الأيام القليلة المقبلة أشد صعوبة ولا يزال هناك عمل يتعين إنجازه».
وقضية الأبحاث النووية الإيرانية السابقة صعبة أيضا.
واجتمع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو يوم الخميس مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين آخرين في طهران لبحث القضايا التي لم تحل المرتبطة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لكنه قال في بيان يوم الجمعة إنه لم تتحقق انفراجة وإن «هناك حاجة للمزيد من العمل».
وقال دبلوماسيون غربيون إنهم لا يطلبون اعترافا علنيا بأن إيران أجرت أبحاثا لصنع رأس نووي حربي لكن ينبغي أن تصل الوكالة الدولية الى درجة من الرضا بشأن إطلاعها على النطاق الكامل للأنشطة النووية الإيرانية السابقة من أجل وضع أساس له مصداقية لعمليات المراقبة في المستقبل.
ويقول مسؤولون قريبون من محادثات فيينا إن تعليق بعض العقوبات سيرتبط بحل هذه المسألة وقال الدبلوماسي الغربي الكبير «حان الوقت لطي هذه الصفحة».
ومن بين نقاط الخلاف الأخرى توقيت تعليق العقوبات وقبول إيران بخطة لإعادة فرض عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة اذا لم تلتزم طهران ببنود الاتفاق.