أهم الأخبار

تونسيون يمنحون سياحة بلدهم قُبلة حياة

2015-07-07 الساعة 07:52م (يمن سكاي - متابعات)

لم يتعوّد التونسيون فيما مضى على الإفطار في رمضان خارج منازلهم، حيث كانت جل الأسر التونسية تفضل الإفطار في بيوتهم أمام شاشات التلفاز، غير أن تزامن شهر الصيام مع فصل الصيف في السنوات الأخيرة غيّر عاداتهم، وأصبحت الأسر تقبل أكثر فأكثر على السياحة الرمضانية، ما يمنح قطاع السياحة الذي أعيته الهجمات الإرهابية، قبلة حياة.

ويقبل التونسيون، منذ ثلاث سنوات، بكثافة على الحجز في المطاعم والفنادق لقضاء إما نهاية الأسبوع أو الإفطار، وهو ما أجبر المطاعم والفنادق على تغيير نظامها، بعد أن كان جلها يستغل فرصة تراجع النشاط في رمضان لأعمال الصيانة. وبينما ينصرف السياح الأجانب عن الدولة بسبب مخاوف أمنية، تتنافس المطاعم والفنادق على امتداد شهر رمضان في تقديم عروض تجارية مغرية لجلب الزبائن، حيث تنشط على شبكات التواصل الاجتماعي صفحات الإعلانات للمطاعم بمختلف أصنافها.

وتتراوح أسعار وجبات الإفطار المعروضة بين 20 و80 دينارا (بين 11 و42 دولارا)، هذا بالإضافة إلى بعض العروض الأخرى التي تمنحها الفنادق لعملائها، على غرار وجبات السحور والسهرات الليلية.

ويعتبر محمد حواص، المسؤول في جامعة المطاعم السياحية المصنفة، أن عادات التونسيين تتطور بتطور الزمن، مشيرا إلى أن الإفطار خارج البيوت كان يمثل حرجا اجتماعيا في السابق، غير أن تزامن شهر الصيام مع فصل الصيف جعل الأسر التونسية تخرج عن المألوف بحثا عن المتعة.

ويقول حواص لـ"العربي الجديد": إن كلفة الإفطار في المطاعم تضاهي تقريبا كلفة إعدادها في البيت، خاصة في ظل ارتفاع أسعار أغلب الخضار واللحوم، معتبرا أن الإقبال على المطاعم والفنادق يجعل الدورة الاقتصادية أكثر نشاطا، خاصة أن عمّال المطاعم كانوا يجبرون سابقا على الدخول في بطالة قسرية في شهر رمضان، وفق تعبيره.

"

يقبل التونسيون، منذ ثلاث سنوات، بكثافة على الحجز في المطاعم والفنادق لقضاء إما نهاية الأسبوع أو الإفطار

 

"

اقرأ أيضا: (فيديو): ماذا يعني مؤشر التضخم؟

 

ويضيف المسؤول في جامعة المطاعم التي ينضوي تحت لوائها أغلب مطاعم تونس، أن الإقبال على المطاعم في الإفطار لم يعد حكرا على المسلمين، مؤكدا رغبة السياح الأجانب في تقاسم هذه الوجبة مع الصائمين، واكتشاف أجواء الإفطار ومائدة رمضان.

ويشير حواص إلى أن العديد من الدول المنافسة لتونس في القطاع السياحي، على غرار المغرب وتركيا، تستفيد بشكل كبير من الأجواء الرمضانية لإنعاش سياحتها، لافتا إلى أن القطاع السياحي يحتاج إلى منتجات جديدة لتعزيز إقبال السياح الأجانب والمحليين على الفنادق، خاصة بعد الضربات الموجهة التي تلقاها عقب هجومي باردو وسوسة الإرهابيين.

ويُعرف التونسيون خارج شهر الصيام بإقبالهم المكثف على المطاعم والأكلات الجاهزة. ويفضل 44% من التونسيين تناول وجبات الغداء في المطاعم بأنواعها الشعبية والسياحية. ترتفع نسبة الإقبال على الأكلات الجاهزة والوجبات السريعة في تونس لتصل إلى 43.7%، وفق الدراسة التي أنجزها المعهد الوطني للاستهلاك.

وبين البحث الميداني الذي اهتم بعلاقة المستهلك التونسي بجودة المطاعم، أن 44% من العينة المستجوبة تقبل على تناول الغداء خارج المنزل ست مرات في الأسبوع، وبنسب متقاربة، لا سيما بين الجنسين.

وعلى خلاف بقية أشهر السنة، تتفنن المطاعم والفنادق في رمضان في تقديم وجبات من المطبخ التونسي التقليدي، وتعدّ هذه المناسبة فرصة للعديد منهم للبحث في الموروث الغذائي القديم.

وغالبا ما تشهد نفقات التغذية لدى الأسر التونسية ارتفاعا في شهر رمضان، ويضطر جزء كبير منهم إلى اللجوء إلى المصارف بحثا عن القروض الاستهلاكية الصغرى لمجابهة المصاريف الإضافية التي يفرضها شهر الصيام وعيد الفطر والاصطياف

الأكثر زيارة
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص