أهم الأخبار

كرويف (أحب كرة القدم) 3 :التدرب في مرآب السيارات!

2015-07-08 الساعة 05:48م (يمن سكاي - متابعات)

يستكمل العربي الجديد تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب عن أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، ونستكمل سوياً الحلقة الثالثة من كتاب الأسطورة الهولندية، يوهان كرويف، "أحب كرة القدم".

"أحاول، دائماً، تنظيم بطولات كرة قدم في الشوارع، أفعل هذا الأمر لتحدي ومكافحة من يضرون باللعبة بسبب طريقتهم الآلية والمحدودة في فهم الأمور، وأيضاً لاستعادة الروح البدائية لهذه الرياضة".

 

"يتكون كل فريق من ستة أشخاص، هذا الرقم لم يأت من قبيل الصدفة، لقد لاحظت أنه إذا ما قل عدد اللاعبين عن ستة فإنه لا يوجد تدوير للكرة ويصبح فرض الأسلوب الدفاعي أكثر سهولة، أما إذا وصل سبعةً، فأيّاً كانت الخطة التي ستلعب بها، دائماً ما سيوجد لاعب يخلو من الرقابة.. ستة هو الرقم المثالي لأنه يتطلب قدراً أكبرَ من التركيز والتأقلم سريعاً على ظروف اللعب والبحث عن دعم سريع وقصير والتدخل واتخاذ القرارات دون أن تنفصل عما يحدث أو تبقى وحيداً بدون كرة فترةً من الوقت".

 

"أبعاد الملعب تقترب تقريباً، هي نصف الملعب التقليدي والقواعد بسيطة وأولها ألّا يمرر الحارس الكرة إلى أبعد من منتصف الملعب..لا شيء يمنعه من الخروج بنفسه، وربما تسجيل هدف.. هذا الأمر يسهل اللعب، ولكنه في الوقت نفسه، يعلم الحارس لعب الكرة وتحريكها والدخول في عملية الإبداع وابتكار الحلول، وبهذه الطريقة نكافح مسألة تحول الحارس إلى مجرد جذع شجرة يسد المرمى ويطلق كرات طويلة بلا هدف إلى الأمام".

 

"القاعدة الثانية، هي أن كل الركلات الثابتة يجب أن تكون غير مباشرة، أهتم بأن تكون الركلات الثابتة جزءاً من اللعب.. يمكن للاعبين الصغار معرفة تقنيات تسديد الركلات الثابتة مستقبلاً إذا ما كانوا يرغبون في هذا الأمر وكانوا يتمتعون بالمهارات اللازمة، ولكن الأهم من هذا أن يتعلموا التفكير واتخاذ القرارات وإبداع الحلول".

 

"بالحديث عن الأخطاء، حينما كنت مدرباً لبرشلونة أتذكر أننا كنا نتدرب مع كومان أو ستويشكوف على عدم إيداع الكرة في المرمى (التسجيل بالنسبة لهم من الركلات الحرة كان أمراً سهلاً)، بل بتسديدها في العارضة أو أحد القائمين وذلك للتدريب على زيادة دقة الركلة، ولكن بالعودة لكرة الشارع فإن ما يهمني هو أن تكون الأخطاء، دائماً، غير مباشرة لكي لا يتوقف اللعب ويستمر وتعلو وتيرته".

 

كرة باحة السيارات

"حينما كنت مدرباً في أياكس، في بعض الأحيان كنت أتدرب مع الفتية في باحة ركن السيارات.. لماذا؟ لأنه هناك يمكن تعلم الكثير.. إذا ما كنت تلعب فوق النجيل الأخضر المهذب المثالي في أحد تلك الملاعب الكثيرة في هولندا، إذا ما اصطدمت بالخصم ووقعت على الأرض لن يحدث شيء، ستنهض وهكذا انتهى الأمر بعدها، ولكن في المرآب، إذا ما اصطدمت بالخصم وسقطت على تلك الأرض الأسمنتية قد تجرح وتتألم وفي بعض الأحيان تدمي.. سيتوجب عليك التعلم والتحرك بسرعة أكبر واتخاذ القرار الأفضل لما سوف تفعله في تحركاتك سواء بالكرة أو من دونها".

 

"هذا الأمر البسيط يشتمل في الحقيقة على اثنين أو ثلاثة أو ربما أكثر من المفاهيم الهامة للعبة مثل التمركز والتحكم في الكرة والسرعة والتركيز، وعلى المدى الطويل سيعود الأمر بالنفع وسيكون له توابع مباشرة على مساهماتك في الملعب، وبالتالي مستوى الفريق ككل.. بمعنى آخر تغيير مكان اللعب من النجيل للمرآب، أدخل ظروفاً أكثر صعوبة وبالتالي عمل على تطوير مهارات الاستباق".

 

"تتعلم كيف تصل أولا، وكيف تمرر الكرة قبل وصول الخصم، بل والتفوق عليه إذا ما كان أقوى منك جسدياً لأنه لم يتعلم مثل هذه الأشياء، ليس حينها فقط، بل حتى حينما يصبح عمرك 18 عاماً وفي مباراة رسمية، سيكون الفارق بينك وذلك اللاعب القوي هو الاستباق وعنصر المفاجأة.. لحسن الحظ أثناء تأهيلي تعلمت هذه المفاهيم والأشياء".

 

"الحقيقة أن هذه الأشياء أفادتني كثيراً طوال مسيرتي الاحترافية، أثناء طفولتي طورت في التدريبات فنياتي لأستغل مهاراتي وأتفوق على منافسين أفضل مني جسدياً، ولكنهم أبطأ مني، الأمر لم يتعلق بأنني كنت أتدرب أكثر منهم، بل كنت أحسن استغلال تدريباتي".

 

"يمكن تلخيص دور المدرب في العبارة التي قالها ماركو فان باستن، ذلك اللاعب الرائع الذي اضطر للاعتزال بسبب كثرة الإصابات، وهي (كان في حياتي 10 مدربين، أحدهم علمني شيئاً ما وثلاثة لم يدمروني وستة حاولوا تدميري).. أنا على العكس منه كنت محظوظاً لتقدير من دربوني كرةَ القدم".

 

"لقد تعلمت من هذه الأمور كثيراً، أهم شيء بالنسبة للمدرب هو عدم التعرض لمهارات لاعب ما، الهدف من وراء الممارسة هو التطوير، طوال مسيرتي كمدرب اعتمدت على تحليل ما لدى كل لاعب بصورة فردية والعمل على توظيف مهاراته من أجل مستوى الفريق وتقديم عرض رائع"

الأكثر زيارة
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص