2015-07-12 الساعة 08:15م (يمن سكاي - وكالات)
على عمود من الخرسانة تجاوز ارتفاعه ثلاثة أمتار، وسط مدينة غزة، لا يزال يقبع "المدفع العثماني" الذي اعتاد الغزيون على صوته، لمعرفة موعدي الإفطار والإمساك في شهر رمضان حتى عام 1967.
وبعد مرور (48 عاماً) على عدم استخدامه، أصبح المدفع الذي وضعته بلدية مدينة غزة وسط باحتها، من الموروثات التاريخية الإسلامية فقط، كما يقول نهاد المغني المدير العام للهندسة والتخطيط في بلدية غزة.
ويقول المغني: "المدفع يعود إلى القرن التاسع عشر، واستخدم في عهد الخلافة العثمانية في فلسطين، حتى عام 1967، عندما احتلت إسرائيل قطاع غزة، ومنعت استخدامه".
وأضاف أن "المدفع الموجود في مقر بلدية غزة معطل، ولا يمكن استخدامه لوجود نقص في بعض القطع والقذائف".
وأشار إلى أنه استخدم لأغراض مدنية فقط، فقد كان يحدد صوته موعدي "الإفطار" و"الإمساك" في شهر رمضان، إضافة إلى الكثير من المناسبات كالأعياد. وقال المغني: "يعد المدفع من الموروثات التاريخية العثمانية، لما فيه من تراث عريق شعبي كان يميّز الأجواء الرمضانية قبل عام 1967".
وحكم العثمانيون فلسطين عام 1516م بعد معركة مرج دابق في 23 أغسطس/آب من ذلك العام، وحتّى نهايات الحرب العالمية الأولى عام 1917م. وأوضح المغني أن بلدية غزة عند تولّي السلطة الفلسطينية حكم القطاع عام 1994، قررت استخدام المدفع بعد ترميم جزء منه للعرض وتذكير الفلسطينيين بتاريخهم الإسلامي.
واحتلت إسرائيل قطاع غزة في يونيو/حزيران 1967، وانسحبت من داخل مدنه منتصف عام 2005، لكنها أبقته محاصراً بقواتها العسكرية. وفي عام 1994، أعادت إسرائيل نشر قواتها في قطاع غزة، حيث انسحبت من داخل المدن، مبقية سيطرتها على حدوده ومعابره، وذلك في أعقاب توقيع اتفاقية "أوسلو" للسلام مع منظمة التحرير الفلسطينية، حيث تم تأسيس السلطة الفلسطينية.
يذكر أن مدفع رمضان يستخدم كأسلوب إعلان عن موعد الإفطار والإمساك عن الطعام وإخبار العامة عن هذا الموعد، وهو تقليد متبع في العديد من الدول الإسلامية بحيث يقوم جيش البلد بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لإعلان الإفطار والإمساك.