2015-07-12 الساعة 06:18م (يمن سكاي - متابعات)
كشف فهد المبارك، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (المصرف المركزي)، أن المملكة أصدرت سندات بقيمة 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) منذ بداية العام الحالي لتمويل عجز الموازنة، متوقعاً زيادة الاقتراض عبر السندات في الأشهر المقبلة، فيما قال خبراء اقتصاد إن هذه الخطوة جاءت بعد سحب مبالغ كبيرة من احتياطي النقد الأجنبي، والتي يتخوف من استنزافها في ظل استمرار تراجع أسعار النفط عالمياً.
وقال المبارك، خلال مؤتمر صحافي يوم الخميس في الرياض، إن السندات تهدف لسد العجز المتوقع أن يتجاوز التقديرات الأولية البالغة 145 مليار ريال (38.6 مليار دولار) في ظل تزايد الإنفاق الحكومي واستمرار هبوط أسعار النفط.
ومنذ يونيو/ حزيران 2014، هبط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت من حوالى 115 دولاراً للبرميل وهو مستوى ساعد المملكة على تسجيل فوائض متتالية في الميزانية، ليصل إلى أقل من النصف.
وفي ديسمبر/ كانون الأول أقرت الحكومة السعودية ميزانية توسعية لعام 2015، ورفعت الإنفاق الي مستوى قياسي، وقالت إنها ستمول العجز المتوقع من الاحتياطيات المالية الضخمة.
ووفقاً للموازنة من المتوقع أن تبلغ النفقات العامة 860 مليار ريال في 2015 (229.3 مليار دولار)، وأن تبلغ الإيرادات 715 مليار ريال (190.6 مليار دولار)، وهو ما يجعل أكبر مصدر للنفط في العالم يسجل عجزاً في الموازنة للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية في 2009.
وقال المبارك "مواجهة عجز الموازنة ستكون من خلال السحب من الاحتياطيات المالية ومن خلال الاقتراض عبر إصدار السندات".
وأضاف أنه تم سحب 244 مليار ريال (65 مليار دولار) من الاحتياطي العام للدولة منذ بداية العام من أجل سد احتياجات الإنفاق الحكومي.
وأكد رئيس المركز الوطني للاستشارات الاقتصادية، برجس العلي، أن السعودية كانت أمام 3 خيارات، الأول الاستمرار في السحب من الاحتياطي النقدي، أو الاقتراض، والثالث السحب من استثماراتها الخارجية، ولكن يبدو أن الاقتراض هو الأفضل، لأن ذلك سيكون بفائدة متدنية بينما السحب من الاستثمارات الخارجية يعني فقدان عوائد أفضل، وكذلك استمرار السحب من الاحتياطي سيؤدي إلى استنزافه، حيث وصل لأدنى مستوى له منذ خمس سنوات.
وبحسب الخبير المالي، الدكتور زياد النحيت، لـ"العربي الجديد"، فإن "إصدار سندات بقيمة 4 مليارات دولار مجرد بداية، لأنه كان من غير الممكن استهلاك كامل الاحتياطي النقدي"، لكنه رأى أن "ما يحدث في سوق النفط مجرد كبوة وستعاود الأسعار صعودها".