2015-07-19 الساعة 12:07م (يمن سكاي - العربي الجديد)
يستغل الاحتلال معبر بيت حانون (إيرز وفق التسمية الإسرائيلية) الواقع شمالي قطاع غزة، لابتزاز المسافرين العابرين عبره، محاولاً إسقاطهم في فخ التخابر لصالحه، إذ إن المعبر يخضع لسيطرة الاحتلال الكاملة، ولا يمر منه المسافر إلا بعد تصريح مسبق من السلطات الإسرائيلية، تقوم هيئة الشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية بتحصيله له عبر اتصالاتها مع الإسرائيليين، بعد إجراء فحص أمني كامل على راغب السفر من قِبل الاستخبارات الإسرائيلية.
والمعبر مخصص بالدرجة الأولى لتنقّل المرضى من ذوي الحالات الخطرة، ورجال الأعمال والتجار، والدبلوماسيين والصحافيين ومن له حظوة عند السلطة الفلسطينية، لكن غالبية سكان قطاع غزة محرومون من السفر عبره، وفق إحصاءات رسمية تشير إلى أنّ المسموح لهم بالسفر عبر "إيرز" لا يزيدون عن 4 في المائة من سكان غزة. ولا تشمل التسهيلات التي تعلنها إسرائيل على المعبر جميع سكان غزة، وهي مقتصرة فقط على الفئات السابقة، وعلى الرغم من أنّ هناك بعض التسهيلات على المعبر حالياً، إلا أنّ المخاوف لدى الأجهزة الأمنية في غزة مع كل إعلان إسرائيلي عن تسهيلات تتزايد، وسط تأكيدها أنّ كثيراً من المسافرين يتعرضون على المعبر للابتزاز الإسرائيلي.
ويتردد كثيرون في تقديم طلبات للحصول على التصاريح الخاصة بالسفر عبر المعبر، على الرغم من أنهم بلا سوابق أمنية، لكن تبقى الخشية من المعبر واسمه مسيطرة على غزيين كثر، لما يسمعونه من محاولات الإسقاط والابتزاز، التي لا ترحم مريضاً ولا صغيراً، لا رجلاً ولا امرأة.
"
يخضع المسافرون من غزة عبر معبر بيت حانون إلى إجراءات أمنية مشدّدة من قِبل سلطات الاحتلال وجنودها
"
ويخضع المسافرون من غزة إلى الأراضي المحتلة أو الضفة الغربية أو الخارج عبر معبر بيت حانون إلى إجراءات أمنية مشدّدة من قِبل سلطات الاحتلال وجنودها، الذين لا يراهم أحد ولا يحتك بهم المسافرون إلا من طلبت الاستخبارات مقابلته، فالجنود في المعبر متحصنون في الكتل الإسمنتية والغرف المغلقة والأبراج العسكرية ويديرون المعبر عبر "ميكروفونات" يطلقون عبرها التعليمات للمسافرين.
ويقول المدير العام لهيئة المعابر والحدود في قطاع غزة، ماهر أبو صبحة لـ"العربي الجديد"، إنّ واقع العمل على معبر بيت حانون لم يختلف كثيراً عما كان عليه في السابق، إلا بشكل طفيف فقط، مشيراً إلى أنّ التسهيلات الإسرائيلية تأتي فقط لفئة الموظفين الأجانب ورجال الأعمال وزيارات الأسرى وللصلاة في المسجد الأقصى، موضحاً أنّ هذه هي الفئات التي تستفيد وستستفيد من أية تسهيلات إسرائيلية على المعبر.
ويلفت أبو صبحة إلى أنّ 96 في المائة من سكان قطاع غزة المحاصرين لا يستفيدون من عمل معبر بيت حانون، بفعل المخاوف الأمنية والمحاولات المستمرة لابتزاز المسافرين التي تقوم بها الاستخبارات الإسرائيلية، مشيراً إلى أنّ انتظام فتح معبر رفح البري بين مصر وغزة، هو الحل الوحيد للمسافرين، كون معبر بيت حانون يحتاج لتنسيقات وموافقات أمنية إسرائيلية مسبقة للمرور عبره، واقتصاره على فئة لا تتجاوز الأربعة في المائة من سكان القطاع.
ويعمل معبر بيت حانون يومياً عدا السبت، ويعمل يوم الجمعة لساعات محدودة جداً، فيما الأيام الأخرى يفتح أبوابه من الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً، ويغادر عبره ويعود يومياً بين 1300 و1500 مواطن وموظف دولي يعملون في القطاع، إلى جانب التجار ورجال الأعمال.
ويشير أبو صبحة إلى أنّ المخاوف الأمنية من المعبر لا تزال قائمة، فالاحتلال لا يتورّع عن اعتقال المسافرين عبر المعبر أو إجراء تحقيقات معهم، وخصوصاً التجار والمرضى الذين هم بحاجة ماسّة للسفر، لإجراء عمليات جراحية خارج القطاع أو متابعة طبية، ما يضطرهم إما للمخاطرة والسفر، أو البقاء في مستشفيات غزة في ظل إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح وعدم انتظام فتحه.