2015-07-25 الساعة 10:15ص (يمن سكاي - سكاي نيوز عربية)
اعتمدت إيران نهج "النفس الطويل" لتمرير مشروعها إلى المنطقة، في سياسة خارجية تتسم بتداخل الديني بالقومي، وبالإثارة والمراوغة وتوزيع الأدوار بين هيئات السلطة.
واستغلت طهران أيضا عواطف الشيعة في المنطقة محاولة لربطهم من خلال خطاب طائفي، ليتزايد حضور الميليشيات الشيعية في المشهد السياسي في أكثر من دولة عربية.
ومن أبرز الميليشيات التي تجسد أذرع المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، حزب الله اللبناني الذي أعلن رسميا عن تأسيسه عام 1982 في لبنان، إبان الحرب الأهلية.
وتخطى نشاط الحزب الملعب اللبناني، فوسع مروحة عمله المكملة للأجندة الإيرانية إلى سوريا واليمن والعراق، بالإضافة إلى البحرين التي وجدت نفسها في السنوات الأخيرة في مواجهة أحداث عنف لم تشهدها من قبل.
أما علاقته بطهران، إلى جانب البعد العقائدي، فهي تتضمن الدعم المالي والسياسي واللوجستي وصولاً إلى التدريب والتسليح، منسقا بشكل مباشر مع الحرس الثوري الإيراني.
ولفت نشاط حزب الله لفت الأنظار وأثار ريبة العديد من الدول التي سارع بعضها إلى وضعه على لائحة الإرهاب، في حين كانت دول أخرى تضع عددا من قادته على قائمة المتورطين في أعمال إرهابية وتمويلها.
ومن شأن هذه الإجراءات أن تحد من مصادر تمويل حزب الله وتعطل تحركاته.
أما في العراق، فقد شكلت الحرب على الإرهاب عام 2014 ذريعة لإنشاء ميليشيات شيعية مسلحة تحت اسم "الحشد الشعبي"، وأبرزها فيلق بدر وجيش المهدي وعصائب أهل الحق وجيش المختار ولواء أبو الفضل العباس.
وتجاهر هذه المليشيات الشيعية، التي اتسمت تحركاتها في العراق بالصبغة الطائفية، بالولاء لطهران التي تؤمن لها الدعم المالي واللوجستي، إلى جانب التسليح والتدريب.
وفي أكثر من موقف، أحرجت هذه الميليشيات الحكومة العراقية، التي أصبحت مطالبة عربيا ودولياً باتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حد لميليشيات الحشد الشعبي.
وفي اليمن، تأسس تنظيم أنصار الله، المعروف بجماعة الحوثي عام 1992، لكنه تحول بعد نحو 12 عاما إلى جماعة مسلحة.
وإن نفت هذه الميليشيات حصولها على دعم من طهران، إلا أنها في الواقع تتلقى الدعم المالي والسياسي والتدريب والتسليح من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وفي حين تعمل هذه الجماعات المسلحة تحت لواء طهران على تعزيز السياسة الإقليمية لإيران في المنطقة، مثلت عاصفة الحزم في اليمن والدعم العربي من حولها نموذجا للرد اللازم على المطامع الإيرانية.