2015-07-25 الساعة 12:21م (يمن سكاي - متابعات)
نجا مصطفى الدباشي، وزير داخلية الحكومة الانتقالية في ليبيا، أمس، من محاولة اغتيال في تونس خلال زيارة غير معلنة رسميا، فيما أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء تجدد الاشتباكات في مدن سبها والكفرة وأوباري، جنوب ليبيا.
وقالت مصادر تونسية لـ«الشرق الأوسط» إن يقظة رجال الأمن وسرعة التدخل ساهمت في إبطال عملية الاغتيال، مشيرة إلى رصد تحركات مريبة من أمنيين كانوا موجودين بالمكان لحراسة الشقة التي يقطنها وزير الداخلية الليبي. وأضافت أنه «تم القبض على المتهم مع مجموعة أخرى، ومبدئيا هناك أطراف ليبية مهمة متورطة في العملية حسب الاعترافات الأولية»، في إشارة على ما يبدو إلى ميليشيات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ العام الماضي.
وتوترت العلاقات بين هذه الميليشيات والسلطات التونسية بعد اعتقال تونس لبعض قيادات «فجر ليبيا» بتهمة التورط في أنشطة إرهابية على الأراضي التونسية، وتدريب متطرفين عرب وتونسيين على الأراضي الليبية.
ونقلت مصادر صحافية عن الدباشي، الذي يقوم بزيارة خاصة إلى تونس لم يسبق الإعلان عنها، قوله إن حارسا لأحد المباني السكنية التي يقطن بجانبها متورط مع أطراف ليبية لم يحددها، بينما نقلت مواقع إلكترونية تونسية عنه القول إنه نجا من محاولة قتله بفضل تدخل قوات الأمن التونسي، ومتابعة من كاتب الدولة للأمن الوطني رفيق الشلي.
وأعلنت غرفة عمليات «فجر ليبيا»، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الجانب الليبي أغلق أول من أمس بوابة رأس إجدير الحدودية، وذلك بعد قيام ما وصفتها بمجموعات خارجة عن القانون في منطقة بن قردان بالهجوم على السيارات الليبية.
إلى ذلك، دعت بعثة الأمم المتحدة إلى وضع حد فوري لأعمال العنف في جنوب ليبيا، فيما تشير التقارير إلى أن القتال الذي وقع مؤخرًا في سبها أسفر عن سقوط عشرات القتلى، من ضمنهم ثلاث نساء وأربعة أطفال. كما أجبرت الاشتباكات المتكررة في المنطقة مئات العائلات على النزوح من ديارها، والبحث عن ملاذ آمن.
وقالت البعثة إنها تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتدعم جميع الجهود المحلية والوطنية الرامية إلى تحقيق السلام والمصالحة، كما حثت الأطراف المشاركة في المواجهات على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتغليب صوت الحكمة والانخراط في مباحثات لمعالجة خلافاتها عبر السبل السياسية، ولفتت أطراف النزاع إلى أن الهجمات ضد المدنيين محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي، ويمكن أن تشكل جرائم حرب، كما عدت تصعيد القتال في الجنوب والارتفاع الحاد في الأعمال الإجرامية في سبها، والتي أودت بحياة أكثر من 60 شخصًا خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، تذكيرًا جديدًا بالفوضى التي تعصف بليبيا، والحاجة إلى قيام الأطراف الليبية الفاعلة الرئيسية بالتحرك بسرعة للتوصل إلى تسوية سياسية، من شأنها إعادة سلطة الدولة، وضمان الأمن والاستقرار في بلادها.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الليبي أن قواته تحقق تقدما مطردا على الأرض في المواجهات الدامية التي تخوضها ضد الميليشيات الإرهابية في مدينة بنغازي بشرق البلاد، حيث قتل شخصان وأصيب عشرة بجروح في اشتباكات وسط المدينة.
وطبقا لما أعلنه الملازم فرج قعيم، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، فإن قوات الجيش نجحت أول من أمس في السيطرة على الفندق البلدي ومحطة النقل المجاورة له وفندق النوران، مشيرا في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الليبية إلى أن الجيش نسف مخزنا للأسلحة تابعا للجماعات الإرهابية المسلحة قرب سوق الجريد.
وأوضح قعيم أن الجيش بدأ عملية عسكرية تحمل اسم سالم النايلي الشهير بلقب «عفاريت»، وهو أحد قادة القوات الخاصة (الصاعقة) الذي لقي حتفه مؤخرا في مواجهات ضد المتطرفين لتحرير منطقة الصابري، ومحيطها من المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأوضح قعيم أنّ العملية بدأت بقصف أوكار الإرهابيين بالمدفعية الثقيلة والدبابات، إضافة إلى توجيه ضربات جوية مباشرة استهدفت مواقع المتطرفين.
وقال مسؤولون عسكريون إن قوات الجيش قامت بمحاولة جديدة للتقدم نحو الميناء التجاري المغلق منذ الخريف الماضي، والذي توجد فيه مواقع لجماعات متطرفة. وبهذا الخصوص قال قعيم إن «الجيش أحرز تقدما في محور الصابري وقمنا بهجوم قوي وكاسح واستخدمنا الأسلحة الثقيلة».
وقال ناصر الحاسي، المتحدث باسم القوات الجوية، إن «سلاح الجو قام بقصف تمركزات للمجموعات الإرهابية في محور الصابري»، في إشارة إلى حي ساحلي في وسط بنغازي بالقرب من الميناء. وأضاف موضحا: «لقد قام سلاح الجو بتفجير مخزن ذخيرة للمجموعات الإرهابية في الصابري».
وتقاتل قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا جماعات متطرفة في ثاني أكبر مدينة في البلاد لأكثر من عام، وذلك في إطار صراع توسع منذ الإطاحة بمعمر القذافي وقتل فيه 2011.
واستعادت قوات الجيش بدعم من سكان مسلحين بعض الأراضي التي خسرتها العام الماضي في بنغازي، لكن منتقدين يقولون إن استخدامها للطائرات الحربية ألحق أضرارا شديدة بالمدينة من دون تحقيق تقدم كبير على الأرض.
ويبرز القتال في بنغازي الفوضى في ليبيا، حيث تساند جماعات مسلحة حكومتين تتنافسان على السيطرة على البلاد. وتتخذ حكومة رئيس الوزراء المعترف به دوليا من شرق البلاد مقرا لها منذ أن استولت جماعة منافسة على العاصمة طرابلس وشكلت حكومة.
وقد استغل تنظيم داعش الفوضى بأن سيطر على بضع بلدات وأعدم أجانب، وشن هجمات على سفارات في طرابلس.