2015-07-29 الساعة 10:40ص (يمن سكاي - متابعات)
قال محامون، أمس، إن هيئة العفو المشروط الأميركية، قضت بإطلاق سراح الجاسوس جوناثان بولارد، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وقال محامي بولارد، وهو موظف مخابرات البحرية الأميركية السابق، الذي أدين بالتجسس لصالح إسرائيل، في بيان له، إن موكله الذي سيكمل حكما بالسجن مدته 30 عاما، على الرغم من الجهود التي بذلتها حكومات إسرائيل المتعاقبة لإطلاق سراحه، سيتوجب عليه البقاء في الولايات المتحدة لخمس سنوات، بموجب بنود إطلاق السراح.
وأوضح المحامي أن العفو عن موكله، غير مرتبط بالتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، في إشارة إلى أن القرار لم يخضع للضغوط الإسرائيلية التي لم تتوقف على امتداد سنوات طويلة، من استخدام قضية بولارد، ورقة ابتزاز أو مقايضة في موضوعي السلام في الشرق الأوسط، والنووي الإيراني. وجرت أحاديث كثيرة، أخيرا، حول رغبة واشنطن في الإفراج عن بولارد لقاء تخفيف الحملة التي شنتها حكومة نتنياهو على الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته، خلال مفاوضات فيينا حول النووي الإيراني، وتواصلت بقوة بعد توقيع الاتفاق.
وجوناثان جاي بولارد، مواطن أميركي يهودي، اختار التجسس لصالح إسرائيل بمبادرته. وقام بتجنيده مسؤول كبير في الموساد (جهاز المخابرات الخارجية)، هو رافي إيتان، الذي أصبح فيما بعد، وزيرا في الحكومة الإسرائيلية. ومنذ أن تم ضبطه، بقي بولارد رمزا لليهودي الذي يفضل يهوديته ويغلبها على وطنيته الأميركية. لذلك اعتبره الكثير من القادة اليهود الأميركيين وصمة عار، وتجنبوا الحديث عنه. وحتى في إسرائيل، كانوا في البداية، يخجلون من تجنيده جاسوسا.
ولد جوناثان في عام 1954 في ولاية تكساس، لعائلة يهودية علمانية، الأب بروفسور في علم الأحياء المجهري، والأم ربّة منزل. في وقت لاحق، انتقلت الأسرة إلى إنديانا، وهناك انخرطت في حياة الجالية اليهودية وتقرب منها. وفي عام 1970، زار بولارد إسرائيل للمرة الأولى في معسكر لدراسات العلوم. في سنّ 25 قُبِل بولارد للاستخبارات البحرية الأميركية، بعد أن تمّ رفض طلبه للانضمام إلى صفوف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA). ويعود سبب رفضه إلى حقيقة أن اختبارات جهاز الكشف عن الكذب التي خاضها، كشفت عن وجود مشكلة في صدقه ومصداقيته. ومن المشكلات التي أثيرت من حوله في المحكمة لاحقا، هو أنه أخفى عن رؤسائه في الاستخبارات البحرية أنه كان قد رُفِض للانضمام إلى (CIA).
في تلك الفترة، كانت العلاقات بين المخابرات الإسرائيلية والأميركية فاترة، على الرغم من الاتفاقات الموقعة بينهما. وساور الإسرائيليين شك في أن الأميركيين يخفون معلومات قيمة عنهم في موضوع التسلح الإيراني ومواضيع أخرى في الشرق الأوسط. وعندما اكتشف بولارد في إطار عمله أن هناك معلومات مهمة يجب على إسرائيل أن تعرفها عن إيران والعرب، قدمها للضابط في سلاح الجو الإسرائيلي، أبيئام سيلع، الذي كان يمضي إجازة دراسية. وعلى مدى العام الذي مرّ منذ التقائهما نقلت بينهما وثائق كثيرة وذات قيمة. في كلّ يوم جمعة، كان يأتي بولارد إلى منزل خفيّ، وينقل الوثائق التي تمّ مسحها وإرسالها لإسرائيل. بهذه الطريقة تمّ نقل مئات الآلاف من الوثائق.
ومنذ تم ضبطه ومحاكمته، نفت إسرائيل أيّة علاقة مع الجاسوس. وخلال سجنه تقرب بولارد من الدين. وفي هذا الوقت تعرّف على زوجته الثانية، استر، التي لم تتوقف عن العمل من أجل إطلاق سراحه. لكن إسرائيل استمرّت بتجاهل بولارد، خوفًا من التسبّب بضرر آخر في علاقتها بالولايات المتحدة. في عام 1998 فقط، اعترفت بأنّه تصرّف كعميل لها، وكشف اسم الضابط الذي قام بتفعيله، إيتان، والذي قررت الإدارة الأميركية أنه شخصية غير مرغوب فيها لديها.
في السنوات الأخيرة، بدأت تنطلق في الولايات المتحدة، حيث اعتبر بولارد في البداية جاسوسًا خطرًا، أصوات تطالب بالإفراج عنه. قال وزيرا الخارجية السابقان جورج شولتس وهنري كيسنجر، إنه يجب الإفراج عن بولارد، وكذلك الأمر نائب الرئيس السابق دان كويل. بل إنّ المرشّح الرئاسي جون ماكين، الذي كان على مدى سنوات من كبار المعارضين للإفراج عنه، عبّر عن دعمه لإطلاق سراح بولارد.
ويأتي إعلان محامي بولارد، أمس، ليسحب من حكومة نتنياهو، ورقة ضغط لم تتوقف عن استخدامها.