أوراق اللعب التي أدت إلى اختراع الساندويتش

يتناول مئات الناس حول العالم مختلف أنواع "الساندويتشات" يومياً أو ما يسمى بالشطيرة، من دون أن يعرفوا أن لها حكاية طريفة وتاريخاً معيناً خلف كل قضمة منها، فهي عبارة عن خبز طويل أو مربع يتم وضع شطائر من اللحم والخضر والتتبيلات فيها، ولا يدخل ضمنها ما يسمى الهمبرغر الذي يعتمد على نوع معين من الخبز الدائري، والذي له قصة أخرى.

تعود كلمة "ساندويتش" إلى اسم الكونت "جون مونتاغو دي ساندويتش" الذي كان يحكم مدينة "ساندويتش" في القرن السابع عشر وكان يستخدم كميات كبيرة من قطع الخبز المحشو بالجبن واللحم، ما أدى بأتباعه إلى تقليده وانتشر هذا التقليد على نطاق واسع.

غير أن هناك رواية أخرى للرحالة الفرنسي بيار جان جروزلي تفيد بأن أحد خدم "جون مونتاغو" قدم له اللحم والجبن والخيار داخل الخبز لأنه كان يحب لعب الورق، ولم يكن يريد أن يترك اللعب أثناء الطعام، فاخترع "خادمه" هذه الطريقة التي تمكنه من اللعب والأكل في آن معاً، وكان ذلك عام 1762، وهو أيضاً ما ورد في يوميات المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون.

غير أن هناك فرضية عارضت فكرة إدمان "الكونت ساندويتش" على لعب الورق، ورجحت أنه كان يتناول هذا الطعام بسبب قلة وقته أثناء شغله لمناصب عالية في الدولة عام 1765، ما جعل كثيراً من زملائه الموظفين يقبلون على تقليده في كافة أنحاء إنجلترا ثم امتد إلى فرنسا وإسبانيا عام 1830 بشكل خاص.

وقد وصل "الساندويتش" إلى أميركا عام 1840 بفضل امرأة إنجليزية تدعى إليزاباث ليسلي، ألفت كتابا بعنوان "إدارة الطبخ". غير أن الأصول التاريخية البعيدة لهذا النوع من الطعام، يعود إلى ما قبل القرن السابع عشر بكثير، إذ تفيد التنقيبات التاريخية أن الحكيم هلال الكبير، الذي كان يعيش في القرن الأول قبل الميلاد، ذكره كطعام كان يتناوله العبرانيون في مصر. كما أن من المرجح أن العرب قد عرفوه على نطاق ضيق أيام الجاهلية، حيث كانوا يلفون اللحم بالخبز ويتناولونه.