2015-08-19 الساعة 11:05ص (يمن سكاي - متابعات)
في وقت سجل فيه مؤشر سوق الأسهم السعودية أدنى مستوياته منذ نحو 8 أشهر، شهدت تعاملات السوق أمس الثلاثاء عمليات بيوع عشوائية، وسط حالة من الهلع، التي قادت معظم أسهم الشركات المتداولة للانخفاض بنسبة تتجاوز 9 في المائة.
جاء ذلك قبل أن يحاول مؤشر السوق تقليص خسائره في الساعة الأخيرة من التداولات.
وتأتي هذه الخسائر الحادة في سوق الأسهم السعودية في وقت تقترب فيه أسعار النفط من أدنى مستوياتها خلال 6 سنوات ونصف السنة.
يأتي ذلك وسط ترقب كبير يسود أوساط المستثمرين السعوديين، الذين يحاولون اقتناص الفرص الاستثمارية في سوق الأسهم المحلية متى ما استقرت السوق النفطية.
وفقدت سوق الأسهم السعودية مع إغلاق تعاملات أمس الثلاثاء، نحو 54 مليار ريال من قيمتها السوقية (14.4 مليار دولار)، وأغلقت أسهم 7 شركات مدرجة عند مستويات تاريخية جديدة لم يسبق تحقيقها، منذ أن أُدرجت في السوق المحلية.
وفي أعقاب هذه التراجعات الحادة، أكد مختص مالي لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن مكرر ربحية سوق الأسهم السعودية انخفض إلى 17.4 مكرر، مؤكدًا في الوقت ذاته أن مؤشر السوق نجح في ختام تعاملات أمس في الإغلاق فوق مستويات دعم فنية مهمة عند حاجز 8160 نقطة تقريبًا.
وقلص مؤشر سوق الأسهم السعودية مع نهاية جلسة أمس، خسائره التي قاربت 400 نقطة خلال الجلسة، وأغلق على تراجع بنسبة 2.9 في المائة عند مستويات 8197 نقطة، متراجعًا بنحو 240 نقطة، مسجلاً بذلك أدنى إغلاق في 8 أشهر، وسط تداولات بلغت قيمتها 5.4 مليار ريال (1.44 مليار دولار)، في سيولة نقدية تعد هي الأعلى في أكثر من شهر.
وبإغلاق يوم أمس، واصل مؤشر سوق الأسهم السعودية تراجعه للجلسة السادسة على التوالي، محققًا خلالها خسائر بأكثر من 600 نقطة، فيما يعد تراجع مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس، رابع أكبر تراجع خلال العام الحالي، حيث كانت أكبر خسائر السوق هذا العام خلال جلسة 25 مارس (آذار) الماضي بنحو 463 نقطة.
وسجلت 7 شركات مدرجة في سوق الأسهم السعودية مع ختام التعاملات أمس، أدنى إغلاق منذ إدراجها، وهي: «الصناعات الكهربائية»، و«صناعة الورق»، و«بوان»، و«مبكو»، و«الخضري»، و«الخليجية للتأمين»، و«عناية للتأمين».
إلى ذلك، أكد الدكتور خالد اليحيى، الخبير المالي والاقتصادي، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن تفاقم حجم خسائر سوق الأسهم السعودية يزيد من معدلات الخوف في نفوس المتداولين، وقال: «هنالك بيوع عشوائية في شركات تقف عند مكررات ربحية مغرية، مما يعني أنها بيوع هلع، وغير منطقية».
ولفت اليحيى إلى أنه من المهم أن يعود مؤشر سوق الأسهم السعودية للارتفاع اليوم، حتى يستطيع إيقاف نزف استمر 6 جلسات تداول متتالية، مضيفًا: «مع إغلاق تعاملات أمس، انخفض مكرر ربحية سوق الأسهم السعودية إلى 17.4 مكرر، كما أن مؤشر السوق نجح في ختام تعاملاته في الإغلاق فوق مستويات دعم فنية مهمة عند حاجز 8160 نقطة تقريبًا».
من جهة أخرى، أكدت شركة «إعمار المدينة الاقتصادية»، أن استثماراتها الحالية في «مدينة الملك عبد الله الاقتصادية» مركزة على البنى التحتية والخدمات الأساسية الضرورية، وأهمها «ميناء الملك عبد الله» والمنطقة الصناعية، وذلك لاستقطاب المستثمرين من شركات ومصانع ومنشآت تجارية وخدمية بالمدينة الاقتصادية، وقالت: «هذه الخطوة ستحفز السكان للانتقال إلى المدينة الاقتصادية، وبالتالي إلى نمو الطلب على منتجات الشركة العقارية والخدمية المختلفة».
وتأتي هذه التطورات، في وقت أبدت فيه هيئة السوق المالية السعودية في وقت سابق تفاؤلاً كبيرًا بخطوة فتح سوق الأسهم المحلية في البلاد أمام المؤسسات المالية الأجنبية للاستثمار المباشر، مؤكدةً في الوقت ذاته أن المستثمرين الأجانب المتخصصين سيسهمون في الحد من التذبذب الكبير في الأسعار.
وأكد محمد الجدعان، رئيس مجلس هيئة السوق المالية السعودية حينها، أن هناك أهدافا عدة ترمي المملكة إلى تحقيقها عبر السماح للمؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة بالاستثمار في الأسهم المدرجة بالسوق المالية السعودية، أهمها استقطاب مستثمرين متخصصين لتعزيز الاستثمار المؤسسي، ورفع مستوى البحوث والدراسات عن السوق المالية السعودية.
وأضاف الجدعان: «هيئة السوق تسعى منذ إنشائها إلى تطوير السوق المالية السعودية، وقرار السماح للمستثمرين الأجانب سيسهم في تحقيق ذلك من خلال أهداف عدة على المدى القريب والبعيد، تشمل إضافة خبرات المستثمرين الدوليين المتخصصين للسوق المحلية، وتعزيز مساعي الهيئة نحو زيادة الاستثمار المؤسسي في السوق»، لافتًا النظر إلى أن المستثمرين الأجانب المتخصصين يتوقع أن يسهموا في الحد من التذبذب الكبير في الأسعار، كما أنهم سيعملون على تعزيز كفاءة السوق وتحفيز الشركات المدرجة على تحسين مستوى الشفافية والإفصاح وممارسات الحوكمة.