أوضح تقرير نشرته منظمة اليونيسيف تحت عنوان «اليمن: طفولة مهددة» أن متوسط عدد الأطفال الذين يُقتلون أو يشوهون في اليمن بشكل يومي وصل إلى 8 أطفال نتيجة للحرب الدائرة في البلاد، وأن 398 طفلا قتلوا وأصيب 600 آخرون منذ تصاعد العنف في اليمن قبل أربعة أشهر.
وقال ممثل اليونيسيف في اليمن جوليين هارنِس «إن الأزمة في اليمن تمثل مأساة حقيقية بالنسبة للأطفال في اليمن»، مضيفًا أنهم يتعرضون للقتل بفعل القصف والاقتتال ويواجه الناجون منهم خطر الأمراض وسوء التغذية ولا يمكن أن نسمح لذلك بالاستمرار، مشيرا إلى أن الأزمة في اليمن تسببت في تَعطّل الخدمات الصحية وارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال وإغلاق المدارس وارتفاع أعداد الأطفال المجندين في الجماعات المسلحة.
ولفت ممثل اليونيسيف إلى أن النزاع سيكون له آثار مروعة على الأطفال في المستقبل أيضا، ويحتاج نحو 10 ملايين طفل في مختلف أنحاء البلاد بشكل ملح للمساعدات الإنسانية - حيث إن 80 في المائة من سكانها هم دون سن الـ18 مليونا و300 ألف شخص على النزوح من ديارهم.
وتضاعف عدد الأطفال المجندين أو المستخدمين في النزاع - من 156 طفلا سنة 2014 إلى 377 سنة 2015. وهو العدد الذي تم التحقق منه حتى الآن بينما أغلقت 3600 مدرسة أبوابها، مما أثر على نحو مليوني طفل.
وبحسب التقرير فإن هناك أكثر من 15 مليون شخص غير قادرين على الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، حيث تم إغلاق 900 مرفق صحي منذ 26 مارس (آذار)، ويُحتمل أن يصل عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في نهاية العام 1.8 مليون طفل.
يحتاج أكثر من 20 مليون شخص للمساعدة في تأمين القدرة على الوصول للمياه المأمونة والصرف الصحي والحفاظ عليها، وذلك بسبب نقص الوقود والضرر الذي لحق بالبنى التحتية وانعدام الأمن.
وخلال الستة الأشهر الماضية، عملت اليونيسيف على توفير الدعم النفسي لمساعدة أكثر من 15 ألف طفل في مجابهة أهوال النزاع، وتعلم 280 ألف شخص كيفية تجنب الإصابة بسبب الألغام والأجسام غير المنفجرة.
وبحسب التقرير فقد عملت المنظمة على الاستجابة للاحتياجات الحساسة للأطفال في مختلف أنحاء البلاد، وتوفير الخدمات الضرورية لإنقاذ الأرواح بما فيها توزيع المياه الصالحة للشرب وعلاج الأطفال من سوء التغذية والإسهال والحصبة والالتهاب الرئوي.
ورغم الاحتياجات الهائلة، فإن استجابة اليونيسيف لا تزال تعاني من نقص التمويل إلى حد كبير كما ذكرت المنظمة في تقريرها، حيث لم يتم سوى تغطية 16 في المائة فقط من نداء المنظمة للتمويل، والذي وصلت قيمته إلى 182 مليون دولار حتى الآن.