2015-08-22 الساعة 11:25ص (يمن سكاي - متابعات)
نود أن نبدأ الحوار في الحديث عن موضوع التهدئة في قطاع غزة. جرى في الأيام الأخيرة حديث عن لقائين حصلا بينكم وبين الوسيط الأممي طوني بلير، وأنّكم تقدّمتم على طريق البحث، وهناك تسريبات تتحدث عن ملامح اتفاق.
تجري معاقبة قطاع غزة ومعاقبة الشعب الفلسطيني منذ تسع سنوات، لأنّه انتخب حركة "حماس" ومارس حقه الديمقراطي. كما تمّت معاقبة القطاع لأنّه قلعة للمقاومة والردّ على العدوان والحروب الإسرائيلية المتكررة. عوقب القطاع وأهله بالحصار والتجويع والعزل عن العالم بإغلاق المعابر، ثم لاحقاً بتأخير الإعمار ومشاكل لا تنتهي، بعد الحرب الأخيرة في العام الماضي. انتظر أهلنا في غزة تحرُّك المجتمع الدولي وتحرُّك السلطة الفلسطينية، حكومة الدكتور رامي الحمدلله، حكومة الوفاق الوطني، والجوار العربي، وتحرُّك كل الأطراف الإقليمية والدولية المعنيّة لحلّ مشاكل غزة، لكن لا شيء حصل، إلّا مبادرات من بعض الأطراف، في مقدمتها الإخوة في قطر وتركيا، وهي مبادرات مشكورة، لكن بقي هناك تقصير فلسطيني رسمي، وتقصير عربي ودولي في معالجة المشاكل القائمة في قطاع غزة.
"
"حماس" التي قدمت أمثولة عظيمة في المقاومة، لا تريد دويلة في غزة ولا تريد دويلة ممسوخة
"
نحن في حركة "حماس" معنيّون بشعبنا العظيم، في غزة والضفة وفلسطين 48 والشتات. هذا شعبٌ واحد وأرضٌ واحدة، ولا نقبل أن تُترك غزة تغرق في أزماتها، فانفتحنا على العالم كله. تحرّك بعض العرب والمسلمين وأطراف إقليمية. قدّرنا هذا التحرك على الرغم من أنّه بطيء، كما تحرّك السويسريون لحل أزمة رواتب الموظفين، إذ إنّ هناك خمسين ألف موظف، للأسف، وقفت الحكومة الفلسطينية عاجزة وقصّرت في حلّ مشكلتهم. هم خمسون ألف فلسطيني أداروا القطاع وتحمّلوا مسوؤلياته في أصعب الظروف. هؤلاء يعيلون حوالي خُمس سكان غزة. ويتحرك السويسريون بورقة لحل المشكلة من خلال تصنيفات معينة، لكن حتى الآن لا تفي بكل المطلوب. هناك تحرك نرويجي حول موضوع الإعمار، لكنّه لا يزال بطيئاً ونظرياً. كما شهدنا تحركاً من مبعوثي الأمم المتحدة، نيكولاي ملادينوف، وروبرت سري، ثم تحرّك طوني بلير الذي اتصل بنا والتقيناه.
هذه التحركات كلها، هي التي قامت بالمبادرة مع قيادة "حماس". بعضهم زار قطاع غزة وبعضهم التقى بنا في الخارج. وكانت اللقاءات تهدف إلى كيفية حلّ مشاكل غزة، وإن كان هناك من إمكانية للاطمئنان على وجود هدوء أمني في غزة. طرح بعضهم الحديث عن هدنة، وبعضهم تحدث عن تهدئة، وبعضهم تكلّم عن بعض الإعمار أو بعض المدد الزمنية. أتى ردُّنا باختصار، وهذه هي حقيقة ما قلنا لهم: مشاكل غزة لا بدّ أن تحل.
"
بعض المبعوثين زار قطاع غزة وبعضهم التقى بنا في الخارج. وكانت اللقاءات تهدف إلى كيفية حلّ مشاكل غزة
"
هناك خمس مشاكل: الأولى، الإعمار وضرورة الإسراع بها. المشكلة الثانية، رفع الحصار وفتح المعابر. والمشكلة الثالثة، حل مشكلة الخمسين ألف موظف. وتكمن المشكلة الرابعة في إيجاد ميناء ومطار لغزة حتى تنفتح على العالم، لا لتكون بعيدة عن الضفة الغربية، بل لتكون جزءاً من هذا الوطن الفلسطيني. كما لا يصح أن تبقى غزة سجناً كبيراً، لا بدّ من فتح معبر رفح وفتح الميناء والمطار لتنفتح الأجواء أمام أهلنا في غزة. أمّا المشكلة الخامسة، فهي البُنى التحتية، المياه، الكهرباء والطرق والمجاري وغيرها الكثير.
قلنا لهم إذا حُلّت مشاكل غزة، تصبح هناك بيئة طبيعية لتثبيت وقف إطلاق النار الذي جرى في العام الماضي بعد الحرب الصهيونية على غزة، هذا هو موضوع التداول، ولا يوجد أي بُعد آخر. لا نزال نقول موقفنا ونستمع إلى ملاحظات الآخرين. هم تحركوا طبعاً، وهذا يتطلب منهم أن يفحصوا الموقف الإسرائيلي، لأن إسرائيل هي من يحاصر القطاع. ويتطلّب فحص الموقف في مصر، فهي الجار الأهم لقطاع غزة، وفحص موقف السلطة الفلسطينية، لأنّها سلطة الجميع، والإخوة في رام الله والإخوة في حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية هم شركاؤنا. كما يجب فحص المواقف العربية والأوروبية والأميركية. باختصار، نحن نريد العنب وليس قتل الناطور، أي حل مشكلات غزة