2015-09-13 الساعة 04:04م (يمن سكاي - عربي 21)
قال سياسيون مصريون، إن رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، سعى من خلال "إقالة" حكومة إبراهيم محلب، إلى تلميع نفسه، والظهور بشخصية "المحارب الشرس للفساد".
ولفت أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، محمد سودان، إلى "وجود شيء غامض، جعل السيسي يتعجل بإقالة حكومة محلب، قبل شهر مما يسمى بالانتخابات البرلمانية".
قضايا فساد
وقال سودان لـ"عربي21" أنه "كان بإمكان السيسي تأجيل قرار الإقالة لمدة شهر، ولكنه يبدو أنه أراد التخلص من عبء الوزراء الفاسدين"، مشيرا إلى أن "الحديث عن فسادهم؛ أثار تساؤلات عديدة حول شرعية وصلاحية حكومته".
وأضاف أن "محلب متورط في كثير من قضايا الفساد، وعلى رأسها قضية القصور الرئاسية المتهم فيها المخلوع حسني مبارك، ولم يُبت فيها بعد"، موضحا أنه "لما تبين وجود فساد لا يعلمه السيسي، ولا مجلسه العسكري؛ أثار ذلك حفيظته، إذ لا يجوز للصوص أن يخرجوا عن المرسوم لهم، ويشرعوا في السرقة لأنفسهم"، على حد تعبيره.
وذهب سودان إلى أن "النظام الانقلابي ملتزم بمبدئه في اختيار المسؤولين، القائم على اختيار الفسدة الفشلة ذوي السيرة السيئة"، معللا ذلك بـ"سهولة تخلص النظام منهم من ناحية، وانصياعهم لأوامره من ناحية أخرى".
تلميع السيسي
من جهته؛ قال رئيس حزب الأصالة، إيهاب شيحة، إن "الهدف من إقالة محلب؛ تلميع السيسي، وإظهاره بمظهر المحارب للفساد"، مؤكدا أن "مصر منذ نحو ستة عقود؛ لا يوجد فيها حكومات تستقيل، وإنما حكومات تقال فقط".
وأضاف شيحة لـ"عربي21" أن الحكومة إذا "طلعت ريحتها؛ فأول من يجب أن يحاسب هو من اختارها، والسيسي اختار محلب وهو يعلم أنه متهم في قضية فساد".
مزحة!
أما رئيس البرلمان المصري بالخارج، جمال حشمت؛ فاعتبر أن الأمر لا يخلو من "مزحة"، قائلا: "الفاسد الأكبر الذي يجلس على رأس مؤسسة فساد كبيرة، ويحمي شبكات الفساد في مصر؛ نجده الآن مقاوما للفساد!".
وأضاف: "في النهاية؛ هي محاولة لتكرار تجربة مبارك بتغيير وزراء ووزارات؛ لتفريغ شحنة الغضب والاحتقان عند المصريين نتيجة تنامي الفساد المستشري".
وعزا في حديثه لـ"عربي21"، إقالة حكومة محلب لعدة أسباب؛ على رأسها "فشله في الإجابة عن سؤال أحد الإعلاميين التونسيين بشأن قبول استقالة أحد الوزراء الفاسدين، وهو أحد المتهمين في قضية فساد".
واتهم الحكومة المقالة بأنها "انتهكت حريات المصريين في كل مكان، واتبعت القتل الممنهج دون محاكمات، وقوضت دعائم الحريات، وكبلت المواطنين بسلسة قوانين جائرة في الجوانب الإنسانية والحقوقية والاجتماعية".
وأكد حشمت أن "تردي الوضع الاقتصادي كان أبرز سمات حكومة محلب، ولم يتمخض عنها سوى وعود وعناوين براقة لم تترجم على الأرض، أو تم تقليصها، كمشروع المليون فدان، والمليون وحدة سكنية، وغيرها من المشروعات الوهمية".
طموحات السيسي
على الجانب الآخر؛ قال رئيس حزب الكرامة محمد سامي، إنه لا يؤيد "هذا الشطط من التأويلات التي تقول إن حكومة محلب كانت كلها فاسدة"، مشددا على أن "الحكومة ربما أخفقت في بعض النواحي، ولم يرتق أداؤها لطموحات السيسي".
وأضاف سامي لـ"عربي21"، أن "حكومة محلب قدمت أداء جيدا طوال الفترة الماضية، في حفظ الأمن والاستقرار الاجتماعي والسياسي، بالرغم من وجود تقصير ربما كان يستوجب التغيير قبل مرحلة حاسمة؛ مثل الانتخابات".