2015-09-14 الساعة 08:02ص (يمن سكاي - متابعات)
عادت إلى الواجهة من جديد الدعوات الأممية إلى التفاوض والحوار لإنهاء الأزمة في البلاد بعد أن تجلت بوادر الحسم العسكري لإنهاء الانقلاب على الشرعية في اليمن.
وأثر الهزائم المتتالية والحشود الضخمة للمقاومة الشعبية، والجيش الوطني وقوات التحالف في محافظتي الجوف ومأرب، استعداداً للحسم العسكري وتحرير العاصمة صنعاء بات الحوثيون وحليفهم صالح في وضع صعب.
وفي المقابل اشترطت الحكومة الشرعية أن يرتكز الحوار في أي تفاوض مع الحوثيين على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 للعام 2015 دون قيد أو شرط .
وطالبت الحكومة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن بذل مساعيه للحصول على التزام علني صريح من قبل الحوثي وصالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 دون قيد أو شرط.
ويتضمن القرار الدولي رقم 2216 على انسحاب الحوثيين من المناطق والمدن التي سيطروا عليها وتسليم جميع الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، والتوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية، والامتناع عن الإتيان بأي استفزازات أو تهديدات للدول المجاورة، والإفراج عن وزير الدفاع محمود الصبيحي وعن جميع السجناء السياسيين وجميع الأشخاص رهن الإقامة الجبرية.
وفي منتصف يوليو / تموز الماضي أعلنت الحكومة عدن مدينة محررة من الحوثيين تبعتها المحافظات المجاورة لتكون بذلك المحافظات الجنوبية خالية من التواجد لمليشيات الحوثي ، وفي محافظة تعز احرزت المقاومة الشعبية تقدماً كبيراً، وتكاد تحكم سيطرته على المدينة بالكامل .
ويقول الخبير العسكري علي الذهب في تصريح لـ"الإسلام اليوم ": "ميدانيا، لا أعتقد أن الحوثيين يفكرون بالاستسلام قبل الدخول في المعركة البرية وسبغامرون فيها رغم انهيارهم المتوقع؛ لأنهم يعتبرون موقفهم الراهن ضعيفا، إذ ليس لهم من خيار إلا الاستماتة للحفاظ على ما تحقق لهم خلال عام، أو انتظار الموت ذاته- وهو ما يحاذرونه- وهم يطاردون من قبل خصومهم وممن نكلوا بهم من اليمنيين".
وأشار إلى أن تعنت الحوثيين، لن يكون مجديا أمام تفوق قوة الطرف الآخر الذي يقاتلهم بتشكيلة منتقاة من سبعة جيوش، يتصدرها جيش الشرعية الموالي للرئيس عبدربه هادي الذي يريد هزيمتهم كي يرفع عن كاهله ذل الانتكاسة التي مني بها في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأضاف الذهب في حديثه لـ"الإسلام اليوم ": "سياسيا، وكمتابع لمفاوضات الحوثيين مع خصومهم منذ عام 2004م وإدارتهم للصراع؛ فإن القبول بخيار السلام من قبل طرفي النزاع، يعد بالنسبة للحوثيين مكسبا ثمينا يقابله خسارة فادحة للطرف الآخر؛ حيث ستبعث هذه الفرصة الحياة مجددا في روح الحوثيين ليتحولوا مستقبلا إلى نمرود مدمر لن تهنأ بالعيش معه ممالك الجزبرة؛ لأنهم، في الحقيقة، نسخة كوبونية من حزب الله، بل سيكونون أشد خطورة على هذه الممالك؛ لاعتبارات كثيرة يحضر فيها الدين والجغرافيا والتاريخ المتشح بالدم".
وأوضح أن "أمل السلام الذي يلهث خلفه البعض ليس أكثر من خدعة، وهناك بدائل كثيرة تغني عن الحرب وتجعل الحوثيين يتآكلون كجسد موبوء بداء عضال.. المسألة بحاجة لمزيد من الوقت والحنكة في إدارة أخطر الملفات في هذا القرن وفي هذه المنطقة الجغرافية".
من جهته يقول المحلل السياسي محمد جميح في حديث خاص لـ "الإسلام اليوم ": "لا اعتقد أن طريقا آخر لدى الحوثي غير تنفيذ القرار الدولي 2216. ".
وأضاف: "سيحاول الحوثيون الالتفاف، وفي كل مرة سيشد عليهم الخناق "، مشيراً إلى أن تنفيذ القرار إما أن يكون سلماً، أو بالخيار العسكري.
وأوضح جميح أن حروب العصابات غالبا ما تطول، لأن العصابة لا تعمل اعتبارا للمدنيين وضحاياهم، وللدمار الذي يلحق بالبلد، بحكم أنها عصابة، ليست دولة، ولكن العصابة تتآكل مع الزمن وتنتهي.
وبين أن الحل السياسي هو الحل الأنجع. ومعالم الحل السياسي في البلاد واضحة، متضمنة في القرارات الدولية، لكن الحل السياسي إذا ما انسد، فإن الحل العسكري يأتي للتمهيد للحل السياسي، وإلزام المليشيات به.