2015-09-22 الساعة 02:16م (يمن سكاي - متابعات)
مع تجدد الحديث حول فشل حكومة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في إجراء مفاوضات ناجحة تضمن لها عدم التضرر من إنشاء سد النهضة الإثيوبي، قال عدد من الخبراء الدوليين والإثيوبيين إن الشفافية مفقودة في كل جوانب السد الذى أنجزت حكومة إثيوبيا 50% منه، خاصة الجوانب التمويلية.
وتتعامل حكومة إثيوبيا مع المشروع بسرية تامة مع غياب المعلومات التي تدعم تحليل التكاليف الاستثمارية للمشروع والفوائد الاقتصادية المتوقعة منه ومدى نجاح الحكومة في تسويق الكهرباء المتولدة عنه والعائد على قطاعات الزراعة والكهرباء والموازنة العامة.
وشكك خبراء إثيوبيون في إمكانية تدبير التمويل المحلي لتمويل بناء لسد أو جمع 4.7 مليارات دولار من شعب ثاني أفقر دولة في العالم، مستندين إلى أرقام تؤكد أن ما تم بيعه للجمهور من سندات هو 263 مليون دولار وهو مبلغ صغير مقارنة بما هو مطلوب لبناء سد النهضة البالغ 4.7 مليارات.
وحسب عدة تقارير عالمية نشرها هؤلاء الخبراء، فإن سد النهضة قد يمثل كارثة بيئية في المستقبل.
"
السد وسيلة للضغط على مصر لتوصيل مياه النيل لإسرائيل والرئيس المصري أنور السادات حاول ذلك عقب توقيع اتفاقية السلام وفشل
"
وحسب الخبير الإثيوبي ايزانا كيبيدي، المتخصص في السياسات المالية الإثيوبية، في مقال كتبه بتاريخ 30 مارس/آذار 2015 بعنوان "تمويل سد النهضة الإثيوبي" "فإن كل فرد متعاطف مع مشروع سد النهضة يدرك أن الشفافية مفقودة في كل جوانب السد، خاصة السياسية والبيئية والتمويلية. وأن حكومة أديس أبابا تتعامل مع المشروع بسرية تامة مع غياب المعلومات عن تحليل التكاليف والفوائد المتوقعة للسد".
وشكك كيبيدي في إمكانية التمويل المحلي لبناء لسد أو جمع 4.7 مليارات دولار لتمويل بناء السد من شعب ثاني أفقر دولة في العالم.
واستند إلى تصريح وسائل الإعلام مثل بلومبيرغ نقلا عن بريكيت سايمون، وزير الإعلام الإثيوبي الأسبق، أن ما تم بيعه للجمهور من سندات هو 263 مليون دولار وهو مبلغ صغير مقارنة بما هو مطلوب لبناء سد النهضة المتوقع أن يتكلف 4.7 مليارات، بالإضافة إلي نصف مليار دولار مقابل سندات الإثيوبيين العاملين بالخارج.
وأكد أن غالبية الإثيوبيين فقراء جداً، وبالتالي فليس من الواضح، كما يقول كيبيدي، كيف ستتمكن الحكومة من تمويل كل تكاليف بناء السد بتمويل محلي.
وشكك كيبيدي في جدوى تصدير الكهرباء، إذ قال "لم توقع إثيوبيا سوى مذكرتي تفاهم لبيع 400 ميغا وات من الكهرباء لكينيا و60 ميغاوات لجيبوتي الصغيرة الفقيرة، فلمن ستبيع الباقي من 6000 ميغاوات؟".
وفند مزاعم الحكومة في بيع كهرباء السد لإريتريا وجنوب السودان واليمن، لأن الثلاث دول الأخيرة في حالة حرب أهلية لن تشتري كهرباء. كما استبعد شراء السودان ومصر في الشمال لكهرباء السد باعتبار أنهما متضررتان من بناء السد، فكيف تشتريان إنتاجه من الكهرباء؟.
كما شكك كيبيدي كذلك في أن تفي الحكومة برد أموال المساهمين في بناء السد الذي يستغرق 7 سنوات ونصف السنة حتى يعمل بكامل طاقته، في حين أن تاريخ استحقاق سندات المودعين يكون بعد 5 و7 و10 سنوات.
وقال إن سد النهضة سوف ينتج 216 ميغاوات فقط وبعد 3 سنوات من بداية البناء في يناير/كانون الثاني 2011، وهو ما لم يتحقق بعد مرور خمس سنوات وحتى الآن.
وفي 14 يونيو/حزيران عام 2013 كتب الإثيوبي أسفاو بيين، مقالا في "هورن أوف أفريكا نيوز" عن تأثيرات سد النهضة في البيئة فقال "إن أكبر نقاط ضعف هذا المشروع هو عدم إجراء أي دراسة بيئية، وإذا كانت قد أجريت فهي ليست في متناول الجمهور".