2015-09-25 الساعة 05:30م (يمن سكاي - متابعات)
ليس حدثاً عادياً أن يعود رئيس الجمهورية "عبدربه منصور هادي"، والحكومة إلى عدن بعد ستة أشهر على مغادرتها، لكن ما هي الدلالة السياسية لهذه العودة؟ ولمَ هي فارقة عن وجودهما في المنفى على مسار الازمة؟
يمكن القول ان تلك الاهمية تكمن في الاتي:
١-إنها تؤكد على فشل الانقلاب، وتُعيد توصيفه إلى مجرد "تمرد مسلح"، فهي تعيد توصيف الحرب من كونها بين حكومة شرعية فاقدة للسلطة، وبين انقلاب فاقد للشرعية إلى معركة بين سلطة شرعية على الأرض وبين متمردين؛ وبالتالي هي تعيد أيضاً توصيف أهداف التحالف العربي من التدخل لإعادة السلطة الشرعية إلى البلاد إلى التدخل لإنهاء التمرد المسلح على أجزاء من البلاد.
٢-وهذا الأمر هو يخفف الضغط الدولي على التحالف العربي لوقف عملياته العسكرية قبل استكمال أهدافه بالقول، إن السلطة الشرعية على الأرض هي من تملك قرار الحرب والسلم الآن وأن دور التحالف العربي يقتصر على مساعدتها على إنهاء التمرد المسلح بعد أن حقق التحالف هدفه في اعادتها إلى داخل البلاد.
٣-إن الحديث عن الحلول السياسية فيما الشرعية والرئيس والحكومة داخل البلاد هو يفرق عنه حين يكونون في المنفى، فلم يعد من المقبول الآن الحديث عن أي صيغة للحل السياسي إلا أن تكون تحت سقف هذه الشرعية، والرضوخ لها.
٤-تعد هذه العودة وخلال ستة أشهر على عمليات التحالف العربي، مؤشر بياني على مسار الأحداث، يمكن من خلاله التبوء بمستقبل الانقلاب وقد انتهى إلى مجرد تمرد مسلح فاقد القدرة على التوسع والصمود أمام الشرعية والتحالف العربي الداعم لها؛ حيث هو من يخسر ويضمحل وهي من تكسب وتتقدم.
يمن مونتير