2015-10-05 الساعة 06:24م (يمن سكاي - العربي الجديد)
أصدرت الفصائل العسكرية المعارضة في سورية، اليوم الإثنين، بياناً موحداً اعتبرت فيه "العدوان الروسي على سورية" هو "احتلال صريح للبلاد"، داعية "دول الإقليم عامة والحلفاء خاصة، أن يسارعوا إلى تشكيل حلف إقليمي في وجه الحلف الروسي ـ الإيراني المحتل لسورية"، ومؤكدة بأن "المجازر الروسية المروعة بحق المدنيين في سورية لتؤكد على كذب الحكومة الروسية وحول نواياها وحربها المزمعة على (الإرهاب)".
"
دعا البيان "دول الإقليم عامة والحلفاء خاصة، أن يسارعوا إلى تشكيل حلف إقليمي في وجه الحلف الروسي ـ الإيراني
"
وجاء في مقدمة البيان، الذي تلقت "العربي الجديد" نسخة منه، أنه و"بعد قرابة خمسة أعوام من مقارعة النظام الأسدي المجرم وأسياده الإيرانيين المحتلين، تمكن فيها ثوار سورية من كسر شوكتهم، وتفكيك دولتهم في سورية"، متابعاً بأنه و"عندما بدأت ملامح الهزيمة الكاملة تلوح في الأفق، هبّت رياح روسيا لنجدة النظام الأسدي وإنعاشه بعد موته سريرياً وذلك لمنع انهزامه هزيمة ساحقة".
وقال البيان: "إن العدوان الروسي العسكري على سورية يعد احتلالاً صريحاً للبلاد حتى ولو ادعت بعض الأطراف أنه تم بطلب من النظام الأسدي، ففاقد الشرعية لا يمكنه أن يمنحها لغيره، وإن المجزرة التي ارتكبت في ريف حمص من قبل الطيران الروسي والتي راح ضحيتها قرابة خمسين شهيداً من المدنيين، تعتبر أول جريمة حرب لروسيا في سورية، حيث إن طيرانها استهدف مواقع مدنية واضحة ولا تواجد فيها، أو بالقرب منها، لأي مقرات أو قوات لتنظيم (داعش)".
كما أضاف البيان الذي وقّعته عشرات الفصائل، بينها أهم التشكيلات العسكرية المعارضة، أن "هذه المجزرة المروعة وما تلاها من مجازر، وقصف جوي للمناطق المدنية أمام مرأى ومسمع العالم وصمته المطبق، لتؤكد على كذب الحكومة الروسية وحول نواياها في سورية وحربها المزمعة على (الإرهاب)"، مشيراً إلى أن "النظام الأسدي تحوّل إلى حكومة فاشية عميلة بعد أن استجلبت قوات محتلة إلى سورية للمرة الثانية على التوالي، ومن هنا فإننا نحذر جميع الأطراف من أن تتحول إلى شريكة في احتلال سورية من قبل الإيرانيين والروس بعد أن نجح الأسد في توريطها بدماء السوريين، وستتحمل المسؤولية التاريخية لهذا العمل، ولن ينسى السوريون من شارك في قتلهم واحتلالهم".
وأمام "هذا الواقع الجديد"، دعا البيان "دول الإقليم عامة والحلفاء خاصة، أن يسارعوا إلى تشكيل حلف إقليمي في وجه الحلف الروسي ـ الإيراني المحتل لسورية، وأن يدركوا أنهم المستهدفون في حال تمكن هذا الحلف من تحقيق أهدافه في سورية، وأن يعملوا على أن تكون نهايته في سورية".
وقالت الفصائل المشاركة في صياغة البيان: "إن الاحتلال الروسي يأتي في لحظة حرجة من عمر الثورة، بهدف فرض نفسه كلاعب أساسي في العملية السياسية في سورية، وضمان مصالحه الإقليمية، وهذا سيزيد من العنف والإرهاب في البلاد".
كما أكد الموقعون على البيان بأنهم "متمسكون بأهداف ثورتنا المباركة، وأن أي قوات احتلال لأرض وطننا الحبيب هي أهداف مشروعة لنا، وإن هذا الاحتلال الغاشم، قطع الطريق على أي حل سياسي"، مؤكدين تمسكهم بـ"وحدة الأراضي السورية".
وختم البيان مخاطباً "أهلنا في الداخل والمهجر، بأن ثورتكم المباركة قد انتصرت وأسقطت النظام فعلياً، وانه ينبغي عليكم أن تهبّوا للدفاع عن دينكم وعرضكم ووطنكم، وأن تعلموا أن الحرب القادمة هي حرب تحرير لأرضنا من احتلالين: إيراني وروسي". كما طالب البيان كافة الفصائل بـ"تذويب كل الخلافات والمسميات أمام هدف أوحد وأسمى، هو تحرير الأرض، والحفاظ على هوية الشعب".