2015-10-27 الساعة 02:27م (يمن سكاي - متابعات)
يسعى برلمانيون من ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي المقال نوري المالكي لتشريع قانون يفوض روسيا بضرب مواقع تنظيم "داعش" في العراق، بينما يرفض تحالف القوى العراقية أي تدخل أجنبي لا يندرج ضمن التحالف الدولي الذي انبثق عن اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وكشف مصدر برلماني مطلع عن قيام قادة بارزين في ائتلاف دولة القانون بحملة جمع التواقيع داخل الائتلاف وخارجه لتكوين أغلبية برلمانية تصوت على تفويض يشرعن الضربات العسكرية الروسية في العراق، مبيناً خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن الاتصالات بدأت بكتل الأحزاب المنضوية ضمن التحالف الوطني قبل التوجه للكتل الأخرى.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن نواب تحالف القوى العراقية رفضوا بشكل قاطع منح التفويض لروسيا، مؤكدين أن أيّ دولة تريد أن تقاتل تنظيم "داعش" عليها أن تنظم للتحالف الدولي الذي أنشئ بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة مع الولايات المتحدة الأميركية عام 2011.
"
المساري يدعو روسيا وإيران وأيّ دولة أخرى للدخول في التحالف الدولي إن كانت جادة في محاربة الإرهاب
"
ويرفض "تحالف القوى" التدخل الروسي في العراق بشكل قاطع، وقال رئيس كتلة التحالف في البرلمان، أحمد المساري، أن التدخل الروسي سيزيد من حجم المشاكل الداخلية، داعياً روسيا وإيران وأيّ دولة أخرى للدخول في التحالف الدولي إن كانت جادة في محاربة الإرهاب.
كما اعتبر القيادي في تحالف القوى ورئيس كتلة "متحدون" البرلمانية، أسامة النجيفي، أن"التدخل الروسي في العراق سيفاقم الصراع الداخلي ويحول العراق الى ميدان لتصفية الحسابات"، موضحاً في بيان"لا يوجد شيء رسمي اسمه التحالف الرباعي، بل يوجد فقط مركز استخباراتي رباعي مشترك بين العراق وسورية وإيران وروسيا".
وفي سياق متصل، دافع عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون موفق الربيعي عن الحملة البرلمانية لإقناع الكتل الأخرى بمنح روسيا تفويضاً لضرب تنظيم "داعش" في العراق وإلزام الحكومة بدعوة "التحالف الرباعي" للتدخل في العراق، مبيناً أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لا يزال متلكئاً ومتردداً في ضرب مواقع التنظيم الحيوية، ولا يمكن الاعتماد عليه مستقبلاً.
وأشار الربيعي الى "ضرورة مواصلة الحملة التي أطلقت داخل البرلمان لمنح التفويض لروسيا من خلال إقناع الكتل الأخرى وإزالة مخاوفها ومنحها التطمينات اللازمة لرفع تحفظاتها"، موضحاً في تصريح صحافي أن"هذه الخطوة ستخلص رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة من الضغوط التي يتعرض لها من التحالف الدولي".
وانتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، حسان العيداني، صمت الحكومة العراقية إزاء موضوع مهم وخطير كتعارض إرادات الدول الكبرى على أرض العراق، موضحاً خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن"الحكومة العراقية رحبت بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لاستناده إلى أسس دستورية وقانونية، لكن صمتها إزاء ما يسمى بـ "التحالف الرباعي" بقيادة روسيا شيء غريب لا يوجد له تفسير، وأضاف أن"العبادي وضع نفسه في وضع حرج لا يحسد عليه".
وبين أن "تخليه عن التحالف الدولي أمر فيه كثير من المجازفة لأنه قد يؤدي الى تمدد "داعش" الى محافظات ومدن أخرى"، وأوضح أن "دخوله في تحالف جديد مع روسيا سيوقعه في مأزق كبير وقد يؤدي الى تقسيم البلاد".