2015-02-15 الساعة 02:11م (يمن سكاي متابعات)
حفلت الملاعب المصرية بسجل كبير من الحوادث جعلها في المركز الرابع عالميا والأول عربيا في قائمة الموت بملاعب كرة القدم، حسب موقع المنتدى الرياضي السويدي المهتم بعرض الدراسات الخاصة بمجال الرياضة.
آخر هذه الحوادث ذهب ضحيتها 42 من مشجعي نادي الزمالك بسبب التدافع خلال مواجهات مع قوات الأمن يوم الأحد 8 فبراير/شباط الجاري أمام ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة، على هامش مباراة بين فريقي الزمالك وإنبي ضمن مباريات الدوري المصري الممتاز.
غير أن أولى تلك الحوادث كانت سقوط مدرجات حلمي زامورا عام 1974 أثناء مباراة الزمالك مع دوكلا براغ التشيكي، مما أسفر عن مقتل 48 من مشجعي الزمالك، تلتها حادثة وفاة ثمانية من مشجعي نادي الاتحاد السكندري أثناء مباراته مع الكروم بسبب التدافع وتأخر فتح أبواب الملعب عام 1999.
وكانت أكثر الحوادث دموية بتاريخ الرياضة المصرية في فبراير/شباط 2012، حين هاجم المئات من مشجعي جمهور نادي المصري البورسعيدي مشجعي النادي الأهلي داخل ملعب بورسعيد دون أن تتحرك قوات الأمن للفصل بين الطرفين، مما أدى إلى وفاة 73 من مشجعي الأهلي.
هيئة أمن رياضي
الخبير الرياضي وعضو مجلس إدارة النقابة العامة للمهن الرياضية محمد عباس أكد أن السنوات الخمس الأخيرة في تاريخ كرة القدم المصرية شهدت انتشار حالات من التعصب وسط مشجعي الكرة، كما شهدت ظهور تعصب وعداء من جانب قوات الأمن ضد روابط المشجعين المعروفة بالألتراس، وهو ما تسبب في وقوع مجزرتي بورسعيد والدفاع الجوي.
وأضاف عباس في تصريح للجزيرة نت أنه في الدول المتحضرة لا توجد شرطة بالملاعب، ولكن توجد هيئة اسمها هيئة الأمن الرياضي وهي المسؤولة عن التنظيم والأمن داخل الملاعب، وفي حالة وجود مشاجرات أو حالات طارئة تتدخل الشرطة بناء على طلب من تلك الهيئة، وبالتالي تقل نسبة التوتر بين الجمهور وقوات الأمن.
وشدد على أن إنشاء تلك الهيئة مهم جدا في مصر، خاصة في ظل حالة الصراع الشديد بين الشرطة وروابط المشجعين والتي لا يمكن حلها على المدى القريب بسبب مشاركة الشرطة في قتل عشرات المشجعين، حسب قوله.
وحول أسباب تفشي حالات الموت في الملاعب المصرية، أوضح عباس أن الملاعب لم تبن بطريقة جيدة تسمح بدخول وخروج الجمهور بصورة سهلة، بالإضافة إلى انتشار مافيا السوق السوداء في بيع تذاكر المباريات.
أزمة ثقة
من جانبه أرجع الباحث الاجتماعي مروان محمد انتشار أحداث العنف في الملاعب المصرية إلى غياب التنسيق بين الأجهزة المختلفة، وعدم وجود تنبؤات بما يمكن أن يحدث، خاصة أن النشاط الرياضي مرتبط بتجمع جماهيري حاشد لا يمكن ضمان ردود الفعل الناجمة عنه، وبالتالي فإنه يصعب التحكم فيه.
وأضاف محمد في تصريح للجزيرة نت أن الدولة لم تسع لحل الأزمة بين قوات الأمن وروابط المشجعين، بل فضلت اللجوء إلى حلول أمنية مثل إيقاف الدوري أو منع عودة الجماهير، وكذلك اعتبار روابط المشجعين منظمات إرهابية وملاحقة أعضائها.
ودعا جميع المعنيين بالحقل الرياضي في مصر -بما فيهم الجماهير وإدارات النوادي والشرطة- إلى الالتزام بالقانون، مشددا على ضرورة عقد حوار بين روابط المشجعين واتحاد الكرة وقوات الأمن لحل المشاكل العالقة بين الجميع.
المصدر : الجزيرة