2015-12-10 الساعة 01:04ص (يمن سكاي - متابعات)
يعيش سكان الرمادي ظروفاً تسوء أكثر فأكثر يوماً بعد يوم، مع مضي القوات العراقية قدماً في معركة تحرير المدينة، ووحشية تنظيم داعش، الذي يحتجز آلاف الرهائن.
وتقول مصادر ميدانية: “بينما تضيق القوات العراقية الخناق على الرمادي الواقعة غرب العراق، يحتجز تنظيم داعش آلاف المدنيين داخل المدينة، إذ يريد استخدامهم دروعاً بشرية”.
وقطعت القوات العراقية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، آخر خط إمداد للتنظيم المتشدد إلى الرمادي، لتطوق بذلك المدينة، وتجعل من شبه المستحيل على التنظيم إرسال تعزيزات لعناصره داخلها.
ويقول سكان محليون، في تصريحات صحافية: “بالنسبة للآلاف الذين ما زالوا محاصرين داخل المدينة ذات الأغلبية السنية، أصبحت الحياة أصعب مع ازدياد تحول مزاج المتشددين إلى الهوس”.
ونقلت وسائل إعلام تصريحات أدلى بها خمسة من السكان داخل المدينة، وثلاثة استطاعوا الخروج منها في الآونة الأخيرة، اتفقوا فيها جميعاً على أن الظروف في الداخل تدهورت بشدة منذ اجتاح تنظيم داعش المدينة في وقت سابق من العام الجاري.
وقال أبو أحمد: “مسلحو داعش يزدادون عدوانية وارتياباً. يمنعوننا من مغادرة منازلنا. وكل من يخرج بالمخالفة للأوامر يلقون القبض عليه ويحققون معه”، مضيفاً “نشعر أننا نعيش داخل نعش مغلق”.
من جانبه، قال الشيخ خطاب الأمير، الذي لا يزال على اتصال بأفراد من عشيرته داخل الرمادي، إن المتشددين يقيدون الحركة هناك.
وأضاف الأمير “المسلحون قسموا الرمادي إلى مجموعة من القطاعات الأصغر، ولا يسمحون بمرور المدنيين من منطقة إلى أخرى، لأنهم يشتبهون في أن يكون أي شخص في الوقت الحالي مرشداً لقوات الأمن”.
وأشار إلى أن “مزيداً من الناس يتعاونون مع قوات الأمن مع تزايد قسوة المعاملة من جانب المتشددين”.
ويقول سكان إن “عناصر داعش زادوا من الدوريات التي يقومون بها على دراجات نارية داخل المدينة للقبض على من يستخدمون هواتف محمولة والتي يحظر استعمالها في الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد”. كما وضعت المباني العالية الخالية تحت المراقبة.
وقال أبو أحمد الذي تحدث من على سطح منزله ليستقبل إشارة الهاتف المحمول الضعيفة وقد وضع على رأسه صندوقاً من الورق المقوى حتى لا ترصده دوريات داعش، إن “المتشددين يخنقوننا أكثر وأكثر. يعاملوننا كالسجناء”.
وأضاف أبو أحمد الذي أنهى المكالمة قبل أن يكمل الجملة “يجب أن أذهب الآن. أسمع دراجات داعش النارية. يمكن أن يقطعوا رأسي إذا….”.
وكانت إمدادات الغذاء تدخل المدينة من الغرب، لكن منذ أن حاصرتها القوات العراقية، يعيش السكان على حصص ضئيلة من الخضراوات وكمية صغيرة من الطحين يوزعها المتشددون.
وقال ساكن آخر اكتفى بذكر اسمه الأول وهو عمر: “نأكل الخبز القديم مع الطماطم الفاسدة”، وأضاف “أشعر أنني سأضطر لقتل الهرة التي نربيها منذ أعوام إذا لم يتبق أي شيء لنأكله”، متضرعاً إلى الله أن ينقذه وأسرته.
وأجبر نقص غاز الطهي والكيروسين، الناس على إحراق قطع من الخشب لاستخدامها كوقود. وقال البعض إن “المتشددين بدأوا تخزين فروع الأشجار وجذوعها في الأفنية لتستخدمها الأسر في الطهي”.
وكان المتشددون يوفرون الوقود لمولدات الكهرباء بالأحياء المختلفة، لكنهم توقفوا عن ذلك، وهو ما يؤدي لانقطاع الكهرباء عن السكان لساعات كثيرة.
من جهتها، قالت أم محمد، مدرسة مادة الفيزياء التي فرت من الرمادي، الأحد الماضي، ومعها والدتها المسنة، وتقيم الآن في مأوى مؤقت إلى الجنوب من الرمادي: “أخيراً ظهر الوجه القبيح لداعش. يعاملون النساء كالحيوانات. لقد ولدت من جديد. أشعر أنني كنت أمة”.