2015-12-27 الساعة 05:38م (يمن سكاي - متابعات)
قال خبراء غربيون، على صلة بالاتفاق النووي، إن هذا الاتفاق لم يردع طهران عن سياساتها “الاستفزازية”، بل ربما أطلقت يدها أكثر للعبث بملفات المنطقة.
وأفادت تقارير استخبارية أن إيران واظبت على سياساتها التقليدية، فهي تحدت عقوبات الأمم المتحدة من خلال مواصلة تصديرها الأسلحة إلى اليمن وسوريا؛ وأرسلت الجنرال قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” النخبوي، ومسؤولين آخرين فُرضت عليهم عقوبات، إلى روسيا والعراق وسوريا.
وتضيف التقارير أن التحدي الإيراني للغرب تمثل، كذلك، في إجراء عملية إطلاق صواريخ باليستية، والحكم على مراسل صحيفة “واشنطن بوست” جيسون رزيان، المعتقل منذ أكثر من عام، بالسجن.
وتشير التقارير، أيضا، إلى أن قراصنة الإنترنت الإيرانيين انخرطوا في هجمات إلكترونية على وزارة الخارجية الأمريكية، فضلا عن رفض إيران التعاون، بصورة مرضية، مع تحقيقات “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
ويصف الخبراء الغربيون ردود فعل واشنطن إزاء هذه التجاوزات بـ”للمتراخية”، لافتين إلى أن التحفّظ الأمريكي يستند على الخوف من أن اتخاذ أي موقف صارم ضد إيران قد يعطّل الاتفاق النووي، الذي وصف، عند توقيعه، بـ”التاريخي”.
ويضيف الخبراء أن الولايات المتحدة تخشى كذلك من أن أي إجراء عقابي قد يلحق الضرر بفرص حلفاء الرئيس الإصلاحي حسن روحاني في الانتخابات البرلمانية الإيرانية في فبراير المقبل، الأمر الذي سيصبّ في مصلحة المتشدّدين.
وكان المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أصر على أن بلاده ستنسحب من الاتفاقية إذا فُرضت عليها عقوبات جديدة، سواء كانت مرتبطة بالنشاطات النووية أو الإرهاب أو حقوق الإنسان.
ويرى خبراء أن واشنطن تتساهل مع طهران على أمل أن يعدل الاتفاق النووي، الذي وقع عليه بعد مفاوضات مارثونية شاقة، مسار السياسة الإيرانية، بشكل تدريجي، ويضعها في اتجاه أكثر ملاءمة لدول المنطقة.
ويحذر مراقبون من أنّ هذا التراخي في وجه “التمادي الإيراني” يعني أنه يمكن أن تحصل طهران على تخفيف العقوبات بصورة أكبر من المتوقّع، مقابل وضع قيود محدودة ومؤقتة على نشاطاتها النووية.
ويقول خبراء عسكريون إن الحفاظ على قوة الردع فضلاً عن مصداقية عقوبات الأمم المتحدة يستلزم ردوداً مجدية على الاستفزازات الإيرانية، وذلك باستخدام كامل الأدوات المتاحة أمام واشنطن.
ويطالب هؤلاء الخبراء الغرب باستخدام أسلوب العصا والجزرة معاً مع إيران التي تحدت قرارات دولية في السابق، وربما لن يطول بها الوقت كي تتعامل، بنفس المنطق، مع الاتفاق النووي.
وكانت الإدارة الأمريكية أكدت على أن الاتفاق النووي يتمحور حول الملف النووي، ولم يكن هدفه التطرّق لمخاوف مثل دعم إيران للإرهاب أو نشاطاتها الإقليمية، ولكن، في الوقت الذي حصلت فيه الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها على صفقة ضيقة النطاق، فازت إيران بصفقة أكثر شمولا بكثير، وفقا للخبراء.