أهم الأخبار

تشكيل الحوثيين للحكومة .. ماذا وراؤه؟

2016-10-04 الساعة 11:06م (يمن سكاي - متابعات)

آي إن أي: تباينت آراء الكتاب والصحفيين إزاء قرار تحالف الحوثيين وصالح في صنعاء بتشكيل ما أسموها حكومة إنقاذ وطني برئاسة عبدالعزيز بن حبتور محافظ عدن الأسبق.

 

فبينما قال البعض إن القرار هو بحث عن انتصار سياسي قبيل هدنة متوقعة رأى آخرون أن القرار محاولة جديدة لعرقلة أية جهود قد تسفر إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وسير باتجاه التقسيم.

 

وأصدر رئيس مايسمى بالمجلس السياسي الأعلى صالح الصماد قرارا بتكليف عبدالعزيز بن حبتور بتشكيل حكومة للإنقلابيين في صنعاء، وهو قرار قيل إنه تأخر كثيرا بسبب وجود انقسام بين صالح والحوثيين حول الحكومة.

 

"آي إن أي" من جهتها قرأت خلفيات قرار الحوثيين بتشكيل حكومة خاصة بهم في صنعاء ودوافع القرار من خلال رصد آراء صحفيين وناشطين تحدثوا عن هذا القرار الذي يصدر بالتزامن مع الحديث عن جولة محادثات قادمة يعد لها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ.

 

البحث عن انتصار

 

يرى عبدالسلام محمد - رئيس مركز أبعاد للدراسات - أن الإنقلابيين يبحثون عن أي انتصار سياسي وعسكري قبيل الهدنة المتوقعة .. مضيفا: "بالأمس استهدفوا سفينة إماراتية في الممر الدولي بعد فشلهم على الارض واليوم يعلنون تشكيل حكومة".

 

ولم يستبعد رئيس مركز أبعاد أن تكون الخطوة التي أقدم عليها الإنقلابيون هي من أجل الضغط على الرئيس هادي للتراجع عن نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن.

 

وأصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرارا الشهر الماضي قضى بنقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد أن استنفذ الإنقلابيون الحوثيون والمخلوع صالح خزينة البنك المركزي والتي كانت تقدر بـ 4.3 مليار دولار قبيل انقلابهم على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014م.

 

صعوبة في الإعتراف لكنها خطوة نحو التقسيم

وبينما يرى كلا من الصحفي محمد جميح والناشط فيصل المجيدي أن من الصعوبة أن تلقى خطوة الإنقلابيين بتشكيل الحكومة اعترافا، يرى كلا من عارف أبو حاتم وهمدان العليي ومصطفى راجح وحمزة المقالح أن القرار خطوة نحو انقسام عالمي تجاه اليمن وانقسام يمني باتجاه الإنفصال وخطوة نحو فصل البنك المركزي.

 

وبحسب أبو حاتم فإن تكليف الانقلابيين بن حبتور بتشكيل حكومة جديدة بصنعاء يتزامن مع غطاء أمريكي متواطئ معهم، وضاغط على الحكومة بتشكيل حكومة وطنية تسبق الانسحاب من المحافظات وتسليم السلاح إلى "طرف الثالث".

 

ويضيف: "الان يبدأ الخوف من انقسام العالم في رؤيته نحو اليمن: حكومتين وشرعيتين فضلاً عن حضورهم في الداخل وسيطرتهم على كامل مؤسسات الدولة ومقدراتها ومواردها" .. داعيا الشرعية إلى الإقدام إلى التقدم بخطوة حاسمة على الأرض تنهي الانقلاب بأقرب وقت أو سينهون هم شرعيتنا عبر أقصر الطرق - حسب قوله.

 

أما الصحفي الصحفي همدان العليي فاعتبر أن قرار شركاء الإنقلاب خطوة عملية اضافية نحو التقسيم. وخاطب العليي شركاء الإنقلاب بالقول: واصلوا.. ثم ابكوا كما تبكي النساء على الوحدة اليمنية التي اضعتموها بداية من اقتحام صنعاء في 21 سبتمبر 2014 واليوم بتشكيل حكومة لن تملأ بطون الجياع في تهامة، لكنها ستزيد من الفرقة وستنسف الجهود التي تهدف لابقاء الوحدة .. واصلوا أيها الحمقى.. ألا لعنة الله على من كان السبب".

 

ويتفق الصحفي حمزة المقالح مع العليي بتأكيده أن "إعلان الانقلابيين تشكيل حكومة فيما تبقى من جغرافيا تحت سيطرتهم هو إعلان انفصال من طرف واحد و تمرد على إرادة الشعب ونضالاته الوطنية شمالا و جنوبا".

 

من جهته يؤكد مصطفى راجح إن لجوء الإنقلابيين لتشكيل حكومة تعني أن الخطوة التالية الحتمية هي قيامهم " بفك إرتباط " للنظام المصرفي للمحافظات التي يسيطرون عليها، من خلال مواصلة البنك المركزي عمله من صنعاء كبنك موازي

 

تبدل المواقف

قرار الإنقلابيين بتكليف بن حبتور بتشكيل الحكومة أثار استغراب صحفيين حول تبدل المواقف مابين الإنتقال من مساندة الشرعية إلى مساندة الإنقلاب والعكس. وبحسب الإعلامي سمير النمري - مراسل قناة الجزيرة - يقول: يمكن تدور الأيام ويصبح الرئيس هادي مع الإنقلابيين وعلي عبدالله صالح مع الشرعية .. لا تقولوا مستحيل .. رئيس الحكومة للشرعية الحالي أحمد بن دغر كان مع صالح، ورئيس الحكومة الإنقلابية الحالي عبد العزيز بن حبتور كان مع هادي جيل بعد جيل .. مافيش حاجة مستحيل.

 

أما توفيق السامعي فيتساءل قائلا: هل يستطيع الرئيس هادي أن يتحسس صلعته وصلعة من يقف بجواره حتى لا يغدو كل شيء حوله انقلابيا وعملاء للمخلوع والحوثيين؟ .. مضيفا: "بن حبتور الذي استطاع خداع الرئيس هادي فترة من الزمن وعينه محافظا لعدن وهو الذي أدخل الحوثيين عدن يكلف اليوم بتشكيل حكومة الانقلابيين".

 

فيما يقول عبدالسلام محمد: "في الاخير الانقلاب والشرعية هو نتيجة طبيعية لانقسام المؤتمر قسم تحالف مع هادي وأخذ بن دغر لرئاسة الحكومة ونصف تحالف مع الميلشيات وأخذ بن حبتور لرئاسة حكومتهم .. مضيفا: "المصيبة أن بن دغر في 2014 كان مع صالح المتحالف مع الحوثي وبن حبتور مع هادي الذي يكرهه صالح، واليوم بن حبتور مع صالح الذي يكره هادي وبن دغر مع هادي، وهي تعبر عن حالة فريدة إسمها الحالة اليمنية".

 

 

السخرية تحضر بعد القرار

وفي المقابل قوبل صدور قرار الإنقلابيين بتشكيل ما أسموها حكومة إنقاذ بالسخرية، وبحسب الصحفي فيصل علي فإن " دولة رئيس الوزراء بن حبتور يضع الوسم النهائي لعيد الشجرة، سابقا كان شجروها شجروها ، والآن : "حبتروها حبتروها" ..حاضر يا دولة".

 

ويضيف: "أكبر مزحة في صنعاء هي تعيين بن حبتور رئيسا للوزراء، يجابروا أرواحهم مساكين .. المشكلة سترون كم من ناقصي عقول وكم من مهفوفين ومهفوفات بيلاحقوا يشتوا حقائب وزارية، قسم بينهم ياولد حبتور بالتساوي كما هم أيتام .. والله الموفق".

 

أما حمزة المقالح فيقول ساخرا: "رئيس وزراء حكومة (سلفني شكرا يا منعاه) .. وزارة لشؤون القطل .. وزارة لشؤون الشواجب .. وزارة حقوق البزغات .. وزارة الاحجار الكريمة و الجعم .. وزارة البردقان و الاسكان .. ما عاد بش واحد عاقل فيهم خلاااص قدوه الصدق."

 

ويلجأ اليمنيون كثيرا لاستخدام السخرية والنكتة السياسية للتعبير عن مواقفهم تجاه الأحداث والقضايا التي تشهدها البلاد، عزز من ذلك وسائل التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت والتي أسهمت بشكل كبير في نشر النكتة السياسية واتساع استخدامها.

 

 

آي إن أي

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص