أهم الأخبار

الحوثيون يفاقمون من عزلتهم الدولية بهجماتهم البالستية.. ويجرون اليمن إلى مستنقع من الصراع أكثر عنفا

2017-12-21 الساعة 02:25م (يمن سكاي - اليمن نت)

هجوم بالستي جديد، شنته جماعة الحوثيين المدعومة من إيران على العاصمة السعودية الرياض مساء الثلاثاء، وقالت إنه استهدف اجتماعا رفيعا لمسؤولين سعوديين في قصر اليمامة الملكي، وتوعدت القوة الصاروخية التابعة للجماعة بالمزيد من الهجمات وضرب القصور والمنشآت العسكرية والنفطية في المملكة، وتحدث زعيم الجماعة “عبدالملك الحوثي”، إن “معادلة ردع جديدة سوف تستهدف المملكة العربية السعودية.

التحالف العربي بدوره أعلن اعتراض الصاروخ في سماء المدينة، وقال المتحدث الرسمي لقوات التحالف الذي تقوده السعودية، العميد الركن تركي المالكي، ان الصاروخ كان موجها ضد مناطق سكنية مأهولة بالسكان بمنطقة الرياض ، وقد تم اعتراضه وتدميره دون وقوع أي خسائر، واعتبره دليل واضح على استمرار مليشيات الحوثي الإيرانية، في استخدام المنافذ المستخدمة للأعمال الإغاثية في تهريب الصواريخ الإيرانية إلى الداخل اليمني بكل الطرق والوسائل في انتهاك واضح لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

 

ردود غاضبة .. تتوعد باجتثاث الجماعة

وبعد ساعات من إعلان الحوثيين إطلاق صاروخ بالستي على العاصمة السعودية الرياض، أعلن التحالف التصدي له، توالت رود الفعل اليمني والدولية، كان أبرزها تصريح رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر، الذي توعد جماعة الحوثي المسلحة بالاجتثاث من جذورها، وقال إنَّ هذا الاجتثاث لا يعني “اليمنيين وحدهم بل يعني العرب والمسلمين جميعاً”.

وقال في تغريدة على تويتر: “الحوثيون وإيران نقلوا الصراع في المنطقة لمرحلة جديدة، ورفعوا سقف المواجهة والعنف، وقال إن الحوثيين جماعة مجرمة، لاتعرف غير الدم والعدوان على من حولها، ولا تقيم وزناً لحياة الإنسان، والاعتداء الآثم على الرياض اليوم واستهداف المدنيين يمثل خطراً داهماً على اليمن والمنطقة”.

أما الخارجية اليمنية فشددت في بيان لها نقلته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أن “الحوثيين بإطلاقهم لصاروخ جديد على الرياض رغم التحذيرات الدولية والأممية، دليل على تحدي الجماعة ومن خلفها إيران، للمجتمع الدولي وإصرارها على الاستمرار في الأعمال العدوانية المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم واستمرار إمدادها بالأسلحة في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن.

ووصف حزب الإصلاح اليمني هجمات الحوثيين الباليستية بالمحاولات الخرقاء، في سياق محاولة الجماعة تحويل اليمن إلى بؤرة صراع وساحة إقلاق لمحيطها خدمة للنظام الإيراني الذي يسعى إلى انتزاع اليمن من محيطها العربي، وحذر من التراخي في التعامل مع الجماعة مما يشجعها على ارتكاب مزيدا من الجرائم والانتهاكات واستهداف المدنيين، الأمر الذي يجعل المجتمع الدولي ملزم بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة الداعمة للشرعية.

جامعة الدول العربية بدورها أدانت الهجوم، وقال المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية محمود عفيفي في تصريح له، إن إطلاق هذا الصاروخ يؤكد مجددًا أن هناك إصرار لدى جماعة الحوثيين ومن يدعمها، على استهداف وزعزعة أمن واستقرار المملكة العربية السعودية، وتوسيع دائرة النزاع المسلح القائم في اليمن من خلال شن هذا العدوان الذي يمكن أن يؤدي إلى وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين الأبرياء، وأشارت أن الهجوم يصطدم مع قراري مجلس الأمن رقم (2231) والخاص بتطوير برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ورقم (2216) الخاص بتزويد المليشيات التي تعمل خارج الشرعية في اليمن بالأسلحة.

المحايدون يخرجون عن صمتهم .. ويدينون الهجوم

“سلطنة عُمان” التي اتخذت موقفاً محايداً من الأزمة اليمنية، وتجمعها علاقة جيدة بطهران والحوثيين، ولم تشارك في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، هي الأخرى نددت بالهجوم، وقالت وزارة الخارجية في بيان لها، إن السلطنة تعبر عن أسفها العميق لتصعيد العنف غير المبرر في اليمن، وعلى وجه الخصوص استخدام الصواريخ البالستية على عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض.

وقالت “الحكومة الألمانية” إنّه لا يوجد مبرر لإطلاق الحوثيين صاروخ بالستي على الرياض، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار ومفاوضات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة، واستنكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إطلاق الصواريخ مجددا من اليمن على عاصمة المملكة العربية السعودية، وقال لا يمكن أن يكون هناك مبرر لمثل هذا العمل، يجب أن تتوقف الهجمات الصاروخية على السعودية.

أما وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو فكان بيانه أكثر حدة وغضبا، واعتبر إطلاق جماعة الحوثي صاروخًا باليستيًا باتجاه العاصمة السعودية الرياض، “يبعد فرص التوصل لحل تفاوضي”،

وقال البيان “إن عمل المتمردين الحوثيين هذا يشكل تهديدًا للسلام والاستقرار الإقليميين، كما يبعد فرص التوصل إلى حل تفاوضي وشامل للأزمة التي تعيشها اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات “، وقد حان الوقت لوضع حد لدوامة العنف التي تغذيها مثل هذه التصرفات من تحد لا داعي له من جانب الحوثيين.

اتساع العزلة الدولية على الحوثيين .. وعقوبات قد تطال طهران

وتوسعت دائرة العزلة التي تواجهها جماعة الحوثيين، بعد الهجوم الأخير وباتت كل المؤشرات تتحدث عن الخيار العسكري الذي بات يلوح في الأفق رغم فاتورته المكلفة.

ووصفت مجموعة السفراء المعتمدين لدى اليمن، مشيرين إلى أن أعمال الحوثيين المتمثلة في إطلاق هجمات صاروخية على المملكة، يشكل عقبة خطيرة أمام الحل السلمي في اليمن.

وأعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أن بلادها ستبحث في الأيام المقبلة عدة خيارات لاتخاذ إجراءات في مجلس الأمن ضد إيران، مثل فرض عقوبات لانتهاك قرار حظر إرسال أسلحة إلى اليمن، ووضعت هايلي لائحة الإجراءات الممكن اتخاذها خلال اجتماع للمجلس حول إيران، تحفظت عليها مباشرة وبشكل قوي روسيا التي ترتبط بعلاقات ودية مع طهران.

 

طهران غاضبة

من جانبها واصلت طهران نفي الاتهامات الأمريكية والسعودية بتسليح الحوثيين في اليمن، وقال بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية ليست لدينا أي علاقة تسلح مع اليمن، واعتبر أن “الحصار” الذي فرضته السعودية وحلفاؤها العرب المشاركين عسكريا في اليمن ضد الحوثيين يجعل من المستحيل تسليم أي أسلحة.

وبرر هجمات الحوثيين بالقول إن اليمن بات يبحث عن تقنيات داخلية ليدافع عن نفسه من العدوان والهجمات المتواصلة، واعتبر أن الأسلحة التي يملكها الحوثيون اليوم، هي تلك التي تركتها الحكومات السابقة في القواعد العسكرية، في إشارة إلى الرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح”الذي قتله الحوثيون مطلع ديسمبر الجاري.

ونشرت وكالة تسنيم الإيرانيَّة (شبه الرسمية) تقريراً تحاول من خلاله تفنيد الادعاءات بكون الصاروخ الذي عرضته نيكي هايلي إيرانياً؛ واعتمد على زيادة مدى الصاروخ قيام 100كم عن مداه الحقيقي 800كم؛ كما أشار إلى صورة توضح وجود خلفية لصاروخ بركان مقعرة فيما صاروخ قيام-1 بخلفية مسطحة.

لكن الوكالة أشارت إلى أنَّ  المؤكد “هو أن السبائك المستخدمة في صناعة هيكل هذا الصاروخ من مادة الألمنيوم، وذلك خلافاً للصواريخ اليمنية الأخرى المصنعة مثل صواريخ سكود المصنعة من الحديد الصلب. فقضية من أين حصل اليمنيون على هذه السبائك وصنعوا منها هيكل هذا الصاروخ ليست معلومة، لكن ما هو معلوم أن هذه السبائك تستخدم في إيران وبعض الدول الأخرى، لكنها كانت من داخل اليمن ولم تورد اليه من خارج أراضيه”.

وفيما يتعلق بالدوائر الإلكترونية أو الأجزاء الصاروخية التي “تحمل عبارات تدل على الصناعات الصاروخية الإيرانية” قالت الوكالة “فإنه ونظراً للحصار الشامل الذي يفرضه التحالف السعودي على اليمن، يصبح نقل المعدات العسكرية إلى هذا البلد أمراً مستبعداً لكن إلصاق أو نقش مثل هذه الشعارات على الأجزاء المختلفة فهو امر سهل”.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص