أهم الأخبار

عضو البرلمان البريطاني روس تومسون محذراً من "خطيئة كبيرة" تقترفها بريطانيا في الرضوخ لوكيل إيران القاتل في اليمن (ترجمة)

2018-11-28 الساعة 05:59م (يمن سكاي - نيوز يمن)

 

الحوثيون جماعة شريرة تنمو بقوة مع كل إدانة نوجهها لمعارضيهم، وليس من طبيعة المملكة المتحدة استرضاء جماعة تمثل هكذا تهديد.

الحوثيون جعلوا اليمن رهينة تحت سيطرتهم، وبالتالي فإن الدعوات إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد بمثابة خطيئة لنا، ولن تخدم الشعب اليمني.

جماعة الحوثي التي تسمي نفسها (أنصار الله) ليست إلا قوة إيرانية وكيلة في شبه الجزيرة العربية. ومن فظاعة هذه الجماعة أنها سلمت في الشهر الماضي طلاب المدارس اليمنيين بطاقات هوية للعام الدراسي تحمل شعارات وكتيبات تتحدث عن قيمها الزائفة.

نفذ المتمردون الحوثيون، الذين يمثلون أقلية صغيرة في شمال البلاد، انقلاباً عنيفاً ضد الحكومة اليمنية في عام 2015 واحتلوا غالبية البلاد بمساعدة من الأسلحة الإيرانية. وتم طرد مليشيا الحوثيين من الساحل الجنوبي عندما تدخل "التحالف العربي" بناءً على طلب الحكومة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنهم تمسكوا بميناء الحديدة الاستراتيجي والعاصمة صنعاء ضد رغبات السكان المقيمين في تلك المناطق.

وخلال السنوات الثلاث الماضية، قامت مليشيات الحوثيين بسرقة شحنات مساعدات موجهة إلى السكان المدنيين، ومارست عمليات ابتزاز من أجل تحويلها لبعض المناطق، كما جندت المئات من الأطفال للقتال في ساحات المعارك، وزرعت الآلاف من الألغام الأرضية في المناطق المأهولة، وأشرفت على تدهور الوضع الإنساني داخل الأراضي التي تحتلها.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، أعرب رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيسلي، عن هلعه إزاء اكتشاف كميات هائلة من الألغام زرعها الحوثيون داخل مستودعات الحبوب.

والأعظم من ذلك كله، أن الحوثيين رفضوا الحضور إلى أي محادثات سلام رسمية برعاية الأمم المتحدة، كان آخرها في سبتمبر من هذا العام.

لقد جلب تمرد الحوثيين ثروة وقوة هائلة إلى قيادتهم، الذين يعيشون اليوم في قصور، ويمشون في مواكب بشوارع صنعاء كالملوك المحاربين، بغض النظر عن بُغض اليمنيين لهم.

شكل اقتصاد الحرب عاملاً مهماً لصالح الحوثيين، فطالما استمروا في الاستيلاء على ميناء الحديدة الاستراتيجي - والذي من خلاله تدخل 70٪ من واردات البلاد- سيكون بإمكانهم تمويل جهودهم الحربية وأنماط حياتهم من خلال ممارسة ابتزاز المساعدات والوقود، فضلاً عن تهريب الأسلحة الإيرانية.

يعلم الحوثيون جيداً أن الأوضاع الإنسانية في المناطق التي يسيطرون عليها صارت متردية للغاية نتيجة ممارساتهم الشريرة، ولذا فإن أية تسوية سلمية ستؤدي في نهاية المطاف إلى استبعادهم من العملية السياسية، وسيتعرضون للعقاب من السكان المدنيين.

كما يعلم الحوثيون أن التحالف العربي يتحمل الكثير من الانتقادات الدولية جراء تبعات هذه الحرب، وبالتالي يسعى المتمردون إلى مزيد من التدهور في البلاد، آملين أن يتوقف التحالف بضغط من المجتمع الدولي. وتزايدت الدعوات إلى وقف إطلاق النار، حيث دعت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى وضع حد للأعمال العدائية، وطالبت الأخيرة بإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ولذا، فإن الدعوات إلى إنهاء الحرب في اليمن من جانب واحد بمثابة خطيئة كبيرة، وتنازل لمليشيا الحوثيين. كما أن الحرب الأهلية في اليمن لن تتوقف في حال غادر التحالف العربي، لأن من يقاتل في المقام الأول هم يمنيون مهتمون كثيراً بمستقبل بلادهم. وهذا بدوره لن يعالج الظروف التي أفضت إلى هذه الحرب - وهي بالتحديد، رفض الغالبية اليمنية لحكم مجموعة من الغزاة الحوثيين.

وقد تم منع التحالف من شن هجوم على الحديدة لأكثر من عام، ولذا فإن انسحاب التحالف من مناطق الحديدة يعني مزيداً من التغلغل الحوثي، وتحول الحرب إلى مرحلة دموية أسوأ.

والأهم من ذلك كله، أن الوكيل الإيراني -الحوثيين- سيحكم مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود السعودية الجنوبية، وستكون الرياض عرضة لعدوان دائم من نسخة شبيهة بـ"حزب الله" اللبناني.

إن دعوات وقف إطلاق النار تصب بشكل مباشر في مصلحة الحوثيين. ولذا، فإن الطريقة الوحيدة والسريعة لجلب مليشيا الحوثيين إلى طاولة المفاوضات هي مواصلة الضغط العسكري عليهم، وهذا بالطبع، يتطلب تقديم الدعم للتحالف وتهديد الحوثيين بعمل عسكري منسق في حال رفضوا التجاوب.

يريد الحوثيون دق إسفين بين السعوديين وحلفائهم الغربيين، ولكنهم إذا واجهوا معارضة موحدة، فلن يكون لديهم خيار سوى التخلي عن الحديدة على الأقل.

وهذا يتطلب إلى الشجاعة البريطانية لإيقاف الحوثيين، وعدم الرضوخ لأي تهديدات، وعدم استرضاء مجموعة تحمل أجندة إيرانية. فالحوثيون جماعة شريرة تنمو بقوة مع كل إدانة نوجهها لمعارضيهم، وليس من طبيعتنا استرضاء جماعة تمثل هكذا تهديد.

> عضو البرلمان البريطاني، الاسكتلندي روس تومسون، نشر مقالة مطولة ومركزة نشرتها صحيفة "هافينغتون بوست" البريطانية، ويعيد نيوزيمن ترجمة ونشر النص العربي.

 
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص