أهم الأخبار

مغلق أمام اليمنيين ومفتوح لقيادات الحوثيين.. تحقيق: مطار صنعاء مزدحم بالرحلات مقارنة بمطار عدن والأمم المتحدة ناقل رسمي

2021-03-10 الساعة 03:44م (يمن سكاي - )

كشف تحقيق صحفي استقصائي، عن ازدهار الملاحة الجوية في مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين، والمفترض أنه مغلق منذ عام 2016، مقارنة بمطار عدن الدولي الخاضع لسيطرة الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي، جنوب البلاد، والذي شهد عدد رحلات أقل بكثير، رغم أنه مفتوح أمام جميع الرحلات التجارية.

وقال التحقيق الذي نشرته شبكة الجزيرة القطرية على موقعها الإلكتروني، إن العشرات ممن لديهم علاقة جيدة مع المنظمات يغادرون اليمن من مطار صنعاء الدولي، "عبر طيران الأمم المتحدة للخدمات الإنسانية (UNHAS) ویصل العشرات إلیه ممن ینتمون بشكل ما إلى المنظمات الأممیة أو الدولیة "وهم لیسوا موظفین رسمیین فیها".

وأضاف التحقيق، أن المطار المغلق "أمام اليمنيين؛ مفتوحا لفئة من الناس"، بمن فيهم العديد من "قيادات الحوثيين الذين يسافرون من مطار صنعاء عبر طیران الأمم المتحدة أو الطیران الُعماني الذي یأتي إلى المطار من وقت إلى آخر".

وكان التحالف العربي الذي تقوده السعودية أعاد إغلاق مطار صنعاء الدولي في اغسطس/آب 2016م، بعد أن فتحه بشكل مؤقت لعودة العالقين في الخارج، شريطة مرور الطائرات القادمة والمغادرة عبر مطار بيشة السعودي لاستكمال إجراءات التفتيش على الركاب والأمتعة.

ويفرض التحالف العربي حظرا جويا وبحريا وبريا على اليمن بالتنسيق مع الحكومة، وذلك لمنع تهریب الأسلحة للمتمردين الحوثيين، ومنع وصول خبراء إيران وحزب الله اللبناني للأراضي اليمنية لمساعدة المليشيا في الحرب التي أشعلتها باجتياح المدن نهاية 2014، وأدت لاحقا لتدخل عسكري عربي في مارس 2015م.

واستعرض التحقيق شهادات للعديد النشطاء الذين غادروا وعادوا إلى اليمن عبر مطار صنعاء الدولي بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظماتها، وسلطات الحوثيين المتحكمة بصنعاء.

ومن بین هؤلاء عمار محمد، وهو اسم مستعار لموظف في إحدى المنظمات الإنسانیة الدولیة. قال "إنه غادر من مطار صنعاء في ینایر/كانون الثاني 2020 لحضور مؤتمر دولي بإحدى الدول الأوروبیة ولیس له علاقة بعمل المنظمة الإنسانیة في الیمن".

وبحسب التحقيق فإن عمار "غادر خلال عامين من مطار صنعاء بعلم الحوثیین والتحالف العربي والأمم المتحدة أكثر من 5 مرات".

وعن كيفية تمكن فئة من الناس من المغادرة والعودة عبر مطار صنعاء على متن طائرات الأمم المتحدة، قال أحد موظفي الصليب الأحمر، إنه "يجب أن یكون (الشخص المراد السفر) موظفا بإحدى المنظمات الأممیة العاملة بالیمن أو في الصلیب الأحمر أو "أطباء بلا حدود" لیحصل على استمارة مغادرة، وبعد ذلك یقوم بإرسالها عبر المنظمة التي یعمل فیها إلى التحالف العربي الذي یعطي الموافقة الأخیرة على الأسماء التي سوف تصل المطار أو تغادر منه".

وأشار التحقيق إلى مشاهدة معده الزميل "أصيل سارية"، والذي كان عائداً من الأردن إلى مطار عدن ومنها برا إلى صنعاء، إعلانا في مطار الملكة علياء بعمان "على المسافرین، عبر طیران الأمم المتحدة إلى مطار صنعاء الدولي، التوجه إلى البوابة رقم 3 ".

وقال معد التحقيق إنه عندما اقترب من البوابة "لم یشاهد وفودا سیاسیة ودبلوماسیة كبیرة. كان هناك مسافرون یمنیون، استطاعوا أن یجدوا منفذا للسفر عبر هذه الرحلات المباشرة إلى صنعاء".

ولفت التحقيق إلى الصعوبات والآثار الانسانية التي تسبب بها إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات التجارية، والرحلة الشاقة التي يتكبدها الألاف من اليمنيين للسفر برا إلى عدن أو سيئون ومنها إلى الخارج، وما يواجهون من مخاطر الاعتقال والتأخير من قبل أطراف النزاع، فضلا عن التكاليف المالية الباهظة.

وعرض أمثلة لسفر إحدى الناشطات عبر طيران الأمم المتحدة عبر مطار صنعاء، فيما زميل لها، والاثنين محسوبين على الحوثيين، تكبد رحلة طويلة للمغادرة وعلق في الخارج، ولم يتمكن من العودة لعدم وجود علاقة جيدة له مع المنظمات الأممية.

وعن عدد الرحلات التي يستقبلها مطار صنعاء، قال التحقيق إن الهيئة العامة للطيران لم تتفاعل مع طلبات الحصول على إحصائيات، "لكن المدیر الفني بالهیئة الدكتور مازن الصوفي أخبرنا بوجود رحلتین إلى 3 رحلات یومیا في أغلب الأحیان منذ إغلاق المطار".

وأضاف "قمنا بعمل نقطة مراقبة خاصة بالقرب من المطار لمراقبة الطائرات التي تهبط وتقلع منه وتوصلنا إلى أنه استقبل خلال الفترة بین یونیو/حزیران وأغسطس/آب 2020 أكثر من 270 رحلة، أي بمعدل 3 رحلات أو رحلتین یومیا وتصل أحیانا إلى 4 رحلات".

وأوضح التحقيق أنه بالمقارنة في نفس الفترة، "استقبل مطار عدن الدولي جنوب الیمن والمفتوح أمام جمیع الرحلات 220 رحلة، أي أن مطار صنعاء المغلق استقبل رحلات أكثر من مطار عدن المفتوح أمام جمیع الرحلات".

وذكر التحقيق أنه ومن خلال تتبع حركة الطيران عبر موقع "فلایت رادار 24"، "اتضح وجود رحلات مسجلة من وإلى مطار صنعاء في أیام محددة. كما تظهر بیانات الموقع أن الرحلات المسیرة من وإلى المطار تجریها شركة "Air Taquan "الأمیركیة مقرها مدینة كیتشیكان بولایة ألاسكا".

وتطرق التحقيق إلى وصول مبعوث إيران لدى الميليشيا "حسن إيرلو" إلى صنعاء، وخروج من يوصف من عينته الميليشيا سفيرا في سوريا " عبد الله صبري" المعين في سوريا، وكيف يتمكن هؤلاء وغيرهم من قيادات الحوثيين من المغادرة والعودة إلى صنعاء، في الوقت الذي تم إغلاق المطار من قبل التحالف بحجة منع دخول من اسماهم بـ"مستشارین إیرانیین إلى الیمن للعمل مع الحوثیین".

ونقل عن مصدر إعلامي مقرب من جماعة الحوثیین، قوله، إن السفیر الإیراني دخل الیمن كجزء من اتفاق رعته الولایات المتحدة للإفراج عن رهائن محتجزین لدى الحوثیین، إضافة إلى دخول 240 عالقا من جماعة الحوثیین منهم قیادات من الصف الأول عبر مطار صنعاء بوساطة عمانیة".

وأكد التحقيق أن"عامة الیمنیین لا يملكون إلا انتظار الیوم الذي یفتح فیه مطار صنعاء للجمیع، في غیاب ضغط حقیقي نحو إعادة فتحه من قبل الأمم المتحدة، حیث یستأثر موظفوها والقریبون منهم وأصحاب العلاقات النافذة والحوثیون بخاصیة السفر دون عوائق".

ويدحض التحقيق وما تضمنه من معلومات، مزاعم المليشيات وشكاويهم المتكررة من إغلاق مطار صنعاء، حيث اعتادت المليشيا تحميل الأمم المتحدة والتحالف العربي مسؤولية وتبعات الإغلاق المطار، وتنشر بين الحين والأخر تقارير عن آلاف الوفيات من المرضى المحرمين من السفر للخارج عبر المطار، فيما يسافر قياداتها والمقربين منها في رحلات خاصة بأشراف الأمم المتحدة.

وكان المصدر أونلاين، حصل منتصف فبراير الفائت، على معلومات من مصدر خاص، تؤكد قيام مكتب الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بتهريب قيادات حوثية من وإلى داخل صنعاء، على متن طائرات الأمم المتحدة، والتي تحصل على تصاريح من تحالف دعم الشرعية.

وتشير المعلومات إلى قيام الأمم المتحدة خلال عام ٢٠٢٠م، فقط بتهريب عشرات القيادات الحوثية فضلاً عن خبراء إيرانيين وعراقيين وسوريين ولبنانيين من الميليشيات التابعة لطهران، من وإلى صنعاء، وذلك بأسماء وهويات مزوّرة باعتبارهم "يمنيون مرضى".

وأكد المصدر أن الأمر بلغ حد تفاخر قادة حوثيين بأن مكتب الأمم المتحدة ومنظماتها عبر "رجالهم" فيها يعملون معهم ليس فقط في تهريب قيادات وخبراء بل في نقل تقنيات ومعدات تخدم معركتهم بالإضافة إلى المعدات الطبية التي يحتاجون إليها عبر طائرات الأمم المتحدة.

تجدر الاشارة إلى أن تقارير داخلية للأمم المتحدة متعلقة بالميزانيات السنوية، اطلع المصدر أونلاين في فترات سابقة، تضمنت توصيات وتشجيع ما اسماها "عملية استرداد التكاليف بين المنظمات" والبعثات المختلفة فيما بينها البين عبر الاستفادة المكاتب والأصول، بما فيها رحلات الطيران والمقاعد الفارغة وتأجيرها مقابل 90دولار.

ويبدو أن الأمر تعدى "عملية استرداد التكاليف بين المنظمات"، ووصل إلى تسيير الطيران الأممي رحلات جوية ذات طابع تجاري غير معلن يخدم الحوثيين بشكل أساسي في نقل قياداتهم والخبراء الأجانب الداعمين لهم، إضافة إلى العوائد المالية الكبيرة التي تحصل عليها الجماعة تحت مسمى رسوم المطار والهبوط والخدمات ومناوبة الخدمات الأرضية والتي تزيد عن المليون دولار في مطار صنعاء وفقا لموازنة البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة للعام 2020.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص