أهم الأخبار

من مدير عام المالية بهيئة الاستثمار إلى بائع "مخلل عُشار" في شوارع صنعاء.. قصة كفاح تقهر الظروف

2021-04-30 الساعة 10:59م (يمن سكاي - )

بعد أن قَسَتْ عليه الحياة جراء انقطاع المرتبات وسنوات الحرب، لجأ أحد الموظفين الحكوميين إلى بيع مخلل "العشار" في شوارع صنعاء، لتوفير ما أمكن للعيش مع أسرته وتوفير حياة كريمة لهم.

دفع الواقع المؤلم الذي صار إليه اليمن في ظل الصراع المستمر منذ ست سنوات، مدير عام الشؤون المالية في الهيئة العامة للاستثمار بصنعاء "رضوان صالح القربى"، إلى شوارع المدينة التي ظل يخدم فيها كموظف حكومي لأكثر من 15 عاماً.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل صورة "القربي" وهو يبيع مخلل "العشار"، قالوا إنها التقطت له وهو أمام "سوبر ماركت الهدى" في شارع الزبيري وسط العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأشار النشطاء الى أن القربي اضطر لذلك، بعد سنوات طويلة من تراكم الديون جراء انقطاع الراتب.

"المصدر أونلاين" استطاع الوصول إلى القربي الذي قال عبر الهاتف إن "الواقع الصعب لم يصبني باليأس بل العكس دفعني إلى الأمام".

وأضاف القربي لـ"المصدر أونلاين": كنت مدير عام الشؤون المالية ولكن الوضع مثلما أنت فاهم تدهور في أغلب الجهات الحكومية، وهذا سبب جعلني انطلق بمشروعي هذا".

وأعاد القربي فكرة مخلل العشار، إلى والدته التي سمى المشروع باسمها "عشار أم رضوان" وقال: "هي مَثَلي الأعلى وسندي بعد الله تعالى، الحمد لله والشكر لله، الإقبال كبير".

تُعِدّ والدة "القربي" وزوجته مخلل العشار في البيت، وينشط هو للبيع في شارع الزبيري، لكنه كما قال يطمح للتوسع أكثر والانتشار وإرضاء العملاء الذين أعجبهم المنتج وصاروا يترددون أكثر في طلب المزيد.

يقول رضوان، إنه بدأ في بيع العشار قبل شهر رمضان بفترة قصيرة، معرباً عن أمله في أن يزدهر منتجه أكثر وأكثر كونه "مصدر الدخل الوحيد وأن لا يكون مصدر دخل مؤقت في رمضان فقط".

ورغم تقلب الحياة عليه، والوضع الحالي، إلا ان طموح رضوان كبير جدا "طموحي أتوسع على مستوى المحافظات، وأحول المنتج إلى علامة تجارية ومشروع مستقل يدر بالدخل لي ولأسرتي ولمن ساعدني من أسرتي".

رضوان واحد من العديد من اليمنيين الذين كانوا ميسوري الحال، لكن الحرب وما جلبته سنواتها من انقطاع للمرتبات وتدهور للوضع الإنساني، دفعته مع الكثير من الموظفين الحكوميين والأكاديميين ودكاترة الجامعة إلى رصيف البطالة والعمل بالأجر اليومي في أعمال شاقة لا يلبي مردودها إن وجد أبسط الاحتياجات الأساسية.

يشير رضوان في حديثه لـ"المصدر أونلاين" إلى الواقع من منظور المتفائل والراضي بقدر الله والساعي إلى تحسين حياته والاعتماد على عمله الحر، ويأمل في سبيل ذلك أن يحصل على تمويل أو دعم من المنظمات أو الجهات التي تدعم المشاريع الصغيرة.

ولا ينسى في مقابلته أن يشيد بدور زوجته التي وقفت معه "مساندة وداعمة في ظل تقلبات الزمان وفي كل الظروف. هي ملهمتي بعد الله سبحانه وتعالى وبعد والدتي الغالية".

الجدير ذكره أن المرتبات انقطعت منذ أكثر من أربع سنوات، وتبرر ميليشيا الحوثي في صنعاء عدم دفعها بنقل البنك المركزي إلى عدن، فيما تقول السلطات الحكومية إن الحوثيين انقلبوا على اتفاق ستوكهولم الموقع بين الجانبين برعاية أممية أواخر العام 2018، ونهبوا ايرادات الدولة من الحساب الذي كان مخصصاً للمرتبات وحولوها لصالح المجهود الحربي.

وما بين حجج هذا الطرف واعذار الآخر، يبحث "رضوان" والآلاف من موظفي الدولة عن مصادر رزق محدودة تعينهم على متطلبات الحياة، آملين أن ينتهي الصراع والحرب في أقرب وقت ويعودوا إلى وظائفهم وأعمالهم وحياتهم الطبيعية التي سُلبت منهم في وضح النهار.


 

 
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص