2021-10-29 الساعة 06:54م (يمن سكاي - )
أثارت صورة للمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، "ديفيد غريسلي"، التقطت في مديرية "العبدية" جنوبي مارب، غضباً شعبياً واستياءً واسعاً في أوساط الناشطين والكتاب اليمنيين، الذين رأوا أن الزيارة المتأخرة للمسؤول الأممي أتت لدعم الميليشيا.
وجاءت الصورة للمسؤول الأممي الرفيع بعد أيام من سيطرة ميليشيا الحوثي على مديرية "العبدية" جنوبي مأرب، بعد حصارها لأسابيع مع تكثيف الهجوم البري والقصف المدفعي عليها، ما أدى لهدم عدد من المنازل وكذا قصف المستشفى الوحيد في المديرية.
صورة "غريسلي" التقطت له بجوار قيادات في الميليشيا بينهم القيادي "عبدالمحسن الطاووس"، الذي يلعب دوراً كبيراً في سيطرة الميليشيا على المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الأممية والدولية.
زيارة مشبوهة
المديرة التنفيذية لمؤسسة "فتيات مأرب" انتصار القاضي، قالت في منشور على حسابها في فيس بوك، إن مديرية العبدية ظلت محاصرة لمدة شهرين من الحوثي، ولم تستجب الأمم المتحدة لكل النداءات للتدخل وزيارتها.
وأضافت "القاضي"، أنه "بعد سيطرة الحوثيين وتهجير أهلها (سكان العبدية) ظهر منسق الشؤون الانسانية مع مدير مجلس الإغاثة الحوثي في العبدية.
وأشارت "القاضي" ساخرة إلى أن المسؤول الأممي قام بهذه الزيارة لكي "يطمئن على وضع مقاتلي الحوثي".
الإعلامي "سمير السروري" قال أيضاً إن مديرية العبدية ظلت لمدة شهرين محاصرة من الحوثي، ولم تستجب الأمم المتحدة لكل النداءات للتدخل وزيارتها.
وأضاف "السروري" أنه بعد سيطرة الميليشيا عليها "ظهر المنسق الإنساني الأممي يدخلها مع الجماعة".
الناشط "بلال الربية" بدوره أشار إلى الصورة وقال إن "هذه حقيقة تعامل الأمم المتحدة ومن يعمل معها، يقتاتون على أنين الضحايا في مناطق الصراع".
وأضاف "الربية" أن مسؤولي تلك المنظمات "لا يخجلون من الانحياز لمليشيا انقلابية ارهابية ويرقصون فوق جثث الضحايا وعلى أنقاض المنازل المدمرة".
زيارة سياسية لدعم الميليشيا
الأكاديمي والناشط "رائد الثابتي" وهو من أبناء مديرية "العبدية"، قال في تصريح خاص، إن "هذه الزيارة لا تمت للإنسانية بصلة، لأنها جاءت في الوقت الضائع بعد قتل الناس وبعد أسرهم وبعد اقتحام المنازل، وبعد أن هدأت الأمور وتشرد الناس من المديرية جاء المسؤول الأممي منسق الشؤون الإنسانية ليذرف دموع التماسيح".
وأضاف "الثابتي" "الحقيقة أن الزيارة لم تكن إنسانية بقدر ما كانت سياسية تدعم الميليشيا وتعزز موقفها أمام الداخل والخارج".
وأكد الثابتي أن هذه الزيارة وهذا العمل "يدل دلالة واضحة أن هذه المنظمات تعمل في السر وفي العلن مع ميليشيا الحوثي".
مطالبات واحتجاجات
بدوره استنكر نائب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة "مأرب" سعود اليوسفي، الصمت الأممي على جرائم الميليشيا في محافظة مأرب.
ودعا اليوسفي في منشور على حسابه في "فيس بوك"، وزارة الخارجية اليمنية إلى "وقف التعامل مع المبعوث الدولي للأمم المتحدة احتجاجا على استمرار قصف المواطنين والنساء والأطفال بالصواريخ من قبل الميليشيا الحوثية".
وطالب "اليوسفي" بـ "إبلاغ مجلس الأمن بذلك".
شركاء حرب
في السياق علق الصحفي "علي عويضة" على الزيارة بالقول: "هؤلاء لم يعودوا مسؤولين أممين نزيهين، هؤلاء شركاء حرب مع ميليشيا الحوثي التي تقتل اليمنيين".
وأضاف، في منشور على صفحته بـ"فيسبوك" أنه لم يجتمع الشركاء كما اجتمعوا في هذه الصورة، المنسق الأممي "ديفيد غريسلي"، والمنسق الحوثي "الطاووس" في صورة واحدة بعد أن نفذوا مذبحة "العبدية".
وقال "عويضة" إن السلطات المحلية والمنظمات ظلت تطالب لأسابيع الأمم المتحدة أن تقوم "بدورها في إنقاذ أهالي العبدية من الحصار والقتل الذي كانت تمارسه الميليشيا، لكن منظمات الأمم المتحدة المرتهنة في صنعاء لم تفعل شيئاً سوى بيانات خجولة لا ترقى لحجم الكارثة".
وتابع: "بعد أن تم كل شيء بنجاح، وقتل سكان العبدية واختطف الحوثيون الجرحى والمصابين والمرضى والأطفال، أتى "غريسلي" ليبيض صفحة الحوثيين القذرة الملطخة بالدماء، وليتبادل الضحكات مع قادة الميليشيا ويشرب معهم كأس النصر، كأساً مملوء بدماء اليمنيين التي تعتاش منها منظمات الأمم المتحدة، غير مبالية بدورهاً والمسؤولية التي على عاتقها".
وأشار الصحفي "عويضة" الى أن "دور الأمم المتحدة في اليمن لم يعد نزيهاً، بل أصبحت أداة بيد الميليشيا وداعميها الإقليميين والدوليين"، لافتاً الى أن "تقاريرها الإنسانية أصبحت فقط للشحاتة باسم اليمن، بينما يموت اليمنيون جوعاً وتكبر كروش قيادات الميليشيا وموظفو المنظمات الأممية".