أهم الأخبار

حياة في العراء.. آلاف النازحين جنوب الحديدة يفتقرون لأبسط مقومات الحياة ويشكون إهمال المنظمات

2021-11-28 الساعة 02:01ص (يمن سكاي - المصدر أونلاين لمياء الشرعبي)

يشهد نازحو محافظة الحديدة معاناة شديدة في المخيمات والمديريات التي نزحوا إليها، فبعد إعلان القوات المشتركة انسحابها من الساحل الغربي لمحافظة الحديدة أصاب المواطنون هناك خوف ورعب رافقه ارتباك جعلهم ينزحون دون وجهة أو خارطة، تاركين خلفهم منازلهم وأثاثهم ليكون المجهول طريقهم الذي سلكوه فارين من ميليشيا الحوثيين، ويكون التشرد الشيء الوحيد الذي لاقوه في دربهم.

 

وكانت حركة النزوح من مديريات الحالي والتحيتا والدريهمي والمراوعة، وهي المناطق التي دخلها الحوثيون بعد انسحاب القوات المشتركة، ونزحت بعض الأسر الى مديرية الخوخة في محافظة الحديدة، و مديرية المخا التابعة لمحافظة تعز وغيرها من المناطق الخالية من تواجد الحوثيين فيما لا يزال هناك عدد من الأسر لم يُعرف مكان تواجدهم.

 

هروب إلى المجهول

 

نزحتْ أغلب الأسر في الحديدة من بيوتها ولم تجد ملاذاً آمناً أو ملجأ يقيهم من جحيم الحوثيين وشظف الحياة، ما تسبب في معاناة كبيرة لآلاف الأسر النازحة.

"فيصل دوفي" أحد النازحين مع أسرته من قرية النخيلة في مديرية الدريهمي، فر من منطقته مع أسرته ولم يأخذوا معهم شيئاً من أثاثهم.

 

وفي حديثه لـ"المصدر أونلاين" يقول "دوفي" إنهم نزحوا إلى منطقة "الحَيمة"، وظلوا تحت الأشجار في العراء هو وأطفاله وزوجته بدون أي شيء يقيهم حر النهار أو برد الليل.

ويضيف قائلاً "كانت ليلة سيئة جدا على زوجتي وأطفالي الصغار، ولم يطلع الصباح إلا بعد عناء شديد بسبب البرد والرياح".

 

وبعد انقضاء تلك الليلة استضاف أحد النازحين فيصل وأسرته وأكلوا عنده الطعام ليواصلوا السير إلى مدينة الخوخة، وهناك وجد أحد أصدقائه فاستضافه ببيته وذهب هو يبحث عن مأوى لهم.

ويتابع فيصل حديث فيقول "تواصلت مع مدير الوحدة التنفيذية بمديرية الدريهمي وأطلعته على حالتي وكذلك مدير المديرية ولم يحركوا ساكنا، وحتى الآن لم يتم تسجيلي في أي منظمة ولا نملك أي شيء".

 

ووردت حالات من النزوح كان سببها التهجير القسري من قبل الحوثيين، فبحسب بيان أصدره مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة في 24 نوفمبر الجاري، فإن الحوثيين قاموا بتهجير العديد من الأسر قسريا، وقاموا بترحيل معلمة تدعى "سمية" إجباريا في مديرية الدريهمي واعتقال طفل يبلغ من العمر 16 سنة في المديرية ذاتها .

 

كما أشار البيان إلى أن الحوثيين قتلوا أربعة مواطنين في مديرية الحالي أثناء محاولتهم النزوح، مبينا أنهم قاموا بسحل المواطنين وربطهم على جذوع الأشجار.

كما قامت الميليشيا بقتل 4 مواطنين وأم وطفلها في مديرية التحيتا بالإضافة إلى اقتحام منازل المواطنين في مديرية "المراوعة" حسب ما جاء في البيان.

 

تداعيات الانسحاب

 

"أحمد بلعوص" أحد العاملين في مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة يقول لـ"الـمصدر أونلاين" إن الناس تركوا أثاثهم ومنازلهم وكافة أغراضهم في مساكنهم التي كانوا فيها لعدم وجود وسائل نقل لتحميل أغراضهم وعدم تلقيهم إشعار مسبق بالانسحاب".

 

ويشير "بلعوص" خلال حديثه "للمصدر أونلاين"  إلى أن أكثر من 2000 مشرد موزعون في مناطق المخا، الخوخة، الزهاري، والقطابة"، مضيفاً "لا زلنا نجري البحث وهناك أسر لا نعلم أماكن تواجدها حتى اللحظة".

يوضح بلعوض شارحا وضع النازحين بالقول إن أغلب النازحين لم يتمكنوا إلى الآن من إيجاد منازل تأويهم، فعشر أسر تتواجد في حوش واحد.

 

أما عن آثار الانسحاب على السكان والمنطقة فقد ترك مجالا للحوثيين بالدخول، ما نتج عنه اعتداء ونهب ممتلكات من نزحوا حسب ما أشار إليه "بلعوص".

 

حميد الخزان مسؤول الوحدة التنفيذية في محافظة الحديدة قال "للـمصدر أونلاين" إن إحصائيات عدد النازحين في مديرية الدريهمي والتحيتا تبلغ ألف و169 أسرة.

 

فيما تتواجد 380 أسرة نازحة حالياً في مخيم تم إنشاؤه مؤخراً في منطقة "الوعرة"، كما تتواجد في مديرية المخا أكثر من 300 أسرة نازحة من أبناء الحديدة، وتتوزع بقية الأسر النازحة لدى مجتمع مضيف أو في منازل مستأجرة.

 

تفاقم أوضاع النازحين

 

الأمم المتحدة أعلنت عن نزوح حوالي 6 آلاف و 200 شخص في محافظة الحديدة غربي اليمن، منذ 12 نوفمبر الجاري، حيث جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

 

وقد نزحت حوالي 700 عائلة (نحو 4900 شخص) إلى مدينة الخوخة، بينما نزحت 184 عائلة أخرى (نحو 1300 شخص) جنوبا إلى منطقة المخا (جنوب الحديدة)"، فيما تحدث البيان عن "إنشاء موقع جديد للنازحين، يتألف من 300 خيمة، لاستقبال العائلات النازحة حديثا في مديرية الخوخة".

 

وتشير مفوضية الأمم المتحدة إلى أنه بعد أكثر من خمس سنوات من الصراع، يحتاج أكثر من 80 في المائة من إجمالي سكان اليمن، إلى المساعدة الإنسانية، فيما يعتمد ما يقرب أربعة ملايين نازح وعائد ولاجئ وطالب لجوء على المساعدات الإنسانية المنتظمة للبقاء على قيد الحياة.

 

وكانت المنظمة الدولية للهجرة طالبت بتقديم 170 مليون دولار أمريكي في عام 2021 لتلبية الاحتياجات المتزايدة للنازحين والمتضررين من النزاع والمهاجرين في اليمن، وتم استلام حوالي نصف هذه الأموال فقط، ليتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن البالغة 3.85 مليار دولار أمريكي بنسبة 57 في المائة فقط.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص