2021-12-28 الساعة 04:03م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
المصدر أونلاين - وضاح محمد
"الدولة حاضرة بفاعلية في مأرب، على عكس المناطق الأخرى في اليمن، إذ تتمتع مارب بهياكل حكومية فعالة، وإن كانت ضعيفة"، كان هذا مجمل ما لخصته زيارة فريق خبراء لجنة العقوبات الأممية الخاص باليمن، إلى محافظة مارب عام 2020، في إحاطتهم السنوية التي قُدِمت لمجلس الأمن نهاية يناير2021.
في تلك الأثناء، يناير 2021، وفيما كانت ميليشيا الحوثي تحشد وتسلّح مقاتليها بمختلف الأسلحة لخوض الحرب في معركة أسمتها "معركة مارب الكبرى" وفق ما أطلقت عليها "وكالة مهر الإيرانية" لاحقاً، كانت الجماعة ما تزال على قائمة الإرهاب، بعد قرار واشنطن إدراجها كمنظمة إرهابية أجنبية، أي قبل يوم من مغادرة ترمب للبيت الأبيض.
لتتصاعد الأحداث مذ ذاك الوقت ولمدة عام كامل وما تزال، وسيطر المشهد المأربي على الساحة اليمنية، بل والساحة الإقليمية والدولية، بيوميات الحرب وتداعياتها على امتداد جبهات المحافظة التي وقفت عصيّة أمام هجمات الحوثيين منذ ست سنوات، وتضم أكثر من مليوني نازح فروا من مناطق سيطرة الميليشيا، وبات الجميع؛ مؤخراً، يترقبون خبر الفصل في قولها، بحدثٍ هنا أو شائعةٍ هناك، لكنها ظلت "تلك مارب التي نعرف"، جبارة في وجه الطغاة، وملاذاً للمشردين والمهجرين.
وفيما يلي أبرز المواقف والأحداث التي شهدتها محافظة مأرب، بدءا بالجوانب العسكرية والميدانية والسياسية ومن ثم الإنسانية، والتي شكلت مصفوفة الحصاد المأربي بأهم تطوراته ومستجداته اليومية خلال عام 2021.
في الأول من فبراير أعلنت الأجهزة الأمنية بمأرب ضبط خلية حوثية نسائية كانت تخطط لتنفيذ أعمال تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار بالمحافظة، ولم تمر سوى بضعة أيام؛ وتحديداً في اليوم السابع من فبراير، حتى بدأت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران هجماتها الفعلية على مارب، صاروخين باليستيين على المدينة وتصعيد عسكري من الجهة الغربية على امتداد جبهات صرواح وهيلان، وعلى بُعد عشرات الكيلومترات من تلك الهجمات الانتحارية التي يصدّها الجيش مسنوداً بالمقاومة؛ كانت المدينة تدشن انطلاق فعاليات معرض مارب الأول للكتاب بمشاركة دور نشر محلية وعربية.
بالتزامن، جاء قرار الخارجية الأميركية بإلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، بدءا من 11 فبراير، جاء هدية كما تشتهي أنفس الحوثيين وتلبية لرغباتهم في التصعيد بهجمات متعددة الأهداف، من ضمنها استهداف مخيمات النازحين، كما حصل في مخيم الزور بمديرية صرواح حيث قصفته المليشيا، منتصف فبراير، بصواريخ باليستية وكاتيوشا، ما أدى إلى نزوح كامل للأهالي، واقتحمته بعد ذلك وأحرقت الخيام وزرعت الألغام داخل المساكن وفي الطريق المؤدي إليه.
أواخر فبراير اشتدت المعارك في جبهات صرواح والكسارة وتسللت العناصر الحوثية إلى أطراف البلق، حيث دارت معركة لن ينساها اليمنيون من تاريخهم، استُشهد فيها العميد عبدالغني شعلان قائد قوات الأمن الخاصة وقائد عملياته العميد نوفل الحوري وقائد كتيبة الحماية المقدم أمجد الصلوي وآخرين، فجر يوم الجمعة 26 فبراير، في المعركة الشهيرة التي استمرت نحو 65 ساعة متواصلة، تم خلالها القضاء على أغلب المهاجمين الذين تجاوز عددهم 500 عنصر حوثي بينهم قيادات ميدانية، حسب ما نشره المركز الإعلامي للقوات المسلحة آنذاك.
وفي 19 مارس، تمكنت القوات الحكومية من كسر هجمات شنتها المليشيات الحوثية خلال يومين متواصلين في جبهتي هيلان والكسارة، وأسفرت عن مصرع أكثر من 83 حوثياً، إلى جانب عشرات الجرحى، ودار حديث عن وساطات قبلية واتصالات غير رسمية تطلب السماح بإخلاء جثث قتلى المليشيا من مناطق المواجهات على أطراف البلق والكسارة وهيلان.
ولم يكن يوم 26 مارس، يوماً عادياً بالنسبة لمارب، التي تشهد جبهاتها معارك متواصلة، ومنها جبهة الكسارة حيث استُشهد قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن أمين الوائلي، أثناء قيادته للمعركة هناك، ومَثلَ مقتله خسارة كبيرة للجيش الوطني، وفق مراقبين عسكريين.
وبشكل شبه يومي؛ ظلت جبهة الكسارة مهيمنة على عناوين الأخبار في وسائل الإعلام المحلية والإقليمية، إذ شهدت؛ وما تزال، معارك استنزاف لميليشيا الحوثي دون تقدم يذكر، وعلى الرغم من التضحيات التي يقدمها الجيش لصدّ تلك الهجمات التي توصف بالانتحارية لعشرات الأنساق الحوثية، إلا أن الجبهة ما تكاد تهدأ نسبياً حتى تعاود المليشيات هجماتها غير مبالية بخسائرها البشرية والمادية الكبيرة.
وفي منتصف شهر أبريل، الذي صادف دخول شهر رمضان، نشرت "وكالة مهر الإيرانية" مقالاً بعنوان "لنصومن غداً في مأرب ولنفطرن بتمرها"، وذلك ضمن التحشيد الطائفي الإيراني لدعم ميليشيا الحوثي في هجومها ضد مأرب، لكن ومع انتهاء شهر رمضان كانت الميليشيا قد دفنت 522 جثة من عناصر مقاتليها خلال الشهر فقط، وفق وسائل إعلام حوثية.
وفي الخامس والعشرين من أبريل، وصلت المعارك ذروتها على طول الجبهات الغربية، وبدا أن الحوثيين يستميتون لتحقيق أي اختراق في الجبهات، ما دفع الجيش الوطني والمقاومة لتكثيف التحصينات العسكرية في الجبهات المشتعلة، بعد اشتداد المعارك التي استُشهد فيها رئيس النيابة العسكرية اللواء عبدالله الحاضري، في جبهة المشجح بصرواح غرباً.
رافق استشهاده خبراً لوكالة الأنباء الفرنسية، عن أن "الحوثيين حققوا اختراقاً مهماً في التقدم نحو المدينة مركز المحافظة" بعد سقوط جبهة الكسارة بالكامل في أيديهم، وتناقلت الخبر وسائل إعلام عديدة، ليتضح بعد ذلك أنها فبركة لأخبار اعتمدت في معلوماتها على حساب مزور يديره أحد الحوثيين في وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي 19 من مايو، شب حريق ضخم في موقف لمقطورات الغاز بمنطقة العرقين شمال المحافظة، إثر استهدافها من قبل عناصر تخريبية بعضها مرتبط بميليشيا الحوثي، حسب ما نشرته وكالة سبأ الرسمية.
لم تتغير الأوضاع الميدانية في الجبهات الغربية لعدة أسابيع، وظلت في إطار يوميات الحرب المتكررة التي تشهد كراً وفر، دون تحقيق أي تقدم، وتركزت هجمات الميليشيا المتتالية والتي تعتمد تكتيك "الأمواج البشرية" على جبهتي المشجح والكسارة وهما الجبهتان اللتان شهدتا أعنف المعارك خلال العام 2021.
ما حدا بميليشيا الحوثي إلى تحريك أدواتها في أكثر من جهة لإرباك المشهد ونشر الفوضى وإقلاق السكينة العامة، حيث استحدثت عناصر تخريبية تابعة لها مواقع بالقرب من الخط الدولي بمنطقة العرقين في الأول من شهر أغسطس، واندلعت اشتباكات عنيفة انتهت بالقضاء على العناصر التخريبية، واستشهاد قائد اللواء الثاني حماية طرق العميد عبدالواحد دوكر الحداد وعدد من أفراده.
ومع بداية شهر سبتمبر انتقلت المعارك إلى الجبهات الجنوبية إثر اختراق حققته ميليشيا الحوثي الإيرانية باتجاه محافظة شبوة سيطرت فيها على المديريات الغربية الثلاث والتي تقع على الحدود من مارب وفتحت الطريق منها نحو مارب من الجهة الجنوبية بالسيطرة على مديرية حريب، وكثفت من هجماتها في محاولة لتحقيق تقدم في الجبهات الغربية والجنوبية، مستغلة "ماكينة دعاياتها" لحشد المزيد من المقاتلين للاحتفال بذكرى انقلاب 21 سبتمبر داخل المدينة، وكالعادة مرت الذكرى بانكسارات أشد وخسائر أقسى في مختلف الجبهات.
وفي الحادي والعشرين من سبتمبر بدأت المليشيا حصار مديرية العبدية والتقدم نحوها مستخدمة مختلف الأسلحة لقصف القرى والمستشفى الوحيد بالمديرية، وخلال ثلاثة أسابيع من المعارك العنيفة المتواصلة بعد تطويق المديرية من كل الجهات تمكنت من الدخول إلى المديرية واختطفت المئات من الجرحى والمقاتلين.
وشهد شهرا أكتوبر ونوفمبر تصعيداً عنيفاً في الجبهات الجنوبية للمحافظة، ودفع الحوثيون بالمئات من عناصرهم لإحداث أي تقدم في الجبهة، ورغم تراجع القوات الحكومية إلا أن مناطق الاشتباكات ما تزال على حالها في خريطة المواجهات، حيث تتمترس قوات الجيش والمقاومة على امتداد جبهات البلق والعمود والجوبة وملعاء، والثابت الوحيد في المواجهات هو كثافة الخسائر البشرية والمادية التي تتلقاها ميليشيا الحوثي.
وكان يوم الثالث عشر من ديسمبر، يوماً فارقاً في تخليد المعارك المصيرية للدفاع عن مارب، وسُطرت فيه إحدى الملاحم البطولية التي شهدت أحداثها الجبهة الجنوبية وتحديداً البلق الشرقي، جرت معركة من مسافة صفر؛ كما يتحدث مقاتلون، يقودها "أبو منير" اللواء الركن ناصر الذيباني رئيس العمليات الحربية بوزارة الدفاع، وبعد ساعات من المواجهات العنيفة، قُتِل مع عدد من رفاقه، في ليلة تشبه تلك التي قضى فيها "أبو محمد" عبدالغني شعلان قائد قوات الأمن الخاصة بمارب، وهو يقود معركة البلق أواخر مارس.
رافق الوضع العسكري والميداني تحرك سياسي قوي للسلطة المحلية بمارب ممثلةً بمحافظ المحافظة سلطان العرادة، الذي أدار المشهد السياسي بذكاء وحنكة واقتدار على المستوى القبّلي والمحلي والإقليمي، ومَثلَ حضوره في مناسبات عديدة بتصريحات وخطابات سياسية حصيفة؛ نقطة تحوّل في مسار المعركة على مختلف الجبهات ومعنويات لليمنيين في الداخل والخارج.
فمن لقائه بالمتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد تركي المالكي على ضفاف سد مارب في التاسع من مارس؛ بعد أن زعمت مليشيا الحوثي سيطرتها عليه، إلى تدشين المناقشات العلنية لـ 30 رسالة ماجستير في جامعة إقليم سبأ في الخامس من أبريل، ومن ثم استقباله؛ مطلع أبريل، المبعوث السويدي إلى اليمن لمناقشة مستجدات الأوضاع في المحافظة.
وفي 29 من أبريل عُقد لقاء موسع للسلطة المحلية برئاسة المحافظ، للوقوف على آخر التطورات الميدانية والعسكرية؛ دعا فيه شباب اليمن للالتحاق بمعسكرات التدريب في الجيش للدفاع عن مستقبلهم، "ومواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية التي جاءت بمبادئ مغايرة لمبادئ الشعب اليمني وقيمه وهويته".
عزز مخرجات تلك الدعوة وصول رئيس الوزراء معين عبدالملك إلى مدينة مأرب رفقة عدد من الوزراء؛ في الخامس من مايو، وعقد اجتماعات متعددة مع قيادة الجيش الوطني والسلطة المحلية وعدد من القيادات العسكرية ومحافظي المحافظات، لمناقشة الجوانب الميدانية والعسكرية في جبهات القتال، والدعم والإسناد الحكومي والشعبي المستمر للمعركة المصيرية.
وفي 21 من أكتوبر، خاطب العرادة عبر تقنية الاتصال المرئي، سفراء الدول الخمس دائمة العضوية لدى مجلس الأمن، "مأرب لم تفقد أي من عوامل صمودها والمليشيا تستهدف المدنيين بالصواريخ الباليستية"، بعد أن أطلعهم على مجمل الأوضاع في المحافظة والتبعات الإنسانية المترتبة على الأعمال الإرهابية لمليشيا الحوثي، وجهود السلطة المحلية في الاستجابة لهذه التطورات وتوفير الاحتياجات الإنسانية الطارئة للمدنيين والنازحين.
وفي الأول من نوفمبر، أصدرت أحزاب مارب بياناً شديد اللهجة يدين صمت المجتمع الدولي إزاء جرائم مليشيا الحوثي بالمحافظة، ويستغرب سوء إدارة التحالف وخذلان الشرعية، ويدعو إلى استنهاض كافة الطاقات والإمكانيات المحلية والوطنية وتوحيدها وتوجيهها نحو مهمة الدفاع عن مارب والمشروع الوطني.
وبعد أيام، وفي ذروة حملة شائعات الحوثية عن مغادرة العرادة مارب، ظهر يترأس اجتماعاً للجنة الأمنية بالمحافظة، ووجه خطاباً شهيراً لليمنيين والحلفاء والمجتمع الدولي، وأبرز رسالة كانت من نصيب ميليشيا الحوثي "لن يدخلوها ولو خرج حسين الحوثي من قبره"، وتصدر خطابه وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لأيام عدة.
شهِدَ العام 2021، هستيريا حوثية غير مسبوقة بالقصف العشوائي المتواصل على مدينة مأرب ومخيمات النزوح فيها، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة والكاتيوشا وغيرها من الأسلحة الثقيلة، تزامناً مع الحملة العسكرية التي بدأتها في السابع من فبراير، حيث قُصفت المدينة في ذلك اليوم بصاروخين باليستيين، وسقط العديد من الضحايا المدنيين.
استمر القصف بشكل شبه يومي مستهدفاً المخيمات والأسواق وأحياء المدينة المكتظة بالنازحين، ففي منتصف مارس قصفت المليشيا سوق شعبي بالمدينة ما أدى لاستشهاد مدنيين وإصابة 7 بينهم مهاجر إفريقي، ومخلفاً أضراراً مادية كبيرة.
وفي 22 من مارس، انعقد المؤتمر الإنساني الأول في محافظة مارب، حول الدور الإنساني للمحافظة خلال سنوات الحرب، قُدِمت فيه نبذة موجزة عن وضع النازحين والاحتياجات الإنسانية وخطة الاستجابة الطارئة للسلطة المحلية للعام 2021.
وفي شهر يونيو، "شهر ليان" وتحديداً 5 يونيو، ارتكبت الميليشيا الحوثية جريمة هزت المنطقة، حيث قصفت محطة وقود في حي الروضة بصاروخ باليستي، أدى لسقوط ضحايا بينهم "الطفلة ليان طاهر عايض فرج" ذات الخمسة أعوام، التي تفحمت جثتها وجثة والدها تماماً، وانتشرت الصور على نطاق واسع، وأنكرتها الميليشيات وادّعت أن الحادثة في سوريا، لكنها عادت واعترفت بفعلها وكأن جريمة لم تكن.
وفي ذات الشهر، تضاعفت صواريخ الحوثية على المدينة، كانت أبرزها، استهداف منزل الشيخ القبلي علي بن حسن بن غريب بالصواريخ الباليستية مرتين خلال أسبوع، واستهداف مسجداً وسجناً للنساء وسط المدينة بصاروخين باليستيين أعقبتهما بطائرتين مفخختين، أسفر عن استشهاد ثمانية مدنيين وإصابة أكثر من 27 آخرين.
ومن 21 سبتمبر وحتى 15 أكتوبر، استمرت مليشيا الحوثي بحصار سكان مديرية العبدية البالغ عددهم أكثر من 35 ألف نسمة، وقصفت قراهم بالأسلحة الثقيلة والطيران المسيّر، بما في ذلك مشفاهم الوحيد المكتظ بالمرضى والمصابين ليخرج عن الخدمة بشكل تام، وبعد ثلاثة أسابيع من الحصار كانت الحصيلة مئات الضحايا من المدنيين بينهم نساء وأطفال واختطافات بالجملة.
وفي 26 من سبتمبر، وبعد إيقاد محافظ مارب ورئيس هيئة الأركان الشعلة التاسعة والخمسين لثورة ٢٦ سبتمبر في حفل جماهيري وكرنفالي وسط المدينة، استهدفت الميليشيا منزل "العرادة" بصاروخين باليستيين، خلفا أضراراً مادية جسيمة في المنزل والمنازل المجاورة.
واختتمت الحوثية شهر أكتوبر بجريمتين مروعتين، قصف صاروخي باليستي استهدف منزل الشيخ عبداللطيف القبلي نمران في منطقة العمود بالجوبة، وأسفر عن استشهاد 12 مدنياً وإصابة آخرين، وصاروخين باليستيين استهدافا مسجداً ومركزاً للسلفيين في ذات المنطقة أدى لاستشهاد وإصابة 39 مدنياً بينهم نساء وأطفال.
مرّ العام 2021، بكثير من الأحداث والتطورات على مختلف الأصعدة التي شهدتها البلاد بأكملها، ولعلنا نتفق أنها كانت سنة ثقيلة ومؤلمة لمأرب خاصة واليمن عامة، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، أو على مستوى الوضع الإنساني والمعيشي والاقتصادي، لكنها كذلك كانت سنة أثقل على ميليشيا الحوثي ومن وراءها إيران التي استنفرت بكل أدواتها في هذه الحرب التي أرادتها في أيام وفق تقديرات خبراء الحرس الثوري الإيراني على لسان "جوقة إعلام محور المقاومة"، وها هي تُكمل العام وما تزل تُراوح مربع خيباتها وعثراتها البائسة على أبواب مأرب.
وأكثر من ذلك، فقد اختُـتمت السنة بحدثٍ بارزٍ ربما لم يتوقعه أحد، وهو مقتل مندوب الحرس الثوري الإيراني لدى الحوثيين، المدعو حسن إيرلو، في 21 من ديسمبر، بعد نقله بطائرة عسكرية عراقية إثر "إصابته بفيروس كورونا"، كما تزعم الميليشيا وإيران، بينما يرجح الكثير استهدافه من قبل طيران التحالف العربي بغارة منتصف ديسمبر، وأياً كان سبب موته؛ إلا أن غيابه عن المشهد قد ينعكس بشكل كبير على تغييرات لصالح القوات الحكومية على الأرض وعلى طاولة المفاوضات.