أهم الأخبار

مأرب.. موسم زراعي قطفت ثماره الحرب

2022-02-26 الساعة 03:50م (يمن سكاي - )

ألقت الحرب بظلالها على الموسم الزراعي في محافظة مأرب هذا العام، وأصبح المزارع على مشارف نهاية الموسم يأمل السلامة من الخسارة فقط، متخففاً من آمال الربح الوفير الذي كان يرجوه.

 

كانت المؤشرات واضحة منذ بداية الموسم على الصعوبات الكثيرة التي تنتظر المزارعين، فالمدخلات الزراعية من بذور وأسمدة ومعدات كانت مرتفعة الأسعار، ومع تقلبات أسعار الصرف والوضع الاقتصادي الهش، كان الكثير من الموردين للبذور يطلبون الدفع بالعملات الصعبة، سواء للبيع النقدي أو الآجل.

 

هذه الظروف أدت إلى تقليص المساحات الزراعية إلى النصف أو أقل هذا العام، كما أفاد موردو بذور البطاطس بأنهم باعوا أقل من ثلثي الكميات التي كانوا يبيعونها كل عام، فيما قال مورد آخر أنه قام بتوريد ثلث الكمية السنوية فقط هذا العام، نظراً لارتفاع الأسعار.

 

ارتفاع أسعار بذور البطاطس رافقه ارتفاع في أسعار الأسمدة، وارتفاع في أجور المعدات الزراعية، حيث ارتفعت ساعة الحراثة إلى 20 ألف، ويتحجج سائقو المعدات الزراعية بارتفاع سعر مادة الديزل في السوق السوداء، وعدم توفره بالسعر الرسمي.

 

انقطاع الطرقات

يعتمد المزارعون في مأرب على تسويق منتجاتهم الزراعية في صنعاء وتعز، وكان أمامهم طريقين إلى تلك المناطق، إما عبر طريق (مأرب الجوبة البيضاء) وهو الخيار الرئيسي، أو طريق (مأرب الجوف صنعاء)، وهو طريق صحراوي لا تسلكه إلا الشاحنات الكبيرة.

 

وأدى اندلاع المعارك في مديريات مأرب الجنوبية إلى قطع الطريق الذي يمر عبرها باتجاه محافظة البيضاء، واضطر المزارعون لسلك طريق جديد عبر التوجه إلى عتق ثم بيحان والتوجه إلى البيضاء عبر مديريتي حريب والجوبة، وهو ما زاد التكاليف على أجور النقل بنسبة كبيرة.

 

لكن هذا الطريق سرعان ما انقطع بعد دخول المعارك إلى مديرية بيحان غربي شبوة، ثم مديريات عين وحريب، وتحولت تلك الطريق إلى منطقة عسكرية، ومنعت القوات الحكومية السيارات من المرور عبرها.

وشهدت تلك الطريق مغامرات غير محسوبة في بداية اندلاع المعارك، حيث قتل بعض سائقي شاحنات النقل جراء القصف والألغام التي زرعت في تلك الطريق.

 

واضطر المزارعون إلى التوقف عن بيع المنتجات الزراعية أو المرور بها عبر طريق الجوف الصحراوي، الذي يعد هو الآخر مغامرة كبيرة نظراً لوعورته، حيث تتعطل الكثير من الشاحنات في الطريق بسبب صعوبته.

 

مشاكل متراكمة

ويقول "صالح سهيل"، للمصدر أونلاين، إن كافة المزارعين في مأرب واجهوا عدة مشاكل هذا الموسم، ابتداء من عدم توفر بذور البطاط واعتماد شرائها بالعملة الأجنبية، مما صعب على المزارع تسديد قيمتها المؤجلة بسبب تدهور العملة المحلية.

وأضاف "سهيل"، في حديثه، أن من المشاكل أيضاً "انعدام الأسمدة، وخاصه اليوريا، وكذلك المبيدات".

ومن المشاكل التي واجهت المزارعين وفاقمت الوضع، كلفة أجور العمالة، وعدم توفر الميكنة الزراعية، إضافة إلى صعوبة التسويق لإغلاق الطرق وصعوبة ومشقة الطريق، وعدم فتح المجال للصادرات الزراعية إلى الدول المجاورة.

كما تسبب "انعدام مادة الديزل كليا إلا بالسوق السوداء" في ارتفاع أجور المعدات الزراعية وأجور النقل، وفقاً لحديث "سهيل".

وأشار "سهيل"، إلى عدم توفر ثلاجات للتخزين، وعدم وجود مصانع تستوعب المنتجات الزراعية المحلية، مما كبد المزارع خسائر فادحة هذا الموسم.

 

رئيس ملتقى المزارعين في مديرية "الوادي" (تحت التأسيس) "حسن دخنان"، وافق الكثير مما قاله "سهيل" حول أسباب تدهور الموسم الزراعي هذا العام.

وأشار "دخنان" في حديثه للمصدر أونلاين، إلى جملة من الأسباب أدت إلى هذا التدهور، من بينها ارتفاع أسعار الأيدي العاملة وأجور الحراثات، وارتفاع أسعار البذور والمستلزمات الأخرى ذات الصلة بالزراعة، واعتماد أسعارها إن توفرت بالعملة الصعبة.

 

ومن الأسباب التي ذكرها "دخنان" أيضاً، تدهور الريال أمام العملات، وكذلك الأسعار المتدنية للمنتجات الزراعية، لأسباب منها أن العرض أكثر من الطلب.

 

وأضاف "دخنان" أن من بين المعوقات التي واجهت المزارعين هذا الموسم صعوبة الطرقات وانعدام مادة الديزل لنقل المنتجات واعتمادها على الشراء من السوق السوداء، إضافة إلى ضعف الإنتاج نتيجة لعدة عوامل من بينها الطقس ونوعية البذور.

وقال "دخنان"، إنه كان يفترض أن يخصص ديزل بالسعر الرسمي لسيارات نقل المنتجات الزراعية، من أجل المساعدة في الكلفة التي تحملها المزارع بشكل كامل.

 

مزارع البرتقال

موسم البرتقال هذا الموسم هو الآخر شهد ركوداً كبيراً مقارنة بالمواسم السابقة، كانت الطرقات هي السبب الأبرز لهذا الركود.

وقال عدد من التجار الذين تحدث إليهم مراسل "المصدر أونلاين"، إنهم واجهوا صعوبات كبيرة في عمليات النقل إلى الأسواق، وخاصة إلى صنعاء والمحافظات المجاورة لها.

وأضاف التجار، أنه على الرغم من قلة المعروض في الأسواق، إلا أن القدرة الشرائية للمواطنين كانت ضعيفة، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي الذي أفرزته الحرب.

وأشار التجار إلى أن ارتفاع أسعار مادة الديزل وأجور العمال، ضاعف من الخسائر، إضافة لتدهور سعر العملة، وفارق الصرف بين صنعاء ومأرب.

وعلى الرغم من أن الموسم الزراعي شارف على الانتهاء، لايزال الكثير من مزارع البرتقال تحمل ثمارها، في انتظار بيعها وتسويقها، وهذا التأخير يؤثر بشكل كبير على الأشجار وعملية الإزهار والإنتاج.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص