أهم الأخبار

أنهت الثانوية بعد الأربعين.. "فاطمة" سيدة حضرمية واجهت تثبيط المجتمع وأصبحت رائدة في الأعمال التطوعية

2022-08-27 الساعة 07:43م (يمن سكاي - )

على الرغم من تثبيط المجتمع لـ"فاطمة شظي" بهدف ثنيها عن مواصلة مسيرتها التعليمية، الا أنها أصرت على استكمال دراستها رغم سنوات من التوقف، لتصبح واحدة من أكثر النساء نشاطاً في مجال التطوع لخدمة الآخرين في مديريات وادي حضرموت (شرق اليمن).

 

شظي، واحدة من النساء القلائل المكافحات لاسيما في ظل الأوضاع الراهنة، ترعرعت ونشأت في مدينة القطن بوادي وصحراء حضرموت، تبلغ من العمر 40 عاماً، لم تخضع للواقع المحيط بها، بل سخرت جل إمكانياتها لأجل تحقيق طموحها المنشود.

 

 

في حديث لـ"المصدر أونلاين" تقول الأربعينية "فاطمة شظي" إنها "أكملت دراستها إلى صف أول ثانوي، وبعدها أوقفت القيد لأكثر من عشر سنوات لأسباب خاصة أجبرتها على ذلك"، مشيرة الى أنه "على الرغم من سنوات التوقف إلا أنها مصرة على إكمال دراستها بهدف الحصول على درجة علمية اعلى".

 

 

وأشارت "شظى" إلى أن "ظروفاً قاهرة اعترضتها وأرغمتها على التوقف عن مواصلة التعليم في السنوات الماضية"، كما أشارت إلى أن "تربية وتعليم ولديها (محمد ومريم) إلى جانب تدريس نفسها أخذ منها وقتا وجهدا كبيرا".

 

وذكرت "فاطمة شظى" أن السبب وراء شغفها الكبير والدافع الرئيسي للتعليم، "حب الاستطلاع، ومعرفة كل جديد، كان هذا هو الدافع الحقيقي لي، والشغف والحماس اللذان يجتمعان دائماً معاً".

تقول "فاطمة" إن "الكثير من الصعوبات واجهتها خلال فترة عودتها إلى الدراسة، خصوصاً بعد توقف دام لسنوات"، مشيرة إلى أنها كانت تحاول تجميع بعض الكتب للمذاكرة، لاسترجاع ما يمكن استرجاعه من معلومات لمنافسة زميلاتها في الفصول الدراسية.

 

تجاوزت فاطمة حديث المجتمع المحيط لها واستطاعت تنظيم وقتها حسب ما تطلبته المرحلة الجديدة من حياتها بين الدراسة وتربية الأطفال وعمل البيت، الى جانب عملها الذي تتعيش منه وأبناؤها.

 

 

وأوضحت، بأنها "مرت بالكثير من الأحداث التي صقلت شخصيتها وجعلتها أقوى وأفضل من قبل على المستوى التعليمي والاجتماعي، لافتةَ بأنها راضية عن أحداث مرت بها بالرغم من صعوبتها، إلاّ انها تفتخر بنفسها لتخطيها الكثير من العقبات"، مضيفة "كتبت قصتي في كتاب تم طبعه أول طبعه في المملكة العربية السعودية عنوانه (أحداث أيقظتني) جمعني مع كتاب من مختلف الوطن العربي، تجميع ناصر بن مشبب".

 

وإلى جانب التعليم الحكومي، تقول فاطمة إنها "استمرت في طلب العلم في الدورات وأخذت بعض الشهادات ومنها "شهادة T. O. T للتدريب من مكتب التعليم الفني والتدريب المهني، وشهادة الاحتراف في العمل التطوعي من الجامعة الأميركية".

 

وتحدثت أنها تقوم بتقديم المساعدات للآخرين ومد يد العون لهم من خلال قيادتها لـ"ملتقى بصمة قوارير" وفريق "بهم نرتقي"، والذي يضم مجموعة من النسوة، ويهدف إلى تقديم المساعدة للآخرين في المحافظة بشكل تطوعي.

 

من جانبها "تقول "مريم نزيه" بنت "فاطمة شظي" إن والدتها "لم تتركهم هي وشقيقها على الرغم من انشغالاتها في العمل الطوعي وصقل نفسها مع مرور الأيام".

 

وذكرت، بأن والدتها تقوم بتوفير كافة الوسائل التعليمية، لاسيما التي لم تستطع المدارس توفيرها لهم في الإجازات، وعودتهم على التعليم الذاتي في المنزل حتى أيام الدراسة".

وحسب "بن وبر" احدى صديقتها المقربات فقد رفضت "شظي" الجلوس في البيت كباقي نساء المحافظة، وقامت بتأسيس أفرقة تطوعيه لخدمة المجتمع، واستمرت على هذا الحال ومن نجاح إلى نجاح، حتى أصبحت مدربة في دورة العلاقات الأسرية والحياة الاجتماعية مع الأطفال.

 

وأشارت إلى أن لديها ثقة كبيرة وطموح عالي، هدّم كل عائق يقف في طريقها، وتؤكد بن وبر إن أعمالها التطوعية التي تقوم بتنفيذها وصلت مديريات وادي وساحل حضرموت.

 

وأشادت بن وبر، بصديقتها شظي، كونها تحقق لها الكثير من أهداف ظلت ترسمها، قائلة: "بجهودها المبذولة نحو الفتاه والمجتمع، أتوقع أن تصل إلى مديرة مؤسسه خيرية عملاقة على مستوى اليمن، مضيفةً بأن هذا هو دائماً ما تحلم به، فقد جمعت عملها التطوعي ودراستها وأعمال البيت وتربية أولادها، وأصدقائها تحت سقف واحد وعائلة واحدة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص