2023-02-17 الساعة 12:20ص (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
يشكل وصول سفن تجارية إلى ميناء الحديدة ضربة جديدة للحكومة التي تخسر مورداً مهماً من مواردها ويزيد من معاناة الاقتصاد الوطني الذي ما زال يكابد منذ أشهر في محاولة للتخفيف من آثار هجمات الحوثيين على موانئ تصدير النفط، شرقي البلاد، أواخر العام الماضي.
وأكدت مصادر عدة لـ"المصدر أونلاين"، وصول سفن مشتقات نفطية وتجارية خلال الأيام الماضية إلى موانئ الحديدة، والتي اقتصرت خلال سنوات الحرب على استقبال سفن المشتقات النفطية والمساعدات، في خطوة جاءت في إطار تفاهمات مسقط الجارية بين السعودية وميليشيا الحوثي.
وفي تفصيل ذلك قال الصحفي بسيم الجناني إن السفن التي وصلت تحمل بضائع كانت ممنوعة من الدخول إلى مينائي الحديدة والصليف مثل "الحديد، الإسمنت، زيت الطبخ"، وتم السماح لها أخيراً، منوهاً أنه "تم فتح مربط راس عيسى لسفن النفط بعد توقفه منذ ما يقارب ست سنوات وبالأمس ربطت الناقلة ALSAFA في راس عيسى وعلى متنها 30 ألف طن من الديزل".
وأشار الجناني إلى "وصول الباخرة ASMA إلى رصيف ميناء الصليف وعلى متنها 40 الف طن كلينكر - أسمنت"، إضافة إلى "وصول الباخرة ASENA إلى رصيف ميناء الحديدة على متنها 3900 طن من زيت الطعام "التجاري" بعد أن كان الزيت مقتصراً استيراده على المساعدات التابع للمنظمات فقط".
إضافة إلى ماسبق قال الجناني إن "الباخرة ANGELINA وصلت صباح اليوم إلى رصيف ميناء الصليف وعلى متنها 27 الف طن من الحديد".
وفيما يخص "الحاويات" قال الجناني إن "الكثير من الشركات الملاحية طلبت بيانات من الميناء عن المتطلبات لاستقبال سفن الحاويات ومن المتوقع تصل بواخر حاويات في الأسابيع القادمة".
وحول آلية التفتيش الأممية قال الصحفي الجناني إنها "لاتزال كما هي وآخر السفن الواصلة خضعت للتفتيش بحسب مصدر في ميناء الحديدة وهناك احتمال غير مؤكد حتى الآن بأن يتم إلغاءها مستقبلاً".
ومنذ أكثر من شهر تمارس ميليشيا الحوثي ضغوطاً على التجار في مناطق سيطرتها وتلزمهم بحصر الاستيراد عبر موانئ الحديدة، وقالت مصادر مطلعة إن الميليشيا ألزمت تجاراً في منافذ الجمارك التي استحدثتها بمناطق سيطرتها الحدودية مع مناطق سيطرة الحكومة على توقيع تعهدات بالالتزام بذلك.
ومن شأن الخطوة أن تتسبب بضرر بالغ لاقتصاد الحكومة التي ستخسر عائدات الجمارك، في ظل أزمة خانقة جراء استهداف الميليشيا لموانئ تصدير النفط شرقي البلاد، والذي قال رئيس الوزراء قبل أيام إنه كلف الحكومة نحو مليار دولار حتى الآن.
وكان بيان حكومي صدر أمس الأربعاء قال إنه "لا يوجد أي تعديل في إجراءات دخول البضائع إلى موانئ البلاد المختلفة بما في ذلك ميناء الحديدة"، دون تفسير للعدد الكبير من السفن التجارية التي وصلت خلال الأيام الماضية.
وقال البيان إن ما وصفه بـ "الشائعات المنتشرة هي محض كذب ومحاولة للالتفاف على القانون وعلى الآليات المتفق عليها مع كل من الحكومة اليمنية الشرعية وقيادة تحالف دعم الشرعية والأمم المتحدة"، متوعداً "السفن التي تنتهك القرارات والإجراءات الحكومية، وكذا التجار ووكلاء الملاحة المخالفين لتلك القرارات والإجراءات باتخاذ إجراءات رادعة بحقهم".
وجدد البيان الصادر عن وزارتي النقل والتجارة والصناعة، رفض الحكومة القاطع للابتزاز الذي يتعرض له القطاعين التجاري والملاحي وسياسة العبث بقوت الشعب الذي تمارسه مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، محذراً "من الانجرار وراء إشاعات المليشيات الحوثية الهادفة للتملص من الالتزام بتطبيق الإجراءات القانونية المعمول بها وتحت أي مبرر، كون ذلك سيعرض المخالفين للعقوبات القانونية وصولاً إلى الإدراج بالقائمة السوداء".
وتعليقا على البيان الحكومي قال الباحث المتخصص في الشأن الاقتصادي عبدالواحد العوبلي إن البيان الحكومي مجرد مادة للاستهلاك الإعلامي، مؤكداً وصول سفن تجارية إلى موانئ الحديدة.
وأوضح العوبلي لـ"المصدر أونلاين"، أن السفن التي كانت تصل سابقاً إلى موانئ الحديدة "هي سفن المساعدات الخاصة بالإغاثة، وسفن المشتقات النفطية فقط، الآن أصبح التجار يرسلون سفنهم للحديدة، سفن التجارة العادية"، ما يعني تحول منطقة الاستيراد إلى موانئ خاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقال العوبلي إن "هذا يعني مزيد من السيطرة والحرية في صالح الحوثي الأمر الذي سيرفع من إيراداته وقدرته على تمويل حربه على اليمنيين. ويصبح متحكما بشكل أكبر على الاقتصاد اليمني وفي المقابل تخرج الشرعية من اللعبة تدريجيا".
وعن أثر ذلك على المواطن العادي قال العوبلي: "أي مبالغ سيفرضها الحوثي من جمارك وضرائب ورسوم سيعوضها التاجر في قيمة السلعة التي يدفع قيمتها المواطن في نهاية المطاف".
وقال العوبلي "المجتمع الدولي متواطئ مع ميليشيا الحوثي، والتحالف حريص على أن يبقى اليمن في حالة الضعف والتشرذم واشغال اليمنيين بلقمة العيش. وهذا يظهر في جميع المجالات وليس فقط في موضوع فتح ميناء الحديدة للحوثي. الحوثي يكبر ويتوسع يوم بعد يوم في ظل تواطؤ أممي ورضا من التحالف وضعف وفشل وفساد من الحكومة الشرعية".
وشكك الباحث الاقتصادي "في جدية الشرعية وقدرتها على أي إجراء يوقف الحوثي من الخطوات التصعيدية التي نفذها مؤخرا، الحوثي سيستمر في اجراءاته ولن يوقفه أحد".