2023-04-20 الساعة 05:40م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
بدأت المعلومات وروايات شهود العيان تتوالى حول تسبب ميليشيا الحوثي التابعة لإيران بفاجعة صنعاء التي حدثت أمس الأربعاء.
وسقط في الحادثة الأليمة فيها أكثر من 80 قتيلاً ومئات الجرحى بينهم عشرات بحالة خطرة، وذلك خلال تجمع آلاف المواطنين في مدرسة "معين" بأمانة العاصمة حيث يوزع التاجر الكبوس مساعدات في نهاية شهر رمضان.
وحمل بيان للحوثيين التجار الذين قاموا بـ"التوزيع العشوائي لمبالغ مالية ودون التنسيق مع وزارة الداخلية، وبدون تنظيم" المسؤولية، مشيراً إلى أنه " تم ضبط اثنين من التجار القائمين على الموضوع".
ونقلت وكالة "أسوشيتدبرس" عن شهود عيان قولهم إن مسلحين حوثيين أطلقوا النار في الهواء في محاولة للسيطرة على الحشود، وأصيب سلك كهربائي ما أدى إلى انفجار، مضيفة أن ذلك أثار حالة من الذعر، وبدأ الناس بمن فيهم العديد من النساء والأطفال في التدافع، وحدثت المأساة الأكثر دموية في اليمن منذ سنوات.
من جانبه، قال مراسل وكالة "فرانس برس" إن الحادثة وقعت داخل مدرسة معين حيث تجمع المئات لتلقي مساعدات، بحسب روايات شهود عيان. ونقلت الوكالة عن بعض شهود العيان تأكيدهم أن "إطلاق نار أدى إلى التدافع".
ووصفت الوكالة الفاجعة بأنها واحدة من أكبر حوادث التدافع في العالم خلال السنوات العشر الأخيرة، حسب حصيلة، أعدتها، لهذا النوع من التدافع.
ونقلت عن مسؤول أمني حوثي قوله: "قُتل 85 شخصا وأصيب أكثر من 322 بجروح بينهم 50 في حالة حرجة" في حادثة التدافع. وأكد مسؤول طبي حصيلة الحادثة التي وقعت في منطقة باب اليمن في وسط صنعاء وفقا لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية. وتابع المسؤول الأمني أن "بين القتلى نساءً وأطفالا".
وكانت مصادر تحدثت عن وصول مسلحين حوثيين إلى المكان لمنع التوزيع بحجة أنه يمنع توزيع الزكاة والصدقات إلا عبر هيئة الزكاة، وقالت مصادر لـ"المصدر أونلاين" في وقت سابق، إن حادثة تدافع نتجت عن إطلاق نار، أعقبه تماس وانفجار.
وأكد شاهد كان بالقرب من المكان ساعة الحادثة لـ"المصدر أونلاين"، أنه سمع إطلاق نار متفرق من عدة بنادق آلية، أعقبه ضوء ناتج عن تماس كهربائي، ما أدى إلى إثارة هلع الناس وتدافعهم.
وأكد مصدر لـ"المصدر أونلاين" أن الحوثيين حاولوا من قبل منع التاجر الكبوس من توزيع الصدقات وطالبوه بتسليمها إلى هيئة الزكاة التابعة لهم، غير أنه رفض.
واتهم نشطاء يمنيون على وسائل التواصل الحوثيين بالتسبب بهذه الحادثة واستغلالهم لها لإجبار التجار على تسليم الزكاة لهم بدلاً من توزيعها على الفقراء والمحتاجين.
وأظهرت تسجيلات مصورة متداولة على منصات التواصل جثثا ملقاة أرضا داخل مجمع كبير.
وفيما أعلن الحوثيون عن تشكيل لجنة أمنية للتحقيق في ملابسات الكارثة، حمّل وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الأرياني "القتلة المجرمين (...) الذين أوصلوا الأوضاع لهذه النقطة المأساوية" المسؤولية، في إشارة منه للحوثيين.
وأظهر تسجيل مصور نشرته قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين عشرات الأشخاص يتدافعون في مكان ضيق، فيما يتعالى صراخ بعضهم وسط صيحات "عودوا للوراء، عودوا للوراء".
وقال المتحدث باسم "وزارة" داخلية الميليشيا، عبد الخالق العجري، إن الحادثة وقعت "بسبب تدافع مواطنين أثناء التوزيع العشوائي لمبالغ مالية من قبل بعض التجار". وأضاف "الحادث المأساوي المؤلم (...) راح ضحيّته العشرات"، مشيرا إلى أنه "تمّ نقل الوفيات والمصابين إلى المستشفيات وضبط اثنين من التجّار القائمين على الموضوع".
وأمام مستشفى الثورة، تجمع عدد كبير من أهالي الضحايا محاولين الدخول، لكن رجال الأمن كانوا يمنعونهم من ذلك، في وقت زار مسؤولون المستشفى، حسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
وفرضت قوات الأمن التابعة للحوثيين طوقا أمنيا حول مدرسة معين عند باب اليمن في صنعاء القديمة حين وقعت الحادثة، ومنعت الدخول إلى المكان وتصويره.