عمر الكاف.. شاب حضرمي يجمع العملات النادرة منذ الطفولة ويبحث عن نافذة لتعريف الناس بـ"هواية الملوك"

منذ 26 عاماً يمارس الشاب الحضرمي عمر الكاف هواية جمع العملات الأجنبية والنادرة، في مجتمع لا يعرف عن الهواية إلا القليل ويرى في من يمارس "هواية الملوك" مضيعاً للوقت والمال في موضوع لا فائدة من وراء الانشغال به.

ينحدر الشاب من مديرية تريم الغناء بوادي حضرموت، ومع أنه في العادة تمارس هذه الهواية بعد سن التقاعد، إذ تحتاج الكثير من الوقت والمال، لكن شغف صديقنا بها جعله يبدأ رحلته مبكراً وعمره 8 سنوات، في بيئة لا تعرف عن الأمر شيء، لكنه لم يلتفت للخلف وذهب بممارسة هوايته حتى تجاوز كل الصعوبات والمعوقات.

يقول الكاف لـ"المصدر أونلاين": "بدايتي كانت في امتلاك أول قطعة "15 كوبيك اتحاد السوفيتي" وأنا عمري ثمان سنوات، ومن هذه العملة بدأ لدي الحماس أن أجمع كل عملات العالم الموجودة على الخارطة، وبقي هذا حلم بالنسبة لي".

ويتابع: "بدأت أجمع من الأشخاص الذين يسافرون في الدول القريبة، ومن بعض الأشخاص الذين سافروا من قبل للدراسة في بعض الدول، ومن هنا بدأت في الجمع وطريقة المبادلة مع الهواة الآخرين وتعرفت على أشخاص في دراستي الجامعية، وبعدها تعرفت على الكثير".

من جانبه أكد حسين محمد الكاف صديقه ومشارك له في الهواية لـ"المصدر أونلاين"، أن اختياراته في جمع العملات "لم تكن اختيارات عادية وعشوائية، بل كانت مبنية على فهم عميق ودراية كاملة بأصول وتاريخ تلك العملات الورقية"، لافتاً إلى أنه "يجمع العملات النادرة والمتميزة وذات الأشكال الغريبة".

موجة التكنولوجيا سهلت التبادل:

ويقول عمر الكاف لـ"المصدر أونلاين"، "أنا كنت هاوي مبتدئ كأي هاوي، لكن لم أبق لوحدي لأن هذه الهواية تريد منك أن تعمل علاقات كبيرة، وتعرفت على بعض الأشخاص داخل وخارج الوطن، وهم من نقلوني من هاوي مبتدئ إلى هاوي محترف".

وأشار الكاف، إلى "أنه لما جاءت موجة التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، يسرت العمل في هذه الهواية فمن خلالها تعرفت على الكثير، وبقيت في تبادل العملات، وسهلت ذلك كثير، فهناك موردين في قروبات، وفي معارض، وفي مزادات، ممكن نحصل على بعض القطع التي نبحث عنها والحمد لله جمعت عملات من كل دول العالم".

وأكد، "أن طريقة امتلاك العملات تحتاج بحث وعلاقات دولية ومحلية عن طريق التبادل والتواصل، والآن تطور النقل والشحن والإرسال، فممكن الواحد يحصل على كل هذه العملات وأكثر في وقت قصير".

الصعوبات:

وعن الصعوبات التي واجهها في مسيرته الطويلة، يقول عمر الكاف لـ"المصدر أونلاين"، "دائماً الهاوي يتعرض لموجة نقد من المحيط به، أسرته وأصدقائه، لأنه غالباً هذه الهواية ليس الكل لديه اهتمام بها"، مضيفاً أن "بعض الناس يعتقدون أنها مجرد تضييع للوقت والمال، ويتساءل آخرون ما الفائدة من ذلك؟".

وأضاف، "من يمارس هواية جمع العملات قليل، لذلك السبب هي تُسمى هواية الملوك وهي هواية قديمة، وأشهر الملوك الذين مارسوها الملك (المصري) فاروق"، مشيراً إلى أنه "في الغالب نواجه نقد من المحيط ولا نواجه دعم إلاّ من الهواة مثلنا"، لافتاً أن "قلة الدعم من المحيط يعطي الهاوي نوع من الإحباط، ويفكر أحياناً ويصل إلى مرحلة قناعة بالتوقف مواصلة ما بدأه في مشروعه".

دعم الهواية النادرة:

صديق عمر، "حسين محمد الكاف"، يقول لـ"المصدر أونلاين"، "إن هواية جمع العملات من الهوايات النادرة بوادي وصحراء حضرموت، حيث كادت أن تنقرض"، مشيرا إلى "أنه (صديقه عمر) عطفاً على أنه يمتلك عملات متميزة وغريبة، يحتاج إلى لفتة نظر من السلطة المحلية لتشجيعه ودعمه في الاستمرار في جمع تلك العملات وإقامة معرض له لعرض ما لديه".

بدوره أيضا طالب عمر الكاف عبر "المصدر أونلاين"، "من الجهات المسؤولة، دعم هذه الهواية النادرة لأنها تمد الشباب بالثقافة والمعرفة، وكذلك إنشاء مركز أو جمعية لهذه الهواية، لأن هذا سيكون مرجعية للهاوي والباحث والمؤرخ وعامة الناس".

وأكد أن "بلادنا الحبيبة اليمن، تعاني من عدم وجود جمعية متخصصة في هذا المجال وكذا غياب الفعاليات والمعارض الرسمية، فالهاوي دائماً يكون منغلق على نفسه ويستمتع بالهواية في إطار محدود"، مضيفاً أنه "من خلال هواية جمع العملات تتعرف على ثقافات متنوعة في الدول الأخرى، وتسافر بك إلى جميع دول العالم وأنت في بيتك، وتبحر بك عبر الزمن في عصور سابقة ثقافاتهم ولغاتهم".

وعبر الكاف عن أسفه أنه خلال مسيرته في الهواية خلال 26 عاما، "لم يتلق أي فرصة ولم يشارك في فعالية في المرحلة الابتدائية أو الثانوية أو حتى الجامعية، على مستوى المحافظة أو اليمن بشكل عام، متمنياً أن يلقى ذلك مستقبلاً في القريب العاجل".