2024-01-12 الساعة 12:47ص (يمن سكاي - )
اختتمت محكمة العدل الدولية في لاهاي، جلسة الاستماع الأولى في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة، على أن تستمع يوم غد الجمعة لمرافعة إسرائيل التي سترد فيها على ما قدمه فريق جنوب أفريقيا الذي طالب المحكمة بإصدار أمر لإسرائيل لتعليق العمليات العسكرية فوراً في غزة.
ومن المتوقع أن يصدر قرار بشأن الإجراءات العاجلة في وقت لاحق من هذا الشهر. ولن تصدر المحكمة حكمها في الوقت الراهن، إذ قد تستغرق هذه الإجراءات سنوات.
وتحدث وزير العدل الجنوب أفريقي رونالد لامولا عن أن تدمير حياة الفلسطينيين لم يبدأ في 7 أكتوبر بل منذ عام 1948، مشيرا إلى أن جنوب أفريقيا ستقدم أدلة على شروع إسرائيل في ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.
بدورها، عرضت محامية الادعاء عن جنوب أفريقيا، المحامية عديلة هاسيم، في مرافعتها أفعال الإبادة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المتواصل على قطاع غزّة، والتي ترقى إلى جرائم إبادة وتخالف المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
والفعل الأول هو القتل الجماعي، والثاني هو التسبب بالأذى، أما الفعل الثالث فهو فرض ظروف هدفها تحقيق الدمار، مشيرة إلى أن إسرائيل تحقق ذلك بعدّة أساليب في مقدّمِها النقل القسري للفلسطينيين.
أمّا محامي الادعاء لجنوب أفريقيا تمبيكا نجكوكايتوبي، فتطرّق إلى نوايا الإبادة لدى إسرائيل، مستشهدًا بتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدّمِهم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
تفاصيل دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
ينص التماس جنوب أفريقيا المؤلف من 84 صفحة، على أن "الأفعال والتجاوزات التي ارتكبتها إسرائيل، والتي اشتكت منها جنوب أفريقيا، تمثّل إبادة جماعيّة في طابعها، لأنها تهدف للقضاء على جزء كبير من المجموعة الوطنية والعرقية والإثنية الفلسطينية، في انتهاك لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948".
وتعرض جنوب أفريقيا في ملفها أيضاً تفاصيل ممارسات تشمل المجازر، والدمار، فضلا عن الحرمان من الاحتياجات الأساسية مثل الماء والغذاء والدواء والوقود والمأوى وغيرها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وجاء في الدعوى أن "جميع هذه الأعمال تُنسب إلى إسرائيل التي فشلت في منع الإبادة الجماعية وترتكبها في انتهاك لاتفاقية الإبادة الجماعية"، مضيفة أن إسرائيل تقاعست عن منع مسؤولين فيها من التحريض على الإبادة الجماعية، وهو ما يخالف ما تنص عليه الاتفاقية.
وتطلب الدعوى من محكمة العدل الدولية فرض تدابير طوارئ لوقف الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل. وسيقدم الجانبان مرافعاتهما أمام القضاة في محكمة العدل الدولية في لاهاي على مدار يومين.
ووقع كل من جنوب أفريقيا وإسرائيل على اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 التي تمنح محكمة العدل الدولية الاختصاص القضائي للفصل في النزاعات على أساس المعاهدة. وبينما تدور القضية حول الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليس للفلسطينيين أي دور رسمي في الإجراءات لأنهم ليسوا دولة عضوا في الأمم المتحدة، بحسب ما تشير إليه وكالة "رويترز".
وتلزم اتفاقية الإبادة الجماعية جميع الدول الموقعة ليس فقط بعدم ارتكاب الإبادة الجماعية، بل وبمنعها والمعاقبة عليها. وتعرّف المعاهدة الإبادة الجماعية بأنها "الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية".
جنوب أفريقيا: بدون تدخل المحكمة سنشاهد تدمير الشعب الفلسطيني
قال الوفد الجنوب أفريقي، في حديث للصحافيين عقب انتهاء جلسة الاستماع الأولى، إنّ ما يحدث في غزة من إبادة يحتم على محكمة العدل الدولية النظر فيها، مشيراً إلى أن العالم لن ينجح في وقف الإبادة التي تحدث أمامه إن بقي المجتمع الدولي بلا تحرك، مشددًا على ضرورة وقف سياسة الكيل بمكيالين في القضايا المتعلقة بإسرائيل.
وناشد وزير العدل الجنوب أفريقي رونالد لامولا من أمام محكمة العدل الدولية، المجتمع الدولي التحرك لضمان عدم إفلات إسرائيل من العقاب، مشيرًا إلى أن "الالتزام بالعدالة يجب أن يكون له صدى بالعالم". وأضاف: "ما يحدث في غزة يذكرنا بالمجازر في رواندا.. ما قدم للمحكمة يمثل فرصة لوقف المجازر".
وتابع: "نعلم أنه بدون تدخل المحكمة سنشاهد تدمير الشعب الفلسطيني في غزة. السكوت عن هذه الفظائع سيشكل خرقًا للقانون الدولي".
وأكد أن جنوب أفريقيا تسعى لضمان عيش الشعب الفلسطيني بأمن وأمان، مشيرًا إلى أن السياسة الخارجية لبلاده تدعم احترام حقوق الإنسان وتقوية أواصر التجارة والتعاون مع الدول الأخرى.
وتابع: "العالم يراقب تدمير المستشفيات والبنى التحتية، وهو أمر يؤدي إلى تدمير حياة الفلسطينيين بشكل جزئي أو كلي". وأكد أن "جنوب أفريقيا متضامنة مع الشعب الفلسطيني.. هكذا أرادنا آباؤنا المؤسسون أن نفعل وعلى رأسهم نيلسون مانديلا".
واستشهد بتصريحات لوزراء وبرلمانيين وجنرالات إسرائيليين ووصفهم للشعب الفلسطيني بالحيوانات البشرية، مشيرًا إلى أن بعض التصريحات هي تحريض على الإبادة الجماعية ويجب أن تقاوم وتكافح.
وأكد أن الأعمال التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني تنتهك اتفاقية منع الإبادة الجماعية، معرباً عن اعتقاده بأن إسرائيل تنوي القضاء على الفلسطينيين في غزة.
وقال لامولا إن الوفد مفوض فقط من جنوب أفريقيا، وليس مفوضاً من حركة حماس التي هي ليست دولة، مشدداً على أن القضية ليست ضد اليهود وإنما القضية تتعلق بدولة إسرائيل.
فوغان لوي: دفاع إسرائيل عن نفسها لا ينطبق عليها في قطاع غزة
أكد المحامي فوغان لوي أن الحكومة الإسرائيلية وجيشها مصممان على تدمير الفلسطينيين في غزة، كجماعة، مشيرًا إلى أن تدمير غزة عن بكرة أبيها غير مبرر بأي حال من الأحوال.
وأشار إلى أن الأدلة تشير إلى أن إسرائيل انتهكت التزاماتها في اتفاقية الإبادة الجماعية ولديها نوايا للاستمرار بذلك، وهي تعتقد أنها لا تعمل أي شيء خاطئ بينما هي تطحن غزة.
وأضاف: "مجلس الأمن أكد أن غزة مناطق محتلة وإسرائيل تحكم قبضتها على مفاصل الحياة هناك وبالتالي فإن الدفاع عن النفس لا ينطبق عليها". وشدد على أن الفلسطينيين يواجهون الموت بسبب القصف المستمر، عدا عن التجويع الذي يعد ضمن الموت البطيء.
وقال إن إسرائيل أعلنت على الملأ نيتها ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، مشيرًا إلى أن جنوب أفريقيا تفهم أن كل عنف لا يرتقي إلى الإبادة الجماعية، وأن طلب جنوب أفريقيا تعليق العمليات العسكرية في غزة، يأتي بهدف الحؤول دون المزيد من الوفيات ولضمان وصول المساعدات.
وأكد أن إسرائيل تقول إنها تفعل كل ما بوسعها للحد من وقوع ضحايا بين المدنيين، في المقابل هناك قنابل تصل إلى ألفي طن، إضافة إلى أن الأماكن الآمنة التي تحدثت عنها إسرائيل واستهداف السكان فيها، تظهر النية لدى إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية.
كما أكد أن مصداقية وسمعة إسرائيل على المحك، مشيرًا إلى اختفاء الأدلة وتدميرها، مطالبًا بإلزام إسرائيل عما تقوم به خاصة في ظل عدم دخول الصحافيين الأجانب إلى القطاع. كما أكد أن إسرائيل تقول إنها تهدف للقضاء على حماس لكن ما تقوم به هو هجمات عشوائية أدت إلى خسائر في صفوف المدنيين.
الفريق القانوني: يومياً تُبتر أطراف أكثر من 10 أطفال
قالت محامية ضمن الفريق القانوني لجنوب أفريقيا، إن أكثر من 10 أطفال يومياً تُبتر أطرافهم بسبب القصف ويخضعون لعمليات جراحية بدون تخدير، مشيرة إلى أن المنازل تدمر والمقابر تحفر بالجرافات. وهناك أسر من أجيال متعددة اختفت من الوجود في غزة.
وأضافت: "من يموتون بسبب الأمراض في غزة أكثر ممن يموتون في القصف والهجمات في تزايد. الأمراض المعدية تنتشر والصرف الصحي يفيض والمجاعة على الأبواب في غزة"، وأكدت أن 4 من كل 5 أشخاص يتضورون جوعا في غزة الآن، وفقا لبرنامج الغذاء العالمي.
وقالت إن محكمة العدل الدولية اتخذت تدابير مؤقتة في قضايا مماثلة سابقا، متسائلة عن عدم كيفية اتخاذ إجراءات في هذه الدعوى، مؤكدة أن إسرائيل دفعت سكان غزة إلى حافة المجاعة ولا سبيل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بأمان.
وتابعت: "موظفون أمميون اشتغلوا في دول أخرى يقولون إن ما يحدث في غزة غير مسبوق ولا كلمات لوصفه"، مستطردة: "غزة فشل أخلاقي للمجتمع الدولي والأجيال المقبلة في غزة لن تنسى أبدا هذه التسعين يوما من الجحيم والكارثة الإنسانية".
وأكدت أن ما يجري في غزة أول جريمة إبادة جماعية في التاريخ يبثها مرتكبوها على الهواء.
الفريق القانوني: الأسرة الدولية خذلت الفلسطينيين طويلًا
قال الفريق القانوني لجنوب أفريقيا عقب استئناف المحكمة جلستها بعد استراحة قصيرة، إن الأسرة الدولية خذلت الفلسطينيين لفترة طويلة وجنوب أفريقيا تسعى إلى وقف الإبادة الجماعية في غزة، مؤكدًا أن المطلوب من المحكمة أن تضع الأمور في نصابها، مشيرًا إلى أن ما يحدث في غزة ليس نزاعا بسيطا.
وأضاف أن إسرائيل ارتكبت وترتكب أفعالاً تصل إلى الإبادة الجماعية، وأضاف: "الرجال والنساء والأطفال في غزة ينتمون إلى مجموعة وطنية وعرقية ويجب توفير الحماية لهم". وأكد تهجير أكثر من 85% من سكان غزة من منازلهم ووضعهم في مناطق بدون مأوى ولا رعاية صحية، مشيرًا إلى أن الوضع في غزة غير مسبوق ولا توجد قضية أكثر إلحاحاً من هذه.
وقال إن ما قدمته جنوب أفريقيا من أدلة يدين إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة، مؤكدًا أن محاولة إسرائيل تبرير الحرب بالقضاء على حماس لا يمكن أن تبرر هذه الإبادة.
وطلب من المحكمة إقرار تدابير مؤقتة لمنع الإبادة الجماعية في غزة، بموجب الدعوى المرفوعة، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة يستحقون الاستفادة من سلطة هذه المحكمة بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.
المستشار القانوني: تأخير البت في القضية ستكون له عواقب وخيمة
أكد المستشار القانوني لجنوب أفريقيا، جون دوغارد، أن فشل حكومة إسرائيل في منع وإدانة دعوات الإبادة هو انتهاك صارخ لاتفاقية منع الإبادة الجماعية. وطالب بأن تدين المحكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.
وأضاف أن تأخير البت في القضية المرفوعة ضد إسرائيل ستكون له عواقب وخيمة على الضحايا الفلسطينيين. وأكد أن ما يحدث في غزة يشبه ما حدث في مراكز الاحتجاز بألمانيا النازية. وشدد على أن جنوب أفريقيا تؤمن بشكل راسخ بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.
الفريق القانوني: سلوك إسرائيل يظهر نيتها تدمير الفلسطينيين
قال محامي الادعاء لجنوب أفريقيا تمبيكا نجكوكايتوبي، إن هنالك نية لدى إسرائيل بتدمير الشعب الفلسطيني وهذا واضح من سلوكها العسكري، مشيرًا إلى أن السياسيين والمسؤولين في إسرائيل من خلال خطاباتهم وما ردده الجنود على أرض غزة يثبتون نية الإبادة الجماعية.
وأضاف أن النية لتدمير غزة وصلت إلى أعلى مستويات الدولة الإسرائيلية بمن فيهم الرئيس الذي تحدث عن أن "كل الغزّيين مسؤولون وسنسعى لكسر ظهرهم".
وتابع: "هناك نزوح ممنهج لسكان غزة إلى أماكن يقتلون فيها مجددا.. إسرائيل تستهدف المنازل المأهولة وتسويها بالأرض وتقنص المدنيين".
وأكد أن الجنود الإسرائيليين كانوا يتبنون وينفذون كلام مسؤوليهم التي تشير لنية الإبادة الجماعية، وأن تدمير غزة وقتل الأطفال وتدمير كل أشكال الحياة تثبت وجود نية الإبادة الجماعية، مستطردًا "الجنود الإسرائيليون كانوا يمارسون أفعال الإبادة وهم يؤمنون بأنها مقبولة".
وبحسب قول محامي الادعاء من الفريق القانوني لجنوب أفريقيا، "فإننا بصدد نكبة تتجاوز نكبة 48".
محامية الادعاء: إسرائيل قصفت غزة بشكل لم نألفه بالعصر
قالت محامية الادعاء عن جنوب أفريقيا، المحامية عديلة هاسيم، إن إسرائيل قصفت غزة برا وبحرا وجوا بشكل لم نألفه في تاريخنا المعاصر، وإن سلوكها لا يترك أي مكان آمن في غزة.
وأضافت أن أعمال القتل الإسرائيلية كبيرة جدا وأن جثث الفلسطينيين تدفن في مقابر جماعية، مؤكدة أن إسرائيل أرغمت 85% من سكان غزة على النزوح. كما قالت إن الجيش الإسرائيلي يحتفي بتفجير الميادين والمنازل ويرفع العلم الإسرائيلي على حطامها.
وأكدت أن اعتداء إسرائيل على منظومة الصحة في غزة يندرج ضمن بنود جريمة الإبادة الجماعية، كما قالت إن منظمة الصحة العالمية تحذر من وضع صحي كارثي في قطاع غزة خاصة بين الأطفال.
وأكدت أن إسرائيل ترتكب عنفًا جنسيًا بحق النساء والأطفال، بما في ذلك منع الولادة. وقالت إن إسرائيل يتمت أعدادا كبيرة من الأطفال في قطاع غزة، مشيرة إلى أن كل أفعال إسرائيل تشكل نمطا مدروسا لنية الإبادة الجماعية خلال استهداف الفلسطينيين في غزة.
المصدر: وكالات