أهم الأخبار

"الأولوية لتلاميذ الحرس".. قُنصل الحوثي بإيران يعود إلى صنعاء لهيكلة وزارة داخلية الجماعة

2024-06-26 الساعة 09:56م (يمن سكاي - المصدر أونلاين | عدنان الجبرني)

لدى الحوثيين سفارة وحيدة -غير معترف بها- في طهران، أعاد الإيرانيون فتحها في أغسطس 2019، عندما أعلنت الجماعة تعيين مدير قناة المسيرة المقيم بلبنان إبراهيم الديلمي سفيرا لها في طهران، فيما أفصح الحوثيون بعد نحو عام عن وصول "حسن إيرلو" الى صنعاء كسفير لإيران.

ورغم عدم تعيين الإيرانيين "سفير" جديد خلفا لإيرلو الذي قُتل/توفي في صنعاء، أواخر العام 2021 إلا أن عناصر الحوثي استمروا بالنشاط في طهران، ويتخذون من السفارة غطاء لأنشطة عناصر الجماعة المرتبطين بالإيرانيين في مهام لا علاقة لها بدور السفارة، الغير معترف بها أصلا.

ففي مطلع العام 2020 ظهر قيادي حوثي يدعى (عدنان قفْلة) في طهران بصفته القنصل اليمني في السفارة بطهران، واستمر كذلك حتى نهاية 2022، ليظهر بعد ذلك بشهور كمسؤول رفيع في وزارة الداخلية بحكومة الحوثيين ومسؤول عن اللجان الشعبية الأمنية للجماعة وقطاع القوى البشرية بالوزارة.

ويفتح هذا النشاط المزدوج من الدبلوماسية المفترضة، إلى القيادة الأمنية والانتقال السريع فور العودة من طهران، الباب أمام أسئلة حول طبيعة الأدوار التي تقوم بها إيران في تأهيل العناصر الحوثية سرا وعلنا في المجال العسكري والأمني والاستخباري، إضافة الى نقل الخبرة والتدريب في بقية المجالات بما فيها الجانب الفكري.

واللافت أن كلاً من الإيرانيين والحوثيين عيّنوا عناصر عسكرية وأمنية في سفارتيهما وادعوا بأنهم دبلوماسيون بينما التعيينات غطاء لأدوار أخرى، إذ كان حسن إيرلو -الذي يعد ضابطا مخضرما بالحرس الثوري وفيلق القدس- يدّعي بأنه سفير لدى الحوثي بينما دوره الحقيقي عسكري خاصة مع خوض الجماعة خلال فترة وجوده بصنعاء أكبر عملية عسكرية في تاريخها لمحاولة السيطرة على محافظة مأرب خلال عامي 2020- 2021، وبالمثل فإن قفلة الحوثي كان في مهمة غير دبلوماسية ومرتبطة بالشأن العسكري الأمني بغطاء منصب "القنصل".

وقبل ظهوره بصفة قنصل بالسفارة بأشهر قليلة كان "قفلة" يتنقل بين إيران ولبنان وسوريا والعراق بصفته "مسؤول مكتب العلاقات الخارجية بالمكتب التنفيذي لأنصار الله"، وحضر أنشطة رسمية في إيران ولدى أذرع المحور الأخرى بهذه الصفة، ووصفته وكالة تسنيم الإيرانية بأنه مساعد زعيم "أنصار الله" للشؤون الدولية.

عدنان قاسم قفلة، ينحدر من مديرية "باقم" شمالي محافظة صعدة، على الحدود مع السعودية، وينتمي الى أسرة هاشمية، كان والده "قاسم علي قفلة البعصوص الحسني" يعمل منذ الثمانينيات في التجارة بين السعودية ولبنان، وبعد ظهور الحوثي تولى إسناد المقاتلين الحوثيين في مديرية باقم، ودفع بأبنائه وأقاربه الى الالتحاق بالجماعة للقتال ضد الدولة في ما سمي بـ "الحروب الست" وتم اعتقاله من قبل القوات الحكومية في الحرب السادسة 2009 – 2010.

وبعد سنوات ترك عدنان الدراسة وانضم للقتال في صفوف الحوثيين، ثم تولّى عدنان قفلة إدارة مؤسسة "الشهداء" التابعة للجماعة حتى العام 2015، لينتقل بعدها الى الجانب الأمني قطاع الدراسات، ونشط كرئيس لجمعية "الإكرام" التنموية التي كانت تركز على تنفيذ مسوحات ميدانية شاملة وتقييد بيانات مجتمعية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة، دون دور تنموي أو خيري ملموس رغم نشاط فرقها في جمع المعلومات.

وفي أواخر العام 2017، تم تهريب قفلة من اليمن الى إيران عبر البحر، ضمن مجموعة من القيادات الوسطى للجماعة للحصول على دورات تدريبية على يد الحرس الثوري، وتلقي الخبرة من المؤسسات الرسمية الإيرانية، قبل أن تكلّفه الجماعة بعد نحو من عام من ابتعاثه، بمسؤولية مكتب العلاقات الخارجية للمكتب التنفيذي للجماعة.

وظل قفلة يمارس دوراً بهذه الصفة، حتى تدشين سفارة الجماعة، ليظهر بمسمى قنصل السفارة بطهران لنحو ثلاث سنوات، ظهر خلالها مرات نادرة أهمها إشرافه على تأسيس اتحاد الطلاب اليمنيين في ايران.

وبعد عودته من إيران نهاية العام 2022 كلفه الحوثي مطلع العام التالي برئاسة اللجنة المركزية لدمج مجاميع "اللجان الشعبية" في هياكل وزارة الداخلية، وفي يوليو 2023 عينه الحوثي مديراً عاما للقوى البشرية بوزارة الداخلية برتبة عميد.

وبحسب مصدر أمني مطلع فإن قفلة خضع ضمن آخرين من الحوثيين خلال وجودهم في إيران، لبرنامج "تأهيل قيادي" على يد خبراء إيرانيين يشرف عليه الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات والأمن في إيران، والتحق ببرنامج تطبيقي حتى أثناء ظهوره بمسمى قنصل السفارة، أو مكتب العلاقات الخارجية للحوثي.

وأضاف المصدر أن "الأولوية لدى الحوثيين حالياً، لتلاميذ الحرس الثوري والذين احتكّوا بالتجربة الإيرانية وهذا أحد متطلبات التغيير الجذري وإعادة بناء سلطة الجماعة".

وقال ضابط عمل في وزارة الداخلية الحوثية حتى وقت قريب، إن قفلة يحظى بنفوذ أمني متصاعد ويقوم بالعمل على إقصاء كل من لا يروق له، ويدّعي أنه مكلّف من مكتب السيد وعبدالكريم الحوثي (عمّ عبدالملك الحوثي ووزير الداخلية)، بإعادة هيكلة الوزارة والتأهيل الايماني لمنتسبيها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص