أهم الأخبار

سبتمبر.. شهر تصاعد حملات الاختطافات الحوثية ضد النشطاء اليمنيين ومنع الاحتفالات بالثورة

2024-09-15 الساعة 08:11م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)

لم تكن الناشطة سحر الخولاني في صنعاء تعلم أن منشوراتها الناقدة لبذخ الحوثيين في الاحتفالات الدينية ستجعلها ضحية لموجة اعتقالات تعسفية جديدة تشنها الميليشيا مع دخول شهر سبتمبر.

اختطاف الخولاني، التي تبث محتوى ناقد للحوثيين على منصات التواصل الاجتماعي، أثار موجة غضب واستنكار بين النشطاء اليمنيين، ليعيد إلى الواجهة ممارسات القمع الحوثية المتكررة مع اقتراب ذكرى انقلاب 21 سبتمبر واحتفالهم بالمولد النبوي، بالتزامن مع منع أي مظاهر للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر.

في سياق تصعيد حملات القمع، وسّعت الميليشيا من عملياتها منذ مطلع العام الحالي، مستهدفة العشرات من الموظفين في منظمات أممية ومجتمع مدني وقادة تربويين.

ويعد شهر سبتمبر شهر التصعيد الأبرز لهذه الممارسات، حيث تختطف الميليشيا في مثل هذا التوقيت، المئات من النشطاء والمواطنين في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

كانت آخر منشورات لسحر الخولاني على صفحتها في فيسبوك تنتقد الإسراف الحوثي في الاحتفالات بمناسبة طائفية وذكرى انقلابها، وسط أزمة اقتصادية خانقة يعيشها السكان، مع انقطاع الرواتب وندرة فرص العمل.

واعتبر النشطاء اختطاف الحوثيين استمراراً لسلسلة انتهاكات الحوثيين ضد الأصوات الناقدة منذ انقلابهم على الحكومة الشرعية في 2014.

وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، علّق على الحادثة قائلاً: "اختطاف سحر الخولاني نموذج لمأساة النساء اليمنيات في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا"، مضيفاً أن الحوثيين يمارسون ضد النساء أشكالًا مختلفة من الانتهاكات، بدءاً من الاختطاف وصولاً إلى التعذيب النفسي والجسدي والتحرش الجنسي.

وذكر الإرياني أسماء نساء أخريات تعرضن للاختطاف، مثل سميرة بلح، المنسقة الميدانية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في الحديدة، ورباب المضواحي، رئيسة قسم المعلومات في المعهد الديمقراطي الأمريكي، وسارة الفائق، المديرة التنفيذية للائتلاف المدني للسلام، إضافةً إلى موظفة في برنامج الأغذية العالمي (WFP)، مؤكداً أن الحوثيين يمنعون أي تواصل للمختطفات مع أسرهن.

مبكراً صعّدت الميليشيا حملاتها لهذا الموسم، مستهدفة الناشطين ومؤيدي ثورة 26 سبتمبر المجيدة، حيث اختطفت العشرات مع الأيام لشهر سبتمبر.

في محافظة إب، اختطفت العشرات ممن كانوا يستعدون للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، بينما في صنعاء، شنت حملة اعتقالات واسعة بتهمة "التحريض" على الحوثيين، من بينهم المواطن عرفات قيفان.

وداهمت عناصر حوثية منزل الناشط الإعلامي محمد عمر الكثيري في مدينة إب، واقتادته إلى سجن "الأمن السياسي" بعد أن عبّر على مواقع التواصل عن رغبته في الاحتفاء بذكرى الثورة، ليتم إجباره لاحقاً على حذف منشوراته، بالتزامن مع اختطاف الناشط الإعلامي رداد سعيد قاسم على خلفية دعواته للاحتفاء بثورة سبتمبر وانتقاداته لممارسات الحوثيين.

وفي مديرية السدة بإب، نفذت الميليشيا حملة اعتقالات استهدفت عشرات النشطاء الذين كانوا يعتزمون إقامة فعالية احتفالية في منطقة "المسقاية"، مسقط رأس قائد ثورة سبتمبر الشهيد علي عبدالمغني، وذلك ضمن محاولاتها المستميتة لمنع إحياء هذه الفعالية الشعبية السنوية.

مصادر محلية أكدت لـ"المصدر أونلاين" أن الحوثيين يلزمون المختطفين بالتوقيع على تعهدات بعدم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر أو التطرق لها على صفحات التواصل الاجتماعي، مقابل الإفراج عن بعضهم، وتعد هذه السياسة الممنهجة جزءاً من محاولاتهم الحثيثة لطمس هذا الحدث الوطني في تاريخ اليمن الحديث.

وسط هذه الإجراءات القمعية، تستمر ميليشيا الحوثي في تكثيف حملات الاختطاف مع اقتراب ذكرى ثورة 26 سبتمبر، محاولةً منع أي مظاهر احتفائية بهذا الحدث الذي شكل نقطة تحول في تاريخ اليمن، ورغم القمع المتزايد، يصرّ اليمنيون على التمسك بتاريخهم وهويتهم الجمهورية، متحدّين بالاحتفاء بهذه المناسبة كلا في طريقته الخاصة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص