2018-02-28 الساعة 06:34م (يمن سكاي - ترجمة يمن شباب)
إن التدافع الحديث نحو أفريقيا يشتد. حيث يترافق ارتفاعا حادا في تمدد الجيوش الأجنبية في القرن الأفريقي مع نمو المنافسة الاقتصادية في المنطقة في 2017. وقد أنشأت الصين وتركيا والإمارات العربية المتحدة قواعد عسكرية في جميع أنحاء المنطقة خلال العامين الماضيين. وتعد المنطقة ذات أهمية استراتيجية لهذه الدول لأسباب مختلفة: تأمين طرق الشحن في مضيق باب المندب؛ والقرب من الصراع الدائر في اليمن؛ والرغبة في تشكيل قوات في المنطقة جنبا إلى جنب مع المنافسين بما في ذلك الولايات المتحدة.
- ركزت الصين وجودها العسكرى فى جيبوتى بالقرب من القوات الامريكية والقوات الغربية الاخرى.
- وأسفرت المنافسة بين الإمارات العربية المتحدة وتركيا في القرن الأفريقي عن نتائج متباينة في الصومال. فقد تلقت الحكومة الاتحادية الصومالية دعما كبيرا في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب من كلا البلدين، فضلا عن المساعدات الإنسانية المقدمة من تركيا. غير أن المنافسة أدت إلى توتر العلاقات بين الحكومة الاتحادية الصومالية والمناطق التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في الصومال. وعلى سبيل المثال؛ رفض الرئيس الصومالي محمد عبد الله فارماجو شرعية عقد إماراتي لمدة 30 عاما على ميناء بربرة في صومالي لاند (أرض الصومال). [1]
- وأدت أزمة عام 2017 بين قطر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى تفاقم التوترات بين صومالي لاند والرئيس فارماجو بعد أن أيدت حكومة صومالي لاند، شبه المستقلة ذاتيا، مقاطعة قطر، في الوقت الذي ظلت فيه الحكومة الاتحادية الصومالية محايدة في هذا الصراع. [2]
الإمارات:
اعتمدت العمليات العسكرية الإماراتية في اليمن أساسا على الإسناد من جيبوتي. واستثمرت الإمارات العربية المتحدة بكثافة في إريتريا ابتداء من منتصف عام 2015.[3]. وحاليا يعمل الجيش الإماراتي من قاعدة "عصب" في إريتريا ومعسكرات متقدمة أصغر في جزيرتي سقطرى وبيريم اليمنيتين. وتوسع الإمارات أيضا من تواجدها إلى أرض الصومال في ميناء بربرة. [4]
- في عام 2008، وافقت جيبوتي على تأجير ميناء حاويات "دوراليه" إلى شركة دبي العالمية ومقرها دبي. [5]
- كما استأجرت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قاعدة في حي حرموس بمدينة جيبوتي في نيسان / أبريل 2015 لدعم العمليات العسكرية في إطار التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن.
- وفي 28 أبريل / نيسان 2015، حدثت قطيعة في العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وجيبوتي على خلفية الخلاف بين المسؤولين الإماراتيين وقائد سلاح الجو الجيبوتي على الإيجار وبعد هبوط طائرة إماراتية في مطار أمبولي الدولي في جيبوتي دون ترخيص من السلطات الجيبوتية. [6]
- وفاقمت العلاقات المتوترة لفترة طويلة التوترات بين البلدين بعد أن ألغت جيبوتي بشكل مفاجئ (قبل المدة المحددة) اتفاقا مدته 20 عاما مع موانئ دبي العالمية لتشغيل محطة حاويات دوراليه عام 2014. [7]
- وفي اليوم التالي مباشرة، أمرت جيبوتي بسرعة إخلاء القوات الإماراتية والسعودية من البلاد.
- في 29 أبريل / نيسان 2015، وبمجرد أن طردت جيبوتي القوات الإماراتية، اجتمع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مدته 30 عاما لإنشاء قاعدة اسناد للعمليات العسكرية لمجلس التعاون الخليجي في اليمن من إريتريا. [8]. إثر ذلك، شرعت دولة الإمارات العربية المتحدة بإجراء تحشيد عسكري مكثف إلى قاعدة عصب في إريتريا بين مايو/أيار - يوليو/تموز 2015. كما باشرت الإمارات أيضا بإجراء تطويرات هامة في البنية التحتية في "عصب"، بما في ذلك: إضافة مرافق جديدة لمياه الميناء العميقة بجوار المطار، وإنشاء رصيف، وتوسيع مساحة مدرج المطار، ونظام مراقبة الملاحة الجوية، وإعادة توجيه الطرق السريعة الرئيسية والمحيط الأمني ??حول القاعدة.
- وفي أغسطس/آب 2015، أطلقت الإمارات العربية المتحدة من عصب عملية استعادة عدن، في اليمن.
- كما استخدمت القوات الإماراتية قاعدة "عصب" لتدريب وتجهيز الآلاف من القوات اليمنية لمكافحة الإرهاب.[9]
وفي مايو/آيار 2015، افتتحت الإمارات مركزا للتدريب العسكري في مقديشو. [10]
- وتقوم القوات الخاصة الإماراتية بتمويل وتشغيل القاعدة بهدف تدريب لواء من جنود الجيش الوطني الصومالي لمكافحة حركة الشباب. [11] ولا يزال المرفق وبرنامج التدريب قيد التشغيل [12].
- وفي فبراير/شباط 2017، وقعت الإمارات العربية المتحدة عقد إيجار لميناء بربرة في صومالي لاند لمدة 30 عاما. ومع أن القاعدة ما تزال قيد الإنشاء، إلا أن السفن الإماراتية تدفقت إلى الميناء. وتستخدمه القوات الإماراتية لدعم العمليات العسكرية في اليمن. [13]. وفي ديسمبر/كانون الثاني 2017، هددت حركة الحوثيين اليمنية بضرب ميناء بربرة بصواريخ باليستية. [14]
- وفي فبراير/شباط 2017، طالب الرئيس الصومالي فارماجو بإلغاء عقد بربرة. [15]
- وقد مولت الإمارات عمليات الشرطة وجمع المعلومات الاستخباراتية في بونتلاند وصومالي لاند. [16]
- كما تولت الإمارات العربية المتحدة، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، إدارة وتطوير ميناء بوصاصو في ولاية بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. [17]
في مايو/آيار 2017، أكدت الإمارات وجود قواتها العسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية. [18]
- وتفيد التقارير أن الرئيس هادي قام بتأجير جزر سقطرى وبيريم وعبد الكوري القريبة (جزء من أرخبيل سقطرى) إلى الإمارات لمدة 99 عاما قبل أن يتخلى عن منصبه في عام 2014. [19]
- ولا يبدو أن الإمارات العربية المتحدة تستخدم سقطرى لدعم العمليات العسكرية في اليمن. وحتى الأن قامت فقط بتدريب بضعة جنود على الجزيرة. [20]
- كما أفادت التقارير أن دولة الإمارات تقوم ببناء مهبط للطائرات ومرافق إسناد ذات صلة في جزيرة بريم لدعم عملياتها العسكرية في جنوب اليمن. [21]. في حين لم تؤسس الإمارات لها أي حضور بعد في جزيرة عبد الكوري حتى الآن.
الصين:
افتتحت الصين أول قاعدة عسكرية لها لما وراء البحار في خليج تاجورة في جيبوتي في 1 أغسطس/آب 2017. [22]
- منذ فبراير/ شباط 2015، استخدمت الصين الميناء في جيبوتي، ولكنها تفاوضت مع الرئيس إسماعيل عمر جيليه للحصول على إذن بإنشاء قاعدة عسكرية دائمة لها في أوائل عام 2015 [23]. وفي وقت مبكر من العام 2016، بدأ الصينيون ببناء القاعدة، وانتهوا من بنائها في يوليو/تموز 2017. وتعتبر جيبوتي جذابة (بالنسبة للصين) لأسباب عديدة، من بينها: قربها من ممرات الشحن الرئيسية عبر مضيق باب المندب وقناة السويس. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الوجود الجديد للصين في جيبوتي إلى جانب القوى الغربية الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا يشير إلى عزمها على تعزيز القدرات العسكرية على نطاق عالمي.
- ويضمن الاتفاق الحالي للصين الحق في الحفاظ على ما يصل إلى 10,000 جندي في جيبوتي حتى عام 2025. [24]. وحاليا يوجد نحو 1,000 موظفا يعمل في القاعدة. [25]
- وقد استثمرت الصين في السابق بشكل كبير في البنية التحتية الجيبوتية، ورفعت مستوى التمويل للموانئ والمطارات، وتمويل 70? من السكك الحديدية في أديس أبابا وجيبوتي. [26]
- وتدعي الصين أن القاعدة ستستخدم لدعم جنود حفظ السلام من ذوي الخوذات الزرقاء والعمليات الإنسانية في أفريقيا، بالإضافة إلى دعم الجهود المبذولة لمكافحة القرصنة في خليج عدن. ومن المحتمل أن تستخدم الصين القاعدة لحماية مصالحها الاقتصادية في المنطقة وضمان الشحن الآمن بين شرق أفريقيا والصين [27].
- لدى الصين نحو 2,200 موظفا منتشرون في أفريقيا و 500 فرد آخر في الشرق الأوسط [28].
- وتزعم الصين أنها رافقت أكثر من 6,000 سفينة عبر خليج عدن [29].
تركيا:
افتتحت تركيا أكبر قاعدة عسكرية لها لما وراء البحار، في مقديشو في 30 سبتمبر/أيلول 2017. [30]
- بدأ الجيش التركي بناء القاعدة في عام 2015.
- واعلنت تركيا اعتزامها استخدام القاعدة لتدريب 10 الاف جندى صومالى. وتفيد التقارير بأن القاعدة لديها القدرة على تدريب 1,500 فرد في وقت واحد [31].
- وتزعم تركيا أنها تعتزم الإبقاء على 200 جندي فقط في القاعدة، ولكن مسؤولا تركيا أوضح أن افتتاح القاعدة يتوافق مع إعطاء تركيا الأولوية لبيع الأسلحة إلى أسواق جديدة [32].
- وقد قامت تركيا خلال الفترة السابقة برعاية علاقة قوية مع الصومال من خلال مزيج من الاستثمار المباشر والمعونة الإنسانية.
- ولدى تركيا قاعدة عسكرية خارجية أخرى وحيدة عاملة في قطر، وتضم نحو 5،000 جندي تركي. [33]
في 26 ديسمبر/كانون الأول 2017، وقع السودان اتفاقا لنقل المسؤولية عن جزيرة سواكين في البحر الأحمر إلى تركيا. [34]
- وقد أعلنت تركيا نيتها في بناء حوض سفن بحري في الجزيرة لدعم السفن العسكرية والتجارية على حد سواء، مشيرة إلى أن الاتفاقية "يمكن أن تؤدي إلى أي نوع من التعاون العسكري". [35]
- وقد دفع هذا الاتفاق دولة مصر إلى نشر مئات من القوات والأسلحة الإضافية وعربات النقل العسكرية إلى قاعدة سوا العسكرية في إريتريا. [36]. وردت السودان بنشر آلاف الجنود إلى منطقة كسلا الحدودية. كما أرسلت إثيوبيا- من جهتها- قوات إضافية إلى الحدود الإريترية. [37]. ويأتي اتفاق جزيرة سواكين بعد عقود من الخلاف بين السودان ومصر حول المنطقة الحدودية لمثلث حلايب. [38].
- المصدر: مشروع التهديدات الحرجة
- للإطلاع على المادة الإصلية والوصول إلى المراجع.. من هنا