لحماية "الهوية الإيمانية".. غزوة حوثية في صنعاء ضد مجسمات عرض الملابس النسائية تنتهي بإغلاق محلات وفرض غرامات

داهمت ميليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية، متاجر ملابس ومحلات خياطة وأغلقت مطاعم في مناطق متفرقة بصنعاء، بحجة ارتكابها "محرمات" واستهدافها "الهوية الإيمانية للشعب اليمني".

واستهدفت الحملة دمى ومجسمات يستخدمها التجار في عرض الملابس، قام المسلحون الحوثيون بتكسير بعضها ومصادرة البعض الآخر وفرض غرامات باهظة على التجار الذين اعتبرتهم مخالفين لـ"السلوك الإسلامي والهوية الإيمانية اليمنية" وفق ما تحدث به تاجر ملابس لمحرر "المصدر أونلاين".

وقال التاجر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه خوفا من انتقام الميليشيا، إن عناصر حوثية قدمت أمس الى متجره "وكسرت المليكانات (دمى بلاستيكية تعرض عليها الملابس النسائية) وغرمتني مبلغ، قالوا ان انا مخالف لتعاليم الإسلام، ومثلي تجار وخياطين آخرين واحد كسروهن عليه والثاني صادروهن".

وأضاف، "قلت لهم هذه بلاستيك لا تضر ولا تنفع، قالوا: المراهقين كثير وهي تثيرهم، وجاب (أعطى) لي واحد منهم محاضرة قال لي فيها ان احنا سبب في فساد الشباب بهذه الأصنام".

وتابع التاجر: "قلت لهم: ليش (لماذا) ما تنزلوا قرار وتمنعونا من أولها، ليش كل مرة تمنعوا وترجعوا تسكتوا؟ رد علي واحد منهم قال: احنا مشغولين بالجبهات وانتم هنا تفسدوا الشباب وتمسخوهم بدل ما يسيروا الجبهات يرجعوا يتبسروا (ينظروا) هذه الأصنام، ورجع يدعي علينا قال: الله لا وفقكم.. ههههه (يضحك)".

ورغم أن ممارسات الميليشيا في هذا السياق متكررة وانتهاكات التي تطال المواطنين والتجار بحجة "الحرام" مستمرة، مثل منعها حفلات التخرج المختلطة في الجامعات، ووضعها شروطاً على مواصفات ملابس الطالبات، ومنعها رباط الخصر في الملابس النسائية، إلا أن التاجر الذي تحدث إلينا يرى أن للميليشيا أهدافا أخرى من ممارساتها المتشددة.

يقول: "اسمع يا صاحبي، لو هي ديانة منهم با نقول سهل وأمرنا لله، لكن ذولا يشتوا (هؤلاء يريدون) حج ولقاط مسابح (مثَل)، لذلك يهدأوا فترة لما الناس يقولوا ان الأمر صار طبيعي، وبعدها ينزلوا حملات تغرم التجار وتجمع لهم فلوس، يسيروا يتقاسموها ويخزنوا ويدوا للسيد حقه، ولما يحنبوا في الصرفة (يحتاجوا للمال) يرجعوا صلينا (يأتون إلينا).. واحنا كم جهدنا!".

وفي السياق أغلقت ميليشيا الحوثي مطعم "رينبو" في حي حدة وسط صنعاء، أمس الأربعاء، بحجة "وضع لوحات وصور مخالفة لهويتنا الايمانية اليمنية" وفقا لما جاء في بيان لإدارة المطعم نشرته في صفحتها على موقع فيسبوك.

وقال البيان، "نود التوضيح اننا سبق وقمنا يوم امس (الثلاثاء) بتغيير سقف وواجهة المطعم التي كانت تحتوي على مجموعة كبيرة من الألوان وتحملنا كافة الخسائر التي ترتبت على ذلك تجنباً لشبهة أن ألوان قوس قزح وبقية الالوان الموجودة ضمن ديكور المحل هي ألوان تقوم باستخدامها فئة خارجة عن مبادئ وقيم الدين الاسلامي الحنيف ولكن رغم ذلك تفاجأنا بإغلاق المحل".

وطالب الجهات المعنية والمسؤولة بإعادة النظر في الموضوع مناشداً انصاف ملاك المطعم مما تعرضوا له "من اساءة لنا ولأعراضنا والتسبب في قطع مصدر رزقنا تحت مبررات غير منطقية وليس لها اساس من الصحة".

وأثار الخبر استياء وسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر نشطاء تلك الممارسات تعبيرا واضحاً عن سلوك الميليشيا "الإرهابي" وسلوكها طرق "داعش وطالبان وغيرهما من التنظيمات الإرهابية".

وسخر ناشط يحمل اسم "kr almoayed" على فيسبوك من الخبر، وقال: "الوضع أصبح في قمة السخف والله.. اليوم مدير مديرية الوحدة غلق مطعم رينبو في حدة، قلك ليش طارح ألوان قوس قزح كهوية لمحله، هي حق الشواذ!!. هذا اسم مطعمه وهذي هويته، وقوس قزح هو من خلق رب العالمين، يعني الآن إذا وقع قوس قزح بعد مطر نسير نغطيه، هو حق الشواذ".