أهم الأخبار

حرب الاتصالات | انقطاع متكرر لخدمة الانترنت وشبكات الهاتف النقال عن مارب وعدة محافظات.. هل هو بفعل فاعل؟

2021-03-21 الساعة 08:26م (يمن سكاي - المصدر اونلاين)

تتعرض خدمة الانترنت وشبكات الهاتف النقال لانقطاعات متكررة عن محافظة مارب، منذ بدء التصعيد الحوثي الأخير مطلع فبراير الماضي، حيث تعرضت شبكة سبأفون لخدمة الهاتف النقال للانقطاع أكثر من 5 مرات خلال أسابيع، تزامنا مع معارك عنيفة على حدود مارب الغربية.

وبين الحين والآخرتنقطع خدمة الانترنت الأرضي التي تديرها المؤسسة العامة للاتصالات الخاضعة لميليشيا الحوثي في صنعاء.

ووقت كتابة هذا الخبر يوم السبت 20 مارس، انقطعت خدمة الهاتف الأرضي منذ ساعات الفجر الأولى، ثم لحقتها شبكة يمن موبايل عند منتصف النهار، ثم شبكة سبأفون عند الثانية ظهراً، قبل أن تعود خدمة الانترنت الأرضي ويمن موبايل بعد منتصف الليل، وبقيت سبأفون مقطوعة حتى اللحظة.

وتقول الجهات ذات الاختصاص إن انقطاع خدمة الانترنت الأرضي يعود لقطع في كابل الألياف في المحافظات الشرقية الذي يأتي عبر كابل قادم من عدن ومنه يتم تغذية مارب وحضرموت والمهرة وشبوة.

وقال مصدر مطلع على ملف الاتصالات في مناطق الشرعية، لـ"المصدر أونلاين" في تصريح للمصدر أونلاين، إن الانقطاعات المتكررة لشبكة سبأفون عن مارب ومحافظات أخرى، سببه انقطاع شبكة عدن نت، لأن شبكة عدن نت هي التي تصل شبكة سبأفون بالمحافظات المحررة.

وأشار المصدر، إلى أنه إذا حصل انقطاع في خطوط الفيبر التابعة لعدن نت فإن خدمة سبأفون تنقطع عن المحافظات المحررة، في حدود القطع الذي يحدث.

وتابع المصدر، "اتضح أن الانقطاعات التي تحصل هي أعمال تخريبية متعمدة، فعندما تتكرر هذه الحوادث في هذه الفترة الحساسة لإخراج مارب عن التغطية فهي أعمال تخريبية مقصودة وليست اعمال عشوائية".

بدوره قال المهندس محمد المحيميد للمصدر أونلاين إن "قطاع الاتصالات والإنترنت وكل المؤسسات والشركات العامة والخاصة منذ انقلاب عصابة الحوثي تقع تحت إدارة وسيطرة وتحكم الحوثيين وليس مع الشرعية سوى مسمى وزارة الاتصالات".

وأضاف "المحيميد" وهو مهندس وخبير في قطاع الاتصالات، أن "عصابة الحوثي دمرت كل مؤسسات ومقدرات الدولة اليمنية حتى التي تدر عليها مئات المليارات من الريالات كما هو حال قطاع الاتصالات، وبسبب الحرب تضررت شبكة الاتصالات بشكل عام لعدم تحديثها وصيانتها بشكل مستمر ودائم لمواكبة العالم في هذا المجال".

 

وأشار إلى أنه "في المناطق المحررة كان الوضع أكثر سوءا بسبب تعمد الحوثيين عدم تحسين وتطوير الخدمة في المناطق المحررة إلا بما يتوافق ويخدم معركتهم العسكرية دون النظر لحاجة المواطن اليمني، وبالتالي يمكن القول إن سوء الخدمة سببها الرئيسي جماعة الحوثي والحكومة الشرعية تشترك في ذلك من خلال ترك هذا القطاع للحوثيين حتى اليوم".

نقل سبأفون

وتابع "المحيميد"، كما هو معلوم فإن شركة سبأفون حققت انجازاً عظيماً بتحرير شبكتها في المناطق المحررة عن سيطرة الحوثيين في صنعاء، ومنذ ٢١ سبتمبر ٢٠٢٠ أصبحت شركة سبأفون في المناطق المحررة تدار من العاصمة المؤقتة عدن، وبالتالي توفر للمشترك والمواطن في المناطق المحررة وسيلة اتصال آمن بعيد عن مراقبة وتجسس الحوثيين". كما أن الحكومة الشرعية تأخذ من سبأفون المحررة الضرائب بعكس بقية الشركات التي ما تزال تدار من صنعاء تحت سيطرة الحوثيين فالحوثي يتجسس ويراقب هواتف مشتركيها، كما أن كل أموال الضرائب والزكاة والرسوم تدفعها تلك الشركات للحوثيين وليس للحكومة الشرعية.

ولفت إلى أنه "مع هذا الإنجاز لشركة سبأفون في المناطق المحررة إلا أن خدمتها المقدمة للمشتركين ليست على الوجه المطلوب وذلك لما تتعرض له من انقطاعات متكررة، وسبب ذلك يعود للبنية التحتية الضعيفة لشركة عدن نت التي هي مزود الخدمة لسبأفون المحررة.

ودعا "المحيميد" إلى إعادة تقييم أداء شركة عدن نت ورفدها بكوادر بشرية لتغطية الضعف فيها، حيث أنه على الرغم من أن شركة عدن نت شركة حكومية تتبع وزارة الاتصالات الشرعية إلا أنه لا يوجد تعاون بينها وبين فروع المؤسسة العامة للاتصالات في المناطق المحررة، لأن المؤسسة وجميع فروعها في أنحاء الجمهورية تحت سيطرة وإدارة الحوثيين.

وطالب وزارة الاتصالات في الشرعية بتعيين مدير للمؤسسة يتبع الشرعية، وسرعة تحرير فروع المؤسسة في المناطق المحررة.

ويشير خبراء في الاتصالات إلى أنه عند السؤال عن الأسباب التي أدت إلى انقطاع سبأفون عدة مرات في الأسابيع الماضية، يكون السبب حصول انقطاع في كابل الألياف الضوئية التابع لشركة عدن نت والذي يربط بين عدن والمكلا، وعند السؤال عن سبب هذا القطع يكون الجواب بسبب أعمال إنشاءات بالقرب من مسار الكابل، وهذا يعني غياب التنسيق بين من يقوم بهذه الإنشاءات وبين عدن نت وبالتالي على وزارة الاتصالات أن تخاطب السلطات المحلية أو الجهات الأخرى بعدم استحداث أي أعمال فيها حفريات دون التنسيق معها.

دور تخريبي للخلايا الحوثية

ولا يستبعد المهندس "المحيميد" وجود دوافع أخرى لهذه الانقطاعات المتكررة لسبأفون، مشيراً إلى أن توفر خدمة اتصال آمنة في المناطق المحررة وبعيدا عن تجسس ومراقبة الحوثيين هي خطوة أغضبت الحوثيين كثيراً وأفقدتهم جزءا من ورقة يستخدمونها في معركتهم خاصة في مارب، وبالتالي هم المستفيد الأول من انقطاع سبأفون سواء لمعاقبة الشركة أو لمنع مستخدمي سبأفون المحررة والآمنة من استخدامها.

وأشار إلى أن هذا يحدث "بتواطؤ من بعض موظفي فروع المؤسسة العامة للاتصالات في المناطق المحررة لأسباب كثيرة منها معاقبة الشركة لأنها تحررت وأيضا لإيقاف الخدمة الآمنة والبعيدة عن تحكم ومراقبة الحوثيين وهي التي كان لها دور في منع كثير من الاختراقات الحوثية في المعركة العسكرية والأمنية"، داعياً إلى تحرير فروع المؤسسة العامة للاتصالات في المناطق المحررة ماليا وإداريا من سيطرة الحوثيين في صنعاء.

المهندس "رائد الثابتي" مدرس الحاسوب وتقنية المعلومات في جامعة إقليم سبأ، يقول للمصدر أونلاين، إن سبأفون تعتمد في تغطيتها على الكابل الضوئي التابع لشركة "عدن"، وأن سبب انقطاع خدمتها هو اعتمادها على هذا الكابل وهو كابل هش جداً، مؤكداً أن قطع الكابل بشكل متكرر هو عمل تخريبي في المجمل.

وأضاف "الثابتي" أن هناك خلايا حوثية لديها معرفة بالمسارات العامة في الكابل ومسارات عدن نت، وبالتالي تقوم بقطع ما يخص سبأفون فقط في كثير من الأحيان، مشيراً إلى أن هناك توجيهات حكومية بضبط المعتدين على كابل الاتصالات لكن للأسف لم تتخذ أي تدابير ضدهم حتى الآن.

ونقى "الثابتي" أن تكون الأعمال الإنشائية والمقاولات هي سبب القطع المتكرر للكابل، وإنما هناك خلايا حوثية تقوم بالعبث بكابل عدن نت، حيث أنه بمجرد قطع الشعيرات الخاصة بسبأفون في الكابل تنقطع خدمة الشركة مباشرة.

وأشار "الثابتي" إلى أن وزير الاتصالات في حكومة ميليشيا الحوثي أصدر تعميماً بعد نقل سبأفون إلى عدن بمنع الربط البيني بين شبكات الاتصال المحلية، وإلى الآن لم يتم الربط.

وأضاف "الثابتي" أن هناك أيضاً صراع في مناطق الشرعية حول الحصول على ترخيص تقنية الجيل الرابع لتشغيل خدمة الانترنت، حيث يحاول بعض النافذين إحياء شركة "واي" بهدف الاستحواذ على التقنية الجديدة، وهذا أيضاً أحد الأسباب التي تسعى لإضعاف "سبأفون" وتغطيتها.

وطالب نشطاء الحكومة والسلطة المحلية بإيجاد حلول جذرية لمشكلة الاتصالات. وعدم الخضوع لابتزاز ميليشيا الحوثي خصوصا مع تطور تقنية الاتصالات واستعداد كثير من الشركات للاستثمار في هذا المجال.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص