2021-04-05 الساعة 03:23م (يمن سكاي - )
أكد الباحث والخبير الاستراتيجي الدكتور علي الذهب، "أن إثارة قضية ارتباط مليشيا الحوثي بالتنظيمات الإرهابية، في هذه المرحلة مهم، رغم أنه جاء متأخراً، وذلك كون أجهزة الدولة بمؤسساتها المختلفة منشغلة بالحرب وفي إعادة بناء هياكلها، التي سطت عليها مليشيا الحوثي منذ انقلابها وسيطرتها على العاصمة صنعاء.
ورأى الدكتور الذهب في تصريح لموقع الجيش "سبتمبر نت"، "أنه حان الوقت ليعلم العالم كله بأن الجماعات الإرهابية، والتنظيمات هي نسيج واحد، لا يمكن أن يكون هناك فرق بين إرهابي وآخر على الإطلاق، والتفريق بينهم ضرب من الغباء، لأن هذه التنظيمات هي إجرامية وتخريبية، وإرهاب عابر للحدود الوطنية بشكل عام".
وأرجع الذهب علاقة الحوثيين بتنظيمي القاعدة وداعش، أو بين أذرع وفصائل منها، إلى ما قبل 2014.. مضيفاً “حين كان الحوثيون يتقدمون من صعدة وعمران باتجاه العاصمة صنعاء، كانت القاعدة، تنشط في مناطق أخرى وتذبح الجنود، وهذا العمل كان محفزاً لقوى دولية حينها، لأن تنظر إلى الحوثيين، بأنهم الجناح الذي يمكن الاعتماد عليه أو الجماعة المسلحة التي يمكن الاعتماد عليها، في ضرب عناصر تنظيمي القاعدة وداعش.
وأشار إلى أن “القاعدة وداعش” لم يكونا إلا وسيلة، لمليشيا الحوثي للحصول على التأييد الدولي والشعبي، في نفس الوقت ما يمارسه القاعدة نفسه، كان في الحقيقة كونه الذراع الأخرى للحوثيين، هذا هو الواقع بطريقة أو بأخرى وإلا لماذا كان هذا التوقيت.
وأفاد بأن إجرام القاعدة وظف لصالح مليشيا الحوثي، التي كانت تدعي المظلمة، ثم صارت تمارس السلوك الإجرامي نفسه وحتى اليوم.. مشيراً إلى أن الحوثيين في مراحل عدة، كانوا يوظفون أعمال القاعدة لمصلحتهم، وهذا التوظيف لم يأت من فراغ لكن لتعزيز نفوذهم وقبضتهم، على مفاصل الدولة وهياكلها، وتوسعهم على الأرض.
وقال الدكتور الذهب “كلما خفت صيت الحوثيين وتعالت جرائمهم، أوعزوا إلى فصائلهم في تنظيمي داعش والقاعدة، لتخرج بما يثير الرأي العام وما يثير الموقف الدولي والإقليمي تجاهها، فيستغل الحوثيون ذلك في إعادة تشكيل ملامحهم المهشمة والملطخة بالأعمال القذرة”.
وأكد أنه في العام 2013، كشف له مسؤول أمني كبير، حينها بأنه تم القبض على خلايا، بعد مقتل ” عبدالكريم جدبان”، منها عناصر إرهابية تنتمي إلى أسر سلالية تعمل مع الحوثيين.
وتابع ” للمليشيا ذراع داخل الجماعات الإرهابية من وقت قديم، وهو ما يدل على أن هناك ارتباطاً بين هذه الجماعات وأن أعمالهم الإجرامية والإرهابية لمصلحة الحوثيين، حيث كانوا ينشرون بأن مليشيا الحوثي ستكون المخلص من الجماعات الإرهابية”.
وعن التقرير الاستخباراتي الأخير يرى الذهب بأن على الحكومة أن تعمل وفق استراتيجية واسعة، تشمل إظهار إرهاب الحوثي وارتباطه بالقاعدة وداعش على المستوى الإقليمي والدولي عن طريق السفارات والقنصليات والملحقيات.
وأشار إلى أنه يجب الاشتغال عليه إعلامياً وعقد الندوات والمؤتمرات الصحفية في الدول ذات التأثير عربياً وإقليمياً ودولياً.. مؤكداً أن الأمر يتطلب جهداً كبيرا.. وأن تعمل مؤسسات الدولة، ضمن نسيج واحد، وفي إطار عمل مشترك، لينجح عرض القضية وتغيير نظرة العالم، لتصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية ووضعها في مكانها الصحيح.
والإسبوع الماضي، قدمت الحكومة اليمنية تقريراً بالأدلة إلى مجلس الأمن الدولي، يكشف المستوى العالي من التنسيق بين المليشيا الحوثية، وتنظيمي القاعدة وداعش، وصل إلى تبادل الأدوار في تنفيذ العمليات الإجرامية، المهددة لأمن واستقرار ووحدة اليمن ومحيطها العربي، والإقليمي، وخطوط الملاحة الدولية.
وأشار التقرير في شق آخر إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية، وفرت الملاذات الآمنة، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك لقيادات وعناصر التنظيمين، كما توفر المأوى الطبي لهم ولأسرهم.
وسرد التقرير الشواهد الدالة على العلاقة بين الميليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية منها شهادات عناصر إرهابية، تم القبض عليها من قبل قوات الجيش الوطني وهي تقاتل في صفوف الميليشيا الحوثية، منهم الإرهابي موسى ناصر الملحاني، الذي اعترف بوجود مقاتلين من تنظيم القاعدة مع ميليشيات الحوثي.
غير ذلك وبحسب التقرير ينخرط إرهابيون من القاعدة وداعش ضمن استخبارات المليشيا، بعضهم من جنسيات غير يمنية، كما أنها تؤمن تواجدهم وتحركاتهم ومشاركتهم في إدارة العمليات القتالية.