أهم الأخبار

قصص 3 أطفال من إب وصنعاء وحجة.. هكذا تُجنّد ميليشيا الحوثي أبناء اليمنيين وتجبرهم على المشاركة في حروبها

2021-06-29 الساعة 07:26م (يمن سكاي - )

مع إطالة فترة الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، وتعرض الجماعة لخسائر فادحة في الأرواح البشرية، لجأت الميليشيا الى الاستعانة بالأطفال.

أجبرت الميليشيا مئات الآلاف من الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها على الانخراط في الحرب التي تشهدها البلاد منذُ سبع سنوات، حيث تقوم بتجنيدهم بعد دورات طائفية تستمر لأسابيع في جبهات القتال المختلفة.

في هذا التقرير نوجز لكم قصص ثلاثة أطفال تم تجنيدهم من أسر متفرقة، ومن ثلاث مدن مختلفة؛ أحدهم كان سبباً في وفاة أبيه، والثاني أخذه مشرفي الجماعة بالقوة، فيما الثالث استغلت الميليشيا وضع أسرته المعيشي.

 

مرارة البحث

في منتصف شهر يناير، تحديداً في 13، من العام 2019، اختفى نجل المواطن "ع.خ"، ذو الـ13 عاماً، ومنذ ذلك الحين "لم أر أو أسمع عنه شيئاً رغم مرارة البحث عنه طيلة الفترة الماضية"، كما يقول والد الطفل الذي استدرجه مشرفي الجماعة من منطقة السحول، في محافظة إب (وسط البلاد).

يوضح الرجل (36 عاماً) انه خسر أكثر من 3 مليون ريال طوال فترة البحث عن ابنه الوحيد، التي استمرت 16 شهر، وهو يتنقل بين قيادات ومشرفي الجماعة في إب، وذمار، وصنعاء، وحجة، وصعدة، والحدود.

وقال إن 85% من المبالغ التي أنفقها ذهبت الى جيوب المشرفين الحوثيين في المنطقة ومحافظات أخرى ممن قطعوا له وعوداً متكررة باعادة ولده الى منزله، مشيراً الى أن من بين هؤلاء الذين أخذوا طفله.

 

المال او جبهات الحوثي

بعمر لم يتجاوز 16 عاماً بدأ الطفل "و.أ"، يتيم الأب ووحيد أسرته، في التواصل مع أطفال آخرين اقحمتهم ميليشيات الحوثي في دورات طائفية بصنعاء وضواحيها.

في أقل من عام حدث تحول مفاجئ للطفل؛ أربك أسرته الضعيفة التي تعيش ظروفاً اقتصادية في منطقة "مذبح" شمال غرب المحافظة.

في البداية كان يهدد أسرته بالذهاب والقتال في جبهات الميليشيا نتيجة تأثره برفاقه الذين قتلوا واحداً تلو الآخر جبهات مارب والجوف وتم تشييعهم خلال فترة وجيزة في الحي الذي يقطنه.

أسرة "و.أ" تقول لـ"المصدر أونلاين" إن عناصر حوثية استقطبت طفلها اليتيم لإقناعه في الالتحاق بدورات "ثقافية" (طائفية) تستمر لأسبوعين مع أطفال آخرين من أبناء المنطقة، وهنا كانت نقطة تحوله من طفل بريء إلى شخص عدواني وعنيد لا يسمع لأي قريب داخل افراد العائلة.

توضح الأسرة أنها اضطرت للسماح لابنها بالالتحاق بالدورة الحوثية بعد أن هددهم بالبحث عن مشرف المنطقة لأخذه الى جبهات الحرب.

عقب دورة الحوثيين الطائفية والاختلاط والاحتكاك بعناصر الجماعة أدمن "و.أ" مضغ القات بشكل كبير، وفق الأسرة، وأصبح تدبير قيمة "تخزينة" الطفل بشكل يومي ومصاريف أخرى، وسيلة ابتزاز بحقهم.

وحسب الأسرة فقد التحق ابنهم الوحيد (لديه ثلاث أخوات) بجبهات القال الحوثية مطلع العام الجاري، رغم الاستجابة لكافة مطالبه اليومية وشراء دراجة نارية له كي يعيلهم، مؤكدة عدم تواصله معهم منذ ذهابه الى معسكر الميليشيا.

 

طفل يتسبب في وفاة أبيه

لم يكن الأب يتوقع أن الانتقال من مديرية "الشاهل" بمحافظة حجه قبل 15 عاماً الى العاصمة صنعاء سيفقده ابنه ويتسبب في وفاته هو أيضاً.

منذُ 2018 التحق ابنه الكبير (17 عاماً) في دورات "ثقافية" حوثية وعمل مع الجماعة كـ"مرشد ثقافي" في حي الجراف ومناطق أخرى بصنعاء، ورغم محاولات والده منعه الذهاب مع الحوثيين طوال تلك الفترة الا أنه التحق مؤخراً بجبهات الميليشيات في مارب برفقة أخيه الأصغر سناً منه دون علم أسرتهم.

مصادر مقربة قالت إن "ع. ع" والد الطفلين أصيب بجلدة دماغية ثاني أيام عيد الفطر، توفي على إثرها، مؤكدة أن ذهاب أطفاله إلى جبهات القتال كانت السبب الرئيسي في ذلك.

وأشارت المصادر الى أن الأب كان يعمل في احدى المهن الشاقة، لافتة الى أن أطفاله لم يعرفوا عن وفاة أبيهم حتى كتابة التقرير.

يذكر أن ميليشيا الحوثي تقول إنها استقطبت مئات الآلاف إلى مراكزها الصيفية التي تقيمها.

وحسب تقارير حقوقية فإن الميليشيات " تستخدم المدارس والمرافق التعليمية لاستقطاب الأطفال إلى التجنيد الإجباري، من خلال نظام تعليم يحرّض على العنف، بالإضافة إلى تلقين الطلاب العقيدة الأيديولوجية الخاصة بالجماعة من خلال محاضرات خاصة داخل المرافق التعليمية لتعبئتهم بالأفكار المتطرفة، وترغيبهم بالانضمام إلى القتال لدعم الأعمال العسكرية للجماعة".

وخلال السنوات الثلاث الماضية (2018، 2019، 2020) بدأت الميليشيات "حملة مفتوحة وإجبارية لتجنيد الأطفال، إذ افتتحت 52 معسكر تدريب لآلاف المراهقين والأطفال، وانتشرت حملات التجنيد الإجباري في مناطق صعدة وصنعاء والمحويت والحديدة وتهامة وحجة وذمار، واستهدفت الأطفال من عمر 10 سنوات".

وتتعمد جماعة الحوثي "إلحاق الأطفال ببرامج أيدولوجية - تدور حول عقيدة وفكر الجماعة- ثم يتم إرسالهم إلى معسكر تدريبي لحضور دورة عسكرية لمدة شهر وبعدها يتم الزج بهم في جبهات القتال، حيث توكل لهم تنفيذ مهام الاشتباك المباشر وزرع الألغام وحراسة النقاط العسكرية، وفق تقرير منظمة "سام" و "المرصد الأورومتوسطي".

ونوه التقرير الى أن "جماعة الحوثي تلجأ إلى تهديد العائلات اليمنية في القرى والمناطق التي تسيطر عليها من أجل تجنيد أطفالها من (10 - 17 عامًا)، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال في مخيمات النازحين، ودور الأيتام. وفي بعض الحالات، جنّدت الجماعة أطفال من عائلات فقيرة مقابل مكافآت مالية (150$ شهريًا)".

ومنذُ سنوات الحرب الأولى دأبت ميليشيا الحوثي على استخدام الأطفال بمناطق نفوذها في جبهات القتال، مستغلة بشكل كبير الوضع المادي للأسر المعوزة في تلك المناطق.

الحكومة اليمنية تقول إن ميليشيات الحوثي الانقلابية، دمرت حياة أكثر من 4 ملايين طفل، ودفعت معظمهم إلى البحث عن عمل جرّاء ظروف الحرب التي شنتها مستغلة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتردية للأسر اليمنية، والدفع بهم إلى جبهات القتال وإغرائهم مالياً لإعالة أسرهم والالتحاق بصفوف الميليشيات والزج بهم إلى محارق الموت.

وحسب المندوب الدائم لليمن لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك السفير عبدالله السعدي، فإن ميليشيات الحوثي المسلحة جندت أكثر من 30 ألف طفل يمني واستخدمتهم في الصراع، مؤكدا مقتل 3 آلاف و 279 طفلاً وطفلة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

تقرير حقوقي كشف منتصف شهر فبراير الماضي، أن "جماعة الحوثي جندت نحو 10300 طفل على نحو إجباري في اليمن منذ عام 2014"، محذرًا من "عواقب خطيرة في حال استمرار الفشل الأممي بالتصدي لهذه الظاهرة".

وقالت منظمة "سام" للحقوق والحريات و "المرصد الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان في تقرير لهما إن "جماعة الحوثي تستخدم أنماطًا معقّدة لتجنيد الأطفال قسريًا والزجّ بهم في الأعمال الحربية في مختلف المناطق التي تسيطر عليها في اليمن، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات منهم، إذ وثّق التقرير أسماء 111 طفلًا قُتلوا أثناء المعارك بين شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2020 فقط".

قالت منظمة "سام" للحقوق والحريات و "المرصد الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، في تقرير لهما إن "جماعة الحوثي جندت نحو 10300 طفل على نحو إجباري في اليمن منذ عام 2014"، محذرًا من "عواقب خطيرة في حال استمرار الفشل الأممي بالتصدي لهذه الظاهرة".

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص