أهم الأخبار

عشية اجتماع مجلس الأمن.. وكالات الأمم المتحدة تحذر من سقوط سكان اليمن في براثن أزمة جوع كارثية وغير مسبوقة

2022-03-14 الساعة 08:24م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)

حذرت وكالات الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، من حدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة في اليمن الذي يوشك على السقوط في براثن أزمة جوع كبرى خلال العام الجاري.

جاء ذلك في تقرير مشترك أصدرته، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، وبرنامج الغذاء العالمي.

وأكد التقرير الذي أطلع "المصدر أونلاين" على مضمونه، أن "17.4 مليون يمني هم حالياً في حاجة إلى مساعدات غذائية ويواجهون مستويات طارئة من الجوع".

وقال تقرير "تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) عن اليمن"، إن "الوضع الإنساني في البلاد يتوقع أن يتفاقم خلال الفترة من يونيو/حزيران إلى ديسمبر/كانون الأول 2022".

وأضاف: "من المحتمل أن يصل عدد الأشخاص غير القادرين على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية في اليمن إلى رقم قياسي يبلغ 19 مليون شخص (من أصل 30 مليون هو العدد التقدير لسكان اليمن)".

وأشار التقرير إلى احتمال سقوط "1.6 مليون شخص إضافي في البلاد في مستويات طارئة من الجوع، ليرتفع المجموع إلى 7.3 مليون شخص بحلول نهاية العام".

وبين أن مستويات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة في ارتفاع مستمر في جميع أنحاء البلاد، حيث "يعاني 2.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، من بينهم ما يقرب من أكثر من نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد مما يهدد حياتهم".

وإضافة إلى ذلك، فأن "حوالي 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضع يعانين من سوء التغذية الحاد"، وفقاً للتقرير.

وأكد أن "عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات كارثية من الجوع سوف يرتفع خمسة أضعاف عما هو عليه حاليا أي من 31 ألف شخص حاليا إلى 161 ألف على مدار النصف الثاني من العام الجاري".

وقالت الوكالات الثلاث في بيان مشترك، إن "النزاع هو المحرك الكامن الأساسي للجوع في اليمن. فقد دفعت الأزمة الاقتصادية – الناجمة عن النزاع - وانخفاض قيمة العملة بأسعار المواد الغذائية في عام 2021 إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2015".

ورجحت أن "تؤدي الأزمة الأوكرانية إلى صدمات استيراد كبيرة، مما يؤدي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية، حيث يعتمد اليمن بالكامل تقريبًا على الواردات الغذائية 30 في المائة من واردات القمح من أوكرانيا".

ونقل البيان، عن المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، "ديفيد جريسلي"، قوله إن التصنيف المرحلي المتكامل يؤكد على تدهور الأمن الغذائي في اليمن، ضرورة التحرك الآن لمواصلة الاستجابة الإنسانية.

وأضاف جريسلي أن "السلام مطلوب لإنهاء حالة التدهور، لكن يمكننا إحراز تقدم الآن. يجب على أطراف النزاع رفع جميع القيود المفروضة على التجارة والاستثمار في السلع غير الخاضعة للعقوبات".

وأكد "شو دونيو" المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، أن "الكثير من الأسر اليمنية محرومة من احتياجات الغذاء الأساسية بسبب تداخل بعض العوامل"، مشيرا إلى جهود الفاو للعمل مع الفلاحين على أرض الواقع لتعزيز قدرتهم على الصمود من خلال مجموعة الدمج بين الدعم في حالات الطوارئ ودعم سبل العيش على المدى الطويل.

وقال "ديفيد بيزلي"، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، إن الأرقام التي تضمنها التقرير "مفزعة ... الكارثة تلوح في الأفق والوقت ليس في صالحنا".

وأكد أنه "إذا لم نحصل على تمويل عاجل وكبير، سيؤدي ذلك إلى حدوث الجوع الشديد والمجاعة بشكل جماعي. أما إذا تحركنا الآن، فلا يزال هناك فرصة لتجنب كارثة وشيكة وإنقاذ الملايين."

ونقل البيان عن "كاثرين راسل" المديرة التنفيذية لليونيسف، قولها إن "كل يوم ينام المزيد والمزيد من الأطفال في اليمن وهم جوعى. مما يضعهم تحت خطر الضعف الجسدي والإدراكي، حتى أن الأمر قد يصل بهم إلى الوفاة"، مؤكدة أنه "لم يعد بالإمكان التغاضي عن معاناة الأطفال في اليمن. فالأرواح معرضة للخطر."

ومطلع العام أعلن برنامج الأغذية العالمي تخفيض الحصص الغذائية المقدمة لثمانية ملايين شخص في بداية العام الجاري، بحجة "نقص التمويل".

وتشهد اليمن منذ سنوات حرباً أشعلها الحوثيون وتدخلت السعودية بقيادة تحالف عسكري لدعم الحكومة المعترف بها، وأدى الصراع إلى أسوأ أزمة غذائية وإنسانية يشهدها العالم، حيث يعتمد ثلث السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

وتأتي التحذير الأممي، عشية عقد مجلس الأمن جلسة مشاورات بشأن الوضع في اليمن، يلهيا اجتماع رفيع المستوى يوم الأربعاء المقبل للمانحين، للحصول على تمويل للعمليات الإنسانية والإغاثية في اليمن.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص