أهم الأخبار

حضرموت.. عادات وتقاليد متوارثة في تريم تزامناً مع قدوم شهر رمضان المبارك

2022-03-31 الساعة 07:39م (يمن سكاي - )

تتميز محافظة حضرموت بالكثير من العادات والتقاليد الخاصة باستقبال شهر رمضان، ولا زالت موجودة وتوارثها الأحفاد من الأجداد، ولا زالوا متمسكين بها ومحافظين عليها حتى اليوم من الاندثار.

تريم، هي واحدة من المدن الحضرمية التي تقع شرقي اليمن، ويمتلك أهلها عادات وموروث شعبي قديم، فهي تزخر دائماً بهذه العادات الجميلة، في المناسبات الدينية و الفرائحية و في الأعياد.

في كل عام، مع قرب شهر رمضان المبارك، يمارس أهالي تريم، عادات وطقوس كثيرة احتفاءً بقدوم الشهر الكريم، بدءاً بسباق الهجن أو ما تُسمى بـ "الربعة" التي يتنافس فيها العشرات من مالكي الجمال للحصول على مراكز متقدمة في المسابقة، مروراً بموسم "الشعبانية"، التي تتميز بطقوس كثيرة.

سباق الهجن موروث متجدد

يعتبر سباق الهجن حدث كبير ويتفاخر به أهالي مدينة تريم، لما يتميز به من عوائد مالية سنوية، حيث يوافق يوم الثالث عشر من شهر شعبان من كل عام.

يقول المقدم عبدالمعين بزعل من تريم، لـ"المصدر أونلاين"، "إن فعالية سباق الهجن، تُعد تراثاً وعادةً قديمة، في تريم، ويشارك فيه ما يزيد عن 100 جمل في مكان محدد من كل عام".

وأضاف، بأن هذا اليوم يعتبر من جماليات المدينة، حيث يتجمع أهالي المدينة ومن خارجها بل من خارج المحافظة، أطفال وشباب وشيوخ لمشاهدة هذا السباق.

بدوره قال محمد سعيد، أحد زوار المدينة من إحدى المحافظات المجاورة، في حديثه للمصدر أونلاين، إن "هذا السباق من الفعاليات الشعبية السنوية التي يقيمها أبناء تريم، شاهدنا هذا السباق، وجئنا لكي نرى عادات حضرموت وتريم بالأخص".

وأشار، إلى أن ملاك الإبل يقومون برحلة قبل هذا السباق، إلى أحد الأودية شرقي حضرموت، وتنظم هناك عدة سباقات من مناطق تريم، ومن ثم عينات، ومن ثم منطقة قسم، وبعدها يعودون إلى تريم، وفي المحطة الأخيرة يقام هذا السباق في يوم محدد سنوياً اعتاد عليه أبناء المدينة، حيث يحتشد فيه الآلاف من محبي هذا الموروث القديم.

ويقول خالد بامجبور زائر آخر من محافظة شبوة، لـ"المصدر أونلاين"، "أنا سعيد جداً بتواجدي في هذا الموسم الجميل قبيل قدوم شهر رمضان المبارك، والذي يأتي فيه هذا السباق.

ويصف بامجبور هذا السباق بأنه يحمل المعاني البدوية والأصيلة والتاريخية، يفهمها الجيل الحالي ويواكبونها، ويحافظون عليها ويطورونها في المستقبل، حتى تبقى مثل هذه المواسم الجميلة والمظاهر التي تعد من جماليات استقبال شهر رمضان، لإدخال السرور على الأسر وتبادل المشاعر بين الناس، وخصوصاً في هذا الوضع الاستثنائي والظروف التي تمر بها البلاد".

الشعبانية.. عادات متنوعة:

يُطلق على يوم الرابع عشر من شهر شعبان سنوياً في مدينة تريم "الشعبانية"، حيث تتنوع فيه مظاهر الفرحة والعادات الجميلة المتوارثة ومظاهر استقبال شهر رمضان المبارك.

ويقام في هذا اليوم سوق شعبي كبير تباع فيه الوجبات الخفيفة كالمكسرات والحلوى وألعاب الأطفال، حيث يصطحب الأهالي معهم أطفالهم في هذا اليوم، ويشترون لهم أجمل الهدايا حين العودة، ولأهاليهم أيضاً.

منظر يبعث الانشراح ،وأنت تشاهده، ويتبادر إلى ذهنك بأنه يوم عيد، وخصوصاً مع تزاحم الأطفال والشباب وكبار السن في هذه العادة السنوية الجميلة، التي خلقت جواً مترابطا في المجتمع، كما تقام في هذا اليوم "لعبة الرزيح"، التي تعتبر من الألعاب التاريخية والقديمة.

ويقول عمر باغزال مواطن من تريم، لـ"المصدر أونلاين"، "في النصف من شعبان يتجمع الناس في يوم الشعبانية في وسط مدينة تريم، ويعتبر هذا اليوم مميز حيث يصطحب الجميع أطفاله ليشاهدوا الألعاب، ويشترون لهم الهدايا".

ويشير حسن باجمعان لـ"المصدر أونلاين"، بالقول "يجتمع في هذا اليوم كل من الشيوخ والأطفال والشباب والنساء، وعقال هذه المدينة"، مضيفاً "هاهم اليوم يحتفلون بطريقتهم الخاصة، بعادات تراثية، تحكي واقع الأجداد، والاحتفاظ بها شيء جميل جداً من الإرث".

وأضاف باجمعان، أن مدينة الغناء تريم، تتميز بأشياء فريدة عن بقية مدن البلاد، اليوم هي تستقبل شهر رمضان المبارك بابتسامتها الساحرة وإدخال السرور حيث تجذب الآلاف بالتوجه إليها، لمشاهدة تقاليد نوعية مختلفة، حيث تزرع في النفوس تشويقاً للأطفال، وفرحة للكبار".

لعبة الرزيح التاريخية:

تتميز لعبة الرزيح التاريخية التي تعتبر من الألعاب التراثية الشعبية في حضرموت، وخصوصاً تريم، بأن الشعارات التي تصاحب هذه اللعبة ليس لها عدة طبول يتم قرعها، وإنما بواسطة الأرجل.

ويقول أحمد التمور عضو لعبة الرزيح بتريم، لـ"المصدر أونلاين"، "طريقة لعبة الرزيح يبدأ اللاعبون بالتهاويد، ويقومون بأخذ سبع جولات وبعدها يبدأون في عملية الرزيح، بصوت "يا كريم"، وينقسم اللاعبون إلى عدة صفوف، صف يأتي في المقدمة يُسمى بالشلالين، ويقابلهم صف آخر يطلق عليهم بالروشن".

وأوضح بأن لعبة الرزيح تتكون من ثلاث مراحل، ويشرح ذلك فيقول: تبدأ بالحمول، وبعدها يتم تنويع الصوت وتُعطى تطروقة (صوت معين يتم ترديده) لصف الروشن، مع ترديد الأبيات والشعارات وتطروقة أخرى لصف اليمين وأخرى لصف اليسار.

عادات وتقاليد جميلة ومختلفة يتميز بها أهالي تريم، أحدثت نوعاً من الانسجام في الوسط المجتمعي الحضرمي، وتعتبر من الموروث الشعبي الحضرمي، ظل يحافظ عليها الأجيال منذ مئات السنوات، خوفاً عليها من الاندثار.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص